وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يؤكد التزام قطر بتعزيز حضور اللغة والثقافة العربية والإسلامية في الذكاء الاصطناعي

الدوحة – سيف الحموري – أكد سعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال تدشين “فنار” النموذج العربي للذكاء الاصطناعي، خلال افتتاح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تعقد على مدى يومين، أن هذا المشروع يمثل إنجازا بارزا يعكس التزام دولة قطر بتعزيز حضور اللغة والثقافة العربية والإسلامية في عصر الذكاء الاصطناعي، مبينا أنه يأتي نتيجة تعاون مثمر بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وقال سعادته، في كلمة بالمناسبة، “إن مشروع فنار يعكس التزام دولة قطر بدعم المشاريع البحثية وتحويلها إلى مبادرات حكومية استراتيجية تساهم في تعزيز مكانة قطر كدولة رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة”، موضحا أن /فنار/ ليس مجرد مشروع رقمي، بل هو رؤية طموحة وشاملة تهدف إلى إحداث تأثير عالمي، وإلى تمكين المجتمع العربي بأدوات متقدمة تراعي هويتنا الثقافية وتساهم في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، معربا عن شكره لمؤسسة قطر ومعهد قطر لبحوث الحوسبة على جهودهم المتميزة في تطوير هذا المشروع الطموح.

بدوره، أوضح الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنة رئيس جامعة حمد بن خليفة، أنه تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، يجسد مشروع /فنار/ التزام جامعة حمد بن خليفة بتطوير أدواتها المبتكرة للاستجابة للتحديات ذات الأولوية الوطنية والعالمية التي تعزز ريادة دولة قطر في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة المعتمدة على اللغة العربية، مشددا على ضرورة الاستفادة الفعالة من أوجه التعاون مع شركاء ومؤسسات وطنية مثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتيسير تبادل الخبرات وبناء القدرات في قطر والمنطقة.

ويعد /فنار/ نموذجا فريدا من نوعه، تم تطويره ليحقق فهما معمقا وشاملا للغة العربية بجميع أبعادها، بما في ذلك اللهجات المتنوعة والمصطلحات الثقافية المختلفة، حيث يعتمد المشروع على قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أكثر من 300 مليار كلمة وأكثر من تريليون مقطع لفظي عربي، مما يمنحه قدرة استثنائية على معالجة اللغة الطبيعية بدقة متناهية، كما تم تزويده ببنية تقنية متقدمة تحتوي على سبعة مليارات باراميتر، ما يتيح له قدرة فائقة على تخزين ومعالجة المعلومات بمرونة وسرعة.

كما يعتبر المشروع خطوة مهمة في تطور التقنيات الحديثة العربية، حيث بدأ كمبادرة بحثية متكاملة داخل معهد قطر لبحوث الحوسبة وتم تبنيه ودعمه من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويسعى إلى تمكين المجتمع القطري والعربي من أدوات ذكاء اصطناعي متطورة تصمم خصيصا لتلبية احتياجاتهم، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والأجندة الرقمية 2030، التي تضع الابتكار الرقمي في صميم بناء اقتصاد رقمي مزدهر.

كما يعكس المشروع طموحا كبيرا، إذ يسعى لتأسيس علاقة شراكة فريدة مع المستخدمين العرب من خلال النسخة التجريبية التي تتيح لهم تقديم ملاحظاتهم وتوصياتهم، مما يجعلهم جزءا أساسيا من عملية تطوير النسخ القادمة، حيث يعد هذا التعاون خطوة محورية نحو إنشاء مجتمع عربي رقمي قائم على الابتكار والتطور المستدام، لا سيما أنه يهدف إلى التوسع في شبكة شركائه على المستويين العربي والإقليمي لتعزيز وجود اللغة العربية في المستقبل الرقمي العالمي، ويتوقع أن تسهم هذه المبادرة في إلهام المزيد من الابتكارات في مجالات التعليم، والإعلام، والتكنولوجيا.

جدير بالذكر أن خمسة متعاونين من المؤسسات الوطنية، وهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومكتبة قطر الوطنية، وقناة الجزيرة، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وجامعة قطر، سيساهمون في إثراء قاعدة بيانات /فنار/ بمعلومات جديدة بشكل مستمر، وسط توقعات بأن يشهد فنار توسعا في شبكة شركائه على المستويين العربي والإقليمي، وهناك خطط لتوسيع هذه الشبكة على المستويين العربي والإقليمي.

وتعتبر القمة العالمية للذكاء الاصطناعي قطر 2024 منصة دولية رائدة تجمع الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث تطورات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حيث يأتي /فنار/ كأحد أبرز المشاريع التي تعرض ضمن فعاليات هذا الحدث، مجسدا التزام دولة قطر بأن تكون في مقدمة الدول التي تدمج التكنولوجيا مع القيم الثقافية.