الصبح أخبار – من السيارات إلى الأفوكادو.. من يتحمل تكلفة الرسوم الجمركية فعلياً الشركات أم المستهلكون؟
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الاثنين 3 فبراير 2025 06:05 صباحاً – تُعتبر الرسوم الجمركية وسيلة تُفرض على السلع المستوردة، وعادةً ما تُحسب كنسبة مئوية من قيمة السلعة التي يدفعها المشتري للبائع الأجنبي، وفي الولايات المتحدة، يتم تحصيل هذه الرسوم من قبل وكلاء الجمارك وحماية الحدود عبر 328 ميناء دخول منتشرة في أنحاء البلاد.
وتختلف معدلات هذه الرسوم حسب نوع السلعة؛ فمثلاً، تبلغ 2.5% على سيارات الركاب و6% على أحذية الغولف، وقد تكون هذه الرسوم أقل على بضائع الدول التي تربطها بالولايات المتحدة اتفاقيات تجارية، مثل اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي أبرمها الرئيس ترامب، والتي تسمح بنقل معظم السلع بين هذه الدول دون رسوم جمركية، وفقا لـ أسوشيتد برس.
وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب يرى في الرسوم الجمركية أداة لخلق الوظائف وتقليل العجز الفيدرالي، إلا أن خبراء الاقتصاد يعتبرونها وسيلة غير فعالة لجمع الأموال وتعزيز الرخاء الاقتصادي، بل إنهم يشيرون إلى أن هذه الرسوم ترفع تكاليف الشركات والمستهلكين، وقد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من الدول الأخرى.
من يدفع الرسوم الجمركية؟
يصر ترامب على أن الدول الأجنبية هي التي تتحمل تكاليف الرسوم الجمركية، ولكن الواقع يشير إلى أن الشركات الأمريكية المستوردة هي التي تدفع هذه الرسوم، والتي تذهب إلى وزارة الخزانة الأمريكية، غالبًا ما تقوم هذه الشركات بتمرير التكاليف الإضافية إلى المستهلكين عبر رفع الأسعار، ما يعني أن المستهلكين هم الذين يتحملون العبء النهائي لهذه الرسوم.
تأثير الرسوم الجمركية على الدول الأجنبية
قد تؤدي الرسوم الجمركية إلى إلحاق الضرر بالدول الأجنبية من خلال جعل منتجاتها أقل تنافسية في الأسواق الخارجية، وقد تضطر الشركات الأجنبية إلى خفض أسعارها، ما يؤثر على أرباحها، لمحاولة الحفاظ على حصتها في السوق الأمريكية.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجراها الخبير الاقتصادي يانغ تشو من جامعة فودان في شنغهاي أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية ألحقت ضررًا بالاقتصاد الصيني يفوق بثلاثة أضعاف الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأمريكي.
رسوم ترامب الجمركية وأهدافها
فرض ترامب رسومًا جمركية كبيرة على مجموعة واسعة من السلع المستوردة، بما في ذلك الألواح الشمسية والصلب والألمنيوم، وخاصة تلك القادمة من الصين.
ووصف نفسه بأنه “رجل التعريفات الجمركية”، وتعهد بفرض رسوم أعلى قبل فوزه بولاية ثانية. كما استخدم تهديدات بفرض رسوم جمركية كأداة ضغط على المكسيك للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
الرسوم الجمركية كأداة حماية للصناعات المحلية
تهدف الرسوم الجمركية بشكل رئيسي إلى حماية الصناعات المحلية من خلال رفع أسعار الواردات، ما يجعل المنتجات المحلية أكثر تنافسية، كما يمكن استخدامها كعقوبة للدول التي تمارس سياسات تجارية غير عادلة، مثل دعم المصدرين أو إغراق الأسواق بمنتجات بأسعار منخفضة بشكل غير عادل.
تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي
قبل إنشاء ضريبة الدخل الفيدرالية في عام 1913، كانت الرسوم الجمركية تشكل مصدرًا رئيسيًا للإيرادات الحكومية، ومع نمو التجارة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، تراجعت أهميتها كمصدر للإيرادات، في السنة المالية المنتهية في سبتمبر 2023، جمعت الحكومة الأمريكية حوالي 80 مليار دولار من الرسوم الجمركية، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالإيرادات الضخمة من ضرائب الدخل والضمان الاجتماعي.
ردود الفعل الدولية
أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى ردود فعل انتقامية من دول مثل الصين والاتحاد الأوروبي، حيث فرضت هذه الدول رسومًا على السلع الأمريكية، مما أثر على قطاعات مثل الزراعة والصناعة، على سبيل المثال، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا على منتجات أمريكية، بينما استهدفت الصين المنتجات الزراعية مثل فول الصويا.
تأثير الرسوم الجمركية على المستهلكين
قد تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع، من السيارات إلى الوقود وحتى الأفوكادو. على سبيل المثال، قد ترتفع أسعار السيارات في الولايات المتحدة بمقدار 3000 دولار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك. كما قد ترتفع أسعار الوقود بسبب الرسوم على النفط الكندي.
بينما يرى ترامب في الرسوم الجمركية أداة لحماية الصناعات الأمريكية وتعزيز الاقتصاد، يرى خبراء الاقتصاد أنها تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث ترفع التكاليف على الشركات والمستهلكين وقد تؤدي إلى حروب تجارية تضر بالاقتصاد العالمي. ومع استمرار الجدل حول فعالية هذه الرسوم، يبقى تأثيرها على الاقتصاد والمستهلكين موضوعًا ساخنًا للنقاش.
إرسال التعليق