استعرض وزير الطيران الفريق محمد عباس حركة السفر جوًا من وإلى دول القارة الأفريقية، مُستعرضًا الحصة السوقية لشركات الطيران فى الحركة المباشرة وغير المباشرة لدول القارة الأفريقية، وخطة شركة مصر للطيران لزيادة حركة الطيران بين مصر والدول الأفريقية، مؤكدًا الاهتمام بزيادة عدد خطوط الطيران إلى دول القارة.. وعرض عددا من المقترحات لتعزيز حركة الطيران بين مصر ودول القارة الأفريقية، وتحسين تجربة الراكب الإفريقى.. جاء ذلك خلال اجتماع دكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء واللجنة المعنية بتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية.
<< يا سادة.. الطيران المدنى المصرى قطاع تختلف طبيعته عن أى قطاع آخر لا لشىء سوى ارتباطه المباشر بالأمن القومى لمصرنا الحبيبة وكلمة طيران مدنى تجعلك تتخيل أنك تتعامل مع قطاع عادى من السهل التعامل مع مفرداته.. ولكن الحقيقة الوحيدة الباقية أنه قطاع حساس جدًا ودقيق من حيث استراتيجياته وأمنه وأمانه واقتصاديات العمل فيه فهو يتعلق بصناعة من أدق وأخطر الصناعات، وهى صناعة النقل الجوى، ومن حيث الاستثمارات الهائلة بالمليارات لبناء وتحديث المطارات الدولية والمحلية، وشراء الطائرات والمعدات، فإن ثمن شراء طائرة واحدة يفوق الاستثمارات المطلوبة لعدة مصانع وهنا تكمن صعوبة قيادة هذا القطاع الحيوى والوطنى لأن العائد المباشر على رأس المال المستثمر يكون عادة منخفضًا بالنسبة لأى مجال آخر، ولكن العائد غير المباشر على باقى قطاعات الدولة كبير جدًا وفى كل المجالات.. فصناعة النقل الجوى لا تحقق الأرباح الكبيرة أو تكلفة رأس المال، حيث تحقق 2% على الأكثر، فى مقابل صناعات أخرى تحقق نحو 8% عائدًا للاستثمار فى مصر.. ومطاراتنا الدولية هى عبارة عن حدود لمصر يجب حمايتها تمامًا ومراعاة اليقظة الدائمة لتأمينها، وأن أكثر من 80% من حركة المسافرين الدولية تتم عن طريق هذه المطارات، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه ليست هناك أخطاء أو ثغرات فلا توجد نسبة 100% فى أى نظام أمنى فى العالم، ولكننا نؤكد أن لدينا منظومة أمنية متكاملة بها عناصر بشرية مدربة وأجهزة على أعلى كفاءة، تلك المنظومة تتطابق مع المعايير والتشريعات والقوانين الدولية الصادرة من منظمة الطيران الدولية «الايكاو».
<< يا سادة.. تلك التحديات تواجه كل مسئول يتولى أمر القطاع فما يتحقق من أرباح مهما بلغ من مليارات لا يساوى بناء مطار واحد ولا يغطى تكلفة تغيير وتطوير أنظمة اتصال ورادارات ومراقبة جوية تغطى سماء الوطن، كما أن تلك المليارات مطلوب ضعفها عشرات المرات حتى تستطيع الوفاء بمتطلبات المنظومة من عمالة تحتاج التدريب والتطوير المستمر وتحسين المعيشة.. بخلاف أسطول طائرات يحتاج التحديث والتطوير لكى يستطيع أن يستمر فى سوق المنافسة.. وهو ما يحتاج أيضا عشرات المليارات التى لا تتحقق على الأرض ولكن تصبح قروضًا وديونًا تطوق رقبة المسئول عن هذا الملف.. مع منظومات أمنية تحتاج التطوير والتحديث طول الوقت، خاصة إذا ما تعلق الأمر بمؤامرات تحاك ضد الوطن وأصاب الطيران جزء منها.. ومنظمات طيران عربية ودولية وأجنبية تتشابك مصالحها وتسعى أن تأخذ منك لا أن تعطى لك.. ومنافسة شرسة داخليًا وخارجيًا من شركات طيران، خاصة تعمل على أرض الوطن وشركات طيران أجنبية وعربية عينها على الراكب المصرى، فمصر سوق يعنى لشركات الطيران 110 ملايين راكب تتجه الأنظار إليهم لخطفهم.. وما بين الوقت والآخر تسعى مصالح تلك الدول والمنظمات والشركات تطالب «بالسموات المفتوحة» وتستخدم كل ما لديها من كروت ضغط وعملاء لها داخل الوطن يعملون لصالحهم لا لصالح الوطن.. ومؤامرات داخلية وخارجية على القطاع تستهدف استنزافه.
<< يا سادة.. أما شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر 92 عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر ٨٧ وجهة تتوجه إليها.. 92 عامًا مرت من عمرها، فاستطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى.. وتكافح من أجل البقاء فى سوق تنافسى لا يرحم.
<< يا سادة.. بعد تجاوز العالم «لجائحة كورونا» التى كانت أسوأ كارثة أصابت الطيران العالمى وليس المصرى فقط.. ولكن فقط وفقط مصر صمدت وحافظت على قوتها البشرية بدعم قوى من القيادة السياسية والحكومة.. من أجل سمعة مصر وسمعة ناقلها الوطنى هذا الناقل الذى لا يرحمه أحد فنحن شعب يعشق جلد الذات والفضائح.. «نبرز السيئ ولا نفخر بالإيجابى» بل إن أى إنجاز يتم هو مشكوك فى أمره من جانب أهل الشر الذين لا يريدون لهذا الوطن أن ينهض وهذا القطاع أن يتقدم والدليل هو هذا السيناريو المعتاد فى هذا التوقيت.. توقيت أى نجاح أو إنجاز تحققه الشركة الوطنية أو القطاع بوجهه عام فنجد اللجان الإلكترونية والصفحات المشبوهة التى تدعمها جماعة تحارب الوطن بأكمله وليس قطاعا بعينه أو شركة بذاتها.. تتصيد الأخطاء وتصطاد فى الماء العكر أى شىء وكل شىء كبر حجمه أو صغر ويبدأ التهويل والتهليل والنبش فى سمعة القطاع وشركاته كالنبش فى القبور.
<< يا سادة.. أقول هذا القول بمناسبة الهجوم الدائم والمستمر والمستعر على قطاع الطيران مهما حقق من إنجازات ومهما قفز فوق التحديات تجد الخونة والمرتزقة يتصيدون أخطاء يحدث مثلها مئات المرات فى كل مطارات العالم وشركات طيرانها.. ولكن للأسف يكون الهجوم على قطاع الطيران ممثلا فى شركته الوطنية مصر للطيران ومطاراته من أناس المفترض أن يكونوا هم أول من يدافعون عن القطاع الذى تحمل شركته الوطنية اسم مصر وعلمها.. والدليل أن كل ما يتحدثون عنه مردود عليه.. مردود عليه بشهادة كل المنظمات الدولية والإقليمية والإفريقية لنا على نجاح منظومة الطيران المدنى عندنا بل إن الإشادة الدائمة من «الإيكاو» أكبر منظمة دولية للطيران المدنى بالإنجازات فى ملف الطيران المصرى محط أنظار العالم أجمع.. ومدون فى سجلات المنظمة.
<< يا سادة.. وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر التقرير الذى قدمه وفد إدارة أمن النقل الأمريكية «TSA» لعمليات التفتيش ومراجعة الإجراءات الأمنية المطبقة بمطار القاهرة الدولى ورحلات الركاب والبضائع لمصر للطيران والذى أوضحت نتائجه التزام الجانب المصرى بكافة المعايير والإجراءات التأمينية المتبعة دوليًا دون أى ملاحظات أو توصيات، بالإضافة إلى دقة الإجراءات الأمنية والتزامها بأعلى المعايير المعتمدة دوليًا مما يحقق أقصى درجات الأمن والسلامة.. هذا بخلاف نجاح شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية فى اجتياز تفتيش الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران «EASA» للعام الثامن عشر على التوالى وتم تجديد الاعتماد الذى يضعها فى مصاف شركات صيانة الطائرات رفيعة المستوى ويؤكد على جودة عناصرها الفنية.
<< يا سادة.. إن تلك الاعتمادات لهى شهادات فى حق الإدارة المصرية لهذا الوطن.. شهادة بالأمن والأمان الذى أصبحت تنعم به مصر فى كافة قطاعاتها وفيما يخصنا بالطيران المدنى فمطار القاهرة الدولى هو بوابتها للشرق الأوسط وأفريقيا.. ودرة شركات الطيران العالمية عضو تحالف ستار العالمى مصر للطيران.
فتلك الشهادات بدقة الإجراءات وجودة الخدمات شهادات لمنظمات دولية أمريكية أوروبية ونحن جميعا نعى مدى التصيد لنا من تلك الجهات، ورغم ذلك أشادت وهللت لنا وليس شركة وأفرادا هدفهم الأول والأخير الابتزاز والربح وتشيد بمن يدفع أكثر.
<< همسة طائرة..
رسالة إلى أهل الشر فى كل وقت وأذان إلى «الخبثاء والمرتزقة» فى كل مرحلة وعصر الذين يركبون كل موجة من أجل مصالحهم الخاصة.. إلى الأقلام واللجان الإلكترونية المأجورة من الخونة.. رفقا بالطيران المدنى فهو جزء من أمننا القومى.