بعد مرور 19 شهرًا، على اندلاع الحرب في السودان التي بدأت في منتصف أبريل 2023، وحيث شهدت تلك الحرب تغيرات مستمرة في خريطة السيطرة الميدانية بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع.
ومع ذلك، شهدت الأسابيع الأخيرة تحولًا لافتًا في ميزان القوى، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية التي كان قد فقدها سابقًا، حيث لعبته الطائرات المسيّرة (الدرونز) دورًا كبيرًا في هذا التقدم.
تحرير سنجة
أعلن الجيش السوداني، السبت، تحرير مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ خمسة أشهر، ووصفت القوات المسلحة هذا التقدم بأنه إنجاز استراتيجي في النزاع المستمر منذ 19 شهرًا.
وتقع سنجة على محور استراتيجي يربط بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه، مما يعزز أهميتها في سير المعارك الدائرة. ويأتي هذا التقدم وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بارتكاب جرائم حرب، تشمل القصف المتعمد لمنازل المدنيين والأسواق والمستشفيات.
من جانبه قال المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، إن الطائرات المسيرة (الدرونز) يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مجريات الحرب في السودان، كما هو الحال في العديد من النزاعات الأخرى حول العالم.
أضاف أبو زيد في تصريحات خاصة لـ “الفجر”، أن هناك العديد من الجوانب المهمة التي تقوم بها الطائرات المسيرة في الحرب السودان وهي: “المراقبة والاستطلاع يمكن استخدام الطائرات المسيرة لجمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة تحركات القوات، مما يمنح الأطراف ميزة استراتيجية”.
أكمل حديثه قائلا: “يمكن أن تُستخدم الطائرات المسيرة لتنفيذ عمليات هجومية دقيقة ضد أهداف محددة، مما قد يؤدي إلى تغيير موازين القوة في الصراع وأيضا استخدام الطائرات المسيرة يقلل من المخاطر التي تتعرض لها القوات الأرضية، حيث يمكن تنفيذ المهام من مسافات بعيدة”.
لفت المحلل السياسي السوداني إلى أن إدخال التكنولوجيا العسكرية مثل الطائرات المسيرة قد يزيد من تعقيد الصراع، حيث يمكن للأطراف استخدام هذه التكنولوجيا بطرق جديدة وغير متوقعة، ويمكن أن تؤثر الطائرات المسيرة على المعنويات، سواء من خلال خوف الأعداء أو تعزيز الثقة لدى القوات المستخدمة لها.
وفي السياق ذاته، أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الفترة الأخيرة شهدت انتصارات متتالية للجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع وذلك بعدما نجح الجيش في استخدام الطائرات المسيرة في تلك الحرب.
وأضاف الشهاوي في تصريحات خاصة لـ “الفجر”، أن الجيش السوداني استطاع استخدام المسيرات في مراقبة تحركات مليشيا الدعم السريع واستهدافهم من خلال المدفعية الثقيلة للجيش.
اختتم رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أستخدم الجيش للطائرات دون طيار (المسيّرات)، التي ساهمت بدور كبير في استعادة القوات المسلحة في العديد من المدن السودانية.