هل تزيد أمريكا من ضرباتها لوقف هجمات الحوثي بالبحر الأحمر؟

هل تزيد أمريكا من ضرباتها لوقف هجمات الحوثي بالبحر الأحمر؟

رغم تصاعد هجمات الحوثي ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ضد السفن التجارية منذ مطلع أغسطس، أظهرت القوات الأمريكية انخفاضا نسبيا في معدل الضربات الاستباقية وعمليات الاعتراض.

 

وفي وقت سابق أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير نظام صاروخي حوثي مدعوم من إيران وطائرة دون طيار في منطقة خاضعة للانقلابيين وذلك يوم أمس في ضربات تكتمت المليشيات عن وقوعها.

وخلال هذا الشهر، لم ترق الاستجابة الأمريكية إلى مستوى الخطر الذي صعده الحوثيون لا سيما منذ استئنافهم رسميا في 4 أغسطس الهجمات على سفن الشحن وذلك بعد نحو 14 يوما من التوقف والشلل على وقع الضربات الانتقامية لإسرائيل على ميناء الحديدة ومحيطه في 20 يوليو الماضي.

 

وأطلق الحوثيون بشكل شبه يومي الصواريخ المضادة للسفن والطائرات دون طيار بعضها أصابت ناقلات وأخرى وهي الأكثر لم تحقق أهدافها وذلك بجانب تسييرهم زوارق مسلحة للمضايقة والاشتباك.

 

وخلال الـ26 يوما الماضية، أعلنت مليشيات الحوثي مسؤوليتها عن استهداف قرابة 8 سفن تجارية في خليج عدن والبحر الأحمر كان أبرزها الهجوم الصاروخي في 21 أغسطس الذي أصاب ناقلة سونيون النفطية.

 

كما أعقبه الحوثيون بهجوم مسلح للناقلة بعد اخلاء فرقاطة فرنسية لطاقمها وعمدوا لزرع عبوات وتفجيرها عن بعد لتصوير مقطع دعائي من شأن بثه أن يفاقم ويثير الذعر في الشحن التجاري بهدف دفع مزيد الشركات لتجنب العبور من أحد أهم الممرات في العالم.

وتظهر الإحصائية خلال شهري أغسطس ويوليو أن الطائرات المسيرة كانت أكثر سلاح استخدمته مليشيات الحوثي لتهديد الملاحة، إذ كان هناك 42 طائرة دون طيار من أصل 91 قطعة أو هدف دُمر بمناطق الحوثي أو اُعترض فوق البحر.

 

كما أن عمليات الاعتراض الأمريكية للطائرات دون طيار التي أُطلقت باتجاه السفن أو للصواريخ كانت غالبا فوق البحر الأحمر مقارنة بتلك التي كانت فوق خليج عدن على مدار أيام شهر أغسطس، في مؤشر إلى أن الجماعة ركزت في الموجة الأخيرة على البحر الأحمر أكثر من أي مسرح آخر لتحقيق دمجا مزدوجا لأسلحتها معا.

 

أما بالنسبة للضربات على المواقع العسكرية النشطة للحوثيين تفاديا واستباقا لإطلاق أي صواريخ أو مسيرات، فطال معظمها الحديدة وصنعاء وحجة وتعز واعترفت المليشيات بشكل منفصل بتعرض الـ4 المحافظات لنحو 17 غارة منها 13 ضربة في الحديدة وتكتمت عن أخرى.

 

ودمرت الضربات الأمريكية خلال أغسطس نحو 11 طائرة دون طيار وما لا يقل عن 8 صواريخ بينها مجنحة وباليستية مضادة للسفن وكروز، بالإضافة لـ4 زوارق مسيرة ومنصتي إطلاق ومنظومتين دفاع جوي ورادار واحد و3 محطات تحكم أرضية، وفقا لتوزيع الإحصائية.

 

ومقارنة بشهر يوليو، فتركزت الضربات الأمريكية على محافظات الحديدة وحجة وتعز بالإضافة إلى صعدة، معقل الحوثيين الأم، فيما توزعت الأهداف المدمرة على 31 مسيرة، و18 زورق مسيّر، و4 رادارات، و3 منصات إطلاق صواريخ، وصاروخين مع منصتي إطلاقهما.

 

كما دمرت صاروخين أرض – جو (SAM)، فيما اعترضت قوات شريكة للجيش الأمريكي طائرتين مسيّرتين ودمرتها، وفقا لما أورده الجيش الأمريكي في بيانات منفصلة.

 

◄ 3 محاور بارزة حراك المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ

 

وفي وقت سابق ركزت مباحثات المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال جولته الأخيرة في 3 عواصم على دفع اتفاق الملف الاقتصادي، إلى جانب محوري التهدئة واختطاف الموظفين الأمميين من قبل المليشيات، وهي قضية تشكل إحراجا بالغا للأمم المتحدة بعد تعثر جهودها لإطلاق سراحهم.

 

كما ركّزت جولة نقاشاته على ضرورة سماح مليشيات الحوثي بإنقاذ ناقلة النفط المتضررة إم/تي سونيون” في البحر الأحمر التي تقل أكثر من 150 ألف طن من النفط”.

وبدأت جولة غروندبرغ من الرياض، حيث أجرى مباحثات مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، ركّزت على استكشاف سبل تقديم الدعم المنّسق والفعال للأطراف اليمنية بهدف تحقيق التهدئة في جميع أرجاء البلد في ظل التوترات الإقليمية الأوسع نطاقا.

 

ووفق بيان لمكتب المبعوث الأممي  فإن غروندبرغ “عقد اجتماعات مع ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن”، مشددا على “ضرورة اعتماد نهج دولي موحد لدعم العملية السياسية وتحقيق وقف إطلاق النار في اليمن”.

 

ومن الرياض، انتقل إلى مسقط للقاء مسؤولين عمانيين والوفد التفاوضي لمليشيات الحوثي، إذ تناولت المناقشات “قضية الموظفين الأمميين المحتجزين تعسفيًا” وقضية سونيون.

 

وشدد المبعوث خلال لقاء ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام على “الحاجة الماسة للتهدئة على نطاق أوسع في جميع أنحاء اليمن، فضلًا عن معالجة التحديات المستمرة”.

 

واختتم المبعوث الأممي جولاته في عدن بلقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعدد من كبار المسؤولين لمناقشة التطورات الأخيرة، حيث “تم التركيز على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق التهدئة”.

 

وفي ختام جولته، قال غروندبرغ “من الضروري أن تضع جميع الأطراف مصالح الشعب اليمني في مقدمة أولوياتها، وأن الحوار البناء يبقى هو الأساس لتحقيق التهدئة وتهيئة السبيل نحو السلام.

 

◄هجوم الحوثي على منشأة صافر

 

يذكر أن في وقت سابق دفع  الهجوم الحوثي على منشأة صافر ملف النفط إلى وجهة المشهد اليمني، كورقة ضغط تستهدف حصول المليشيات على أكبر حصة من الإيرادات لتمويل أنشطتها.

 

وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع اليمنية حددت بدقة موقع انطلاق 3 طائرات مسيرة مفخخة للحوثيين لاستهداف منشأة صافر النفطية بمحافظة مأرب يوم الجمعة الماضية 23 أغسطس الجاري، من نقطة واقعة بين بلدتي دحيضة وقرن الصيعري شرق مدينة الحزم في الجوف الخاضعة للمليشيات فإن المليشيات أنكرت ذلك.

 

وزعمت مليشيات الحوثي أن من نفذ الهجوم كيان مجهول أسمته “أحرار قبائل عبيدة”، وأن العملية “عبارة عن رسائل تحذيريه أولية” وهددت بـ “استهداف الآبار والمنشآت النفطية بصورة مباشرة”.

 

ويعد الهجوم الأخير دلالة جديدة على عبث مليشيات الحوثي التي لن تتورع في تنفيذ مخططاتها بشكل مباشر أو غير مباشر ضمن عقلية المحصلة الصفرية التي تسببت في انكماش الاقتصاد بشكل حاد منذ هجماتها التي تبنتها رسميًا على منشآت تصدير النفط في أكتوبر 2022، مما أدى إلى توقف كامل لتصدير النفط الخام، وأثر على 85% من دخل الحكومة الشرعية.