هل انقلبت خططه على برشلونة؟

يعاني فريق الكرة الأول بنادي برشلونة خلال الفترة الماضية من تذبذب المستوى في بطولة الدوري الأسباني وذلك بعد أسابيع كان فيها الألماني هانز فليك بمثابة الساحر الذي أخذ بالبلوجرانا لبر الأمان وأعاد الفرحة لأبناء إقليم كتالونيا.

وخلال جولة الفجر الرياضي نستعرض معكم بعض الأسباب التي جعلت الإشادة التي حظي بها فليك في برشلونة تتحول إلى إنتقادات لاذعة.

فقدان صدارة الليجا مسألة وقت 

البداية مع تحول مستوى الفريق الإسباني مع فليك 180 درجة حيث لم ينجح برشلونة سوى في حصد نقطة واحدة من ثلاثة مباريات بعد الخسارة الأخيرة أمام لاس بالماس أول أمس السبت بنتيجة هدف واحد مقابل هدفين ضمن إطار مواجهات الجولة الخامسة عشر من الليجا.

وبات برشلونة مهددًا بفقدان الصدارة لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد بعد أن تجمد رصيد رفقاء القائد البرازيلي رافينيا عند أربعة وثلاثين نقطة بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد الذي حقق فوزًا هامًا أمس على خيتافي بهدفين مقابل لا شيء ولديه مباراة مؤجلة ضد فالنسيا من الجولة الـ12.

ضياع بوصلة مصيدة التسلل 

وكما شهد العالم أجمع فقد نجح فليك في نصب مصيدة التسلل أمام المنافسين وحقق نجاحات كبيرة وبالأخص خلال مواجهة كلاسيكو الأرض ضد ريال مدريد وحقق وقتها الفوز برباعية نظيفة في معقل سانتياجو بيرنابيو.

وكانت تلك الطريقة تعتمد على التحرك السريع والمنسق بين لاعبي الخط الخلفي وذلك من أجل وقوع مهاجمي الخصوم في مصيدة التسلل وتم تنفيذها بدقة بالتعاون بين ب أو كوبارسي واينيجو مارتينيز والظهيرين كوندي وبالدي.

ونجحت تلك الخطة في جعل موقف المهاجمين غير قانوني عندما تصل لهم الكرة وألغي بسببها أكثر من هدف سكن مرمى برشلونة وظهر الانسجام كبيرًا بين رباعي الخط الدفاعي قبل أن تنقلب تلك الطريقة ونجحت الفرق المنافسة في إيجاد الكيفية التي يمكن بواسطتها ضرب تلك المصيدة.

وعلى الرغم من أن فليك قد درب لاعبيه على فكرة الدفاع المتقدم والوصول إلى منتصف الملعب بدلًا من الوقوف بالقرب من منطقة الجزاء وهو ما قلل من المساحات التي يتم تركها أمام لاعبي الخصم وتحديدًا صناع اللعب.

لكن الأمر انقلب سريعًا وبدأت الفرق في حصد النقاط من بين أنياب البلوجرانا وذلك عن طريق تمرير الكرات الطولية بدقة كبيرة خلف خط دفاع برشلونة والأعتماد بشكل أكبر على التمريرات المباشرة للوصول إلى مرمى بينيا.

كما أن عامل السرعة كانت من العوامل الحاسمة لضرب الدفاعات الكتالونية وهو ما ظهر جليًا في الهدف الثاني الذي استقبلته شباك برشلونة من لاس بالماس بعد أن تلقى اللاعب فابيو سيلفا الرة ووضعها في الشباك من فوق بينيا.

لتتحول بذلك مصيدة التسلل التي تم نصبها للمنافسين إلى الفك الذي سقط فيه فليك وكتيبة برشلونة وهو ما أدى إلى تهديد واضح بفقدان صدارة الليجا.

تأثير غياب لامين يامال

ولا تبدو المشكلة الوحيدة التي حولت مسار موسم برشلونة إلى كارثي في الليجا هي مصيدة التسلل فقط بل تأثرت كتيبة فليك بغياب اللاعب الدولي الاسباني لامين يامال ومشاركته بديلًا في بعض المباريات بسبب الإصابة.

حيث سبق وأن عانى اللاعب من إصابة على مستوى الكاحل تعرض لها خلال ماوجهة النجم الأحمر التي أقيمت يوم السادس من نوفمبر لحساب مباريات مرحلة الدوري في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وحرمت تلك الإصابة يامال من خوض مباراتين في الدوري مع برشلونة أمام ريال سوسيداد وهي التي خسرها فريقه بهدف نظيف وكذلك التعادل أمام سيلتا فيجو بنتيجة 2-2.

كما أن مشاركته بديلًا أمام لاس بالماس في الشوط الثاني لم تسعفه لإنقاذ فريقه من الخسارة بهدف واحد مقابل هدفين.

التغييرات المتأخرة 

آخر العوامل التي أدت إلى سوء مستوى برشلونة في الليجا ظهور الألماني هانز فليك دون حلول خلال المباريات الأخيرة حيث لم تنجح أي من التغييرات التي قام بها في قلب نتائج المباريات لصالح فريقه.

وأعاب المحللين والنقاد على الألماني في تأخر إجراء التغييرات وهو الأمر الذي يجعل من وضعية برشلونة صعبة في الدقائق الأخيرة من المباريات كما أن هناك أزمة طاحنة في خط الوسط ظهرت بسبب المشكلات الخاصة بتوظيف اللاعبين وأن البدلاء ليسوا بنفس كفاءة الأساسيين.

فهل يتمكن فليك من إعادة ترتيب أفكاره من جديد وقيادة برشلونة للعودة لطريق الإنتصارات في الليجا أم أن النتائج السلبية سوف تلقي به في طريق مسدود؟