الصبح أخبار – نوستالجيا.. حينما تُترجم الذكريات إلى موسيقى معاصرة في ألبوم “السكة شمال” لكايروكي

 

في عالم الموسيقى، هناك أعمال تتجاوز كونها مجرد أغانٍ وتتحول إلى تجارب شخصية تعيد تشكيل الذكريات والمشاعر. 

ومن بين هذه الأعمال، ألبوم “السكة شمال” لفرقة كايروكي، الذي يحمل بين طياته نوستالجيا خاصة لكل من يستمع إليه، حيث يستحضر الماضي بتفاصيله ويعيد تشكيله في إطار موسيقي عصري.

ومن بين أغنيات الألبوم التي تحمل بصمة النوستالجيا، تأتي أغنية “غريب في بلاد غريبة”، والتي لم تكن مجرد تجربة موسيقية، بل قصة حقيقية عاشها مصطفى شريف، عازف الكيبورد في الفرقة، أثناء وجوده في بولندا. تروي الأغنية تفاصيل اللحظة التي قرر فيها مصطفى التجول بمفرده في بلد لا يعرفه، دون هاتف أو وسيلة تواصل، مما جعله يشعر بالانعزال التام وسط مدينة غريبة. تلك التجربة، التي استمرت لأكثر من 16 ساعة، أثارت قلق زملائه في الفرقة إلى حد أنهم ظنوا أنه قد تعرض لمكروه، خاصة مع انقطاع أخباره تمامًا.

اللحظة الدرامية بلغت ذروتها عندما عاد مصطفى فجأة، مبتسمًا ومليئًا بالحماس، ليحكي عن مغامرته في الشوارع البولندية، وهو الأمر الذي ألهم الفرقة لصياغة الأغنية بأسلوب يعكس مشاعر الوحدة، والمغامرة، والتأمل في تجربة الشعور بالغربة حتى في وجود العالم من حولك.

هذا ليس الموقف الوحيد الذي يظهر فيه عنصر النوستالجيا في موسيقى كايروكي، فالفرقة دائمًا ما تمزج بين الماضي والحاضر، حيث تعتمد في كثير من أغانيها على استرجاع الذكريات، سواء من خلال الكلمات أو الألحان أو حتى الصور الذهنية التي ترسمها موسيقاهم. 

وهذا ما يجعل ألبوماتهم تجربة استثنائية، حيث يجد المستمع نفسه يغوص في ذكرياته الخاصة، بينما يعيش تفاصيل الحاضر بكل ما فيه من تناقضات.

ألبوم “السكة شمال” يأتي ليؤكد أن الموسيقى ليست مجرد ألحان وكلمات، بل هي سجل حيّ للمشاعر واللحظات التي نعيشها، ووسيلة لالتقاط اللحظات التي قد تبدو عابرة، لكنها تظل محفورة في الذاكرة، تمامًا كما حدث مع مصطفى شريف في مغامرته البولندية، التي تحولت من لحظة شخصية إلى أغنية يتردد صداها في أذهان الآلاف.

حاصله علي كلية الاعلام جامعة القاهرة أعمل في الصحافة منذ 2019 امتلك خبرة في الصحافة الإلكترونية وهوياتي الرسم والسباحة أحب الإطلاع على كل جديد في الحياة.

إرسال التعليق

You May Have Missed