الصبح أخبار – بحث عن الابتكار في علاج الالتهاب الرئوي ينال جائزة التميز الطبي

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 9 فبراير 2025 12:19 صباحاً – توج الدكتور كامل سمارة وفريقه البحثي جهود 5 أعوام بالحصول مؤخراً على جائزة التميز الطبي لعام 2024، التي تُنظّمها مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، في فئة أفضل بحث في القطاع الصحي على مستوى الإمارات، عن دراسة بعنوان «الابتكار في علاج الالتهاب الرئوي باستخدام تعلم الآلة القابل للتفسير».

وهدفت دراسة الباحث وفريقه من جامعة الشارقة ومستشفى القاسمي وتوام، والتي استغرقت خمسة أعوام من بناء المهارات والتعلم، إلى تقييم مدى الالتزام بإرشادات علاج الالتهاب الرئوي المكتسبة من المجتمع، بالإضافة إلى تصميم وتطوير نموذج للتنبؤ يعتمد على التعلم الآلي.

وأشرفت على البحث كلٌ من الدكتورة إيمان أبو غربية والدكتورة هبة برقاوي، حيث اعتمدتا نهجاً متعدد التخصصات في البحث الطبي. وشملت الدراسة 783 حالة مرضية، جميعها مصنفة ضمن الفئتين الرابعة والخامسة وفق مؤشر شدة الالتهاب الرئوي، مع معدل وفيات بلغ 15.75%. كما تم تحليل البيانات التي تضمنت المعلومات الديموغرافية للمرضى، والأمراض المصاحبة، والفحوصات المخبرية، والتصوير الطبي، ونتائج الزراعة الجرثومية، إلى جانب أنظمة المضادات الحيوية المستخدمة خلال الفترة من 2016 إلى 2021.

وطوّر الفريق، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، نموذجاً للتعلم الآلي قائماً على دعم المتجهات التفسيرية، حقق دقة عالية وإمكانيات واعدة في تحسين التنبؤ بوفيات الالتهاب الرئوي داخل المستشفى. وأظهر النموذج أن مؤشر شدة الالتهاب الرئوي، ومستويات بروتين سي التفاعلي، ووجود أمراض الكلى تعد من أهم العوامل المرتبطة بزيادة خطر الوفاة. كما أظهرت الدراسة أن العلاج بالمضادات الحيوية غالباً ما يكون ملائماً، خاصةً فيما يتعلق بتغطية البكتيريا المقاومة مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين. ورغم تباين العوامل المرتبطة بالوفيات في الدراسات السابقة، فقد أكدت هذه الدراسة أهمية المؤشرات المذكورة في التنبؤ بالوفيات.

ويُعد نموذج التنبؤ بالوفيات القائم على التعلم الآلي أداة واعدة للتعرف المبكر على المرضى المعرضين لمخاطر عالية، مما قد يتيح تقديم علاج أكثر فاعلية وتحسين النتائج. كما أوصى فريق البحث بزيادة استخدام الاختبارات المكروبيولوجية لتحديد نوع البكتيريا المسببة للمرض، بما يسمح بتوجيه العلاج بشكل أفضل، وتعزيز الوعي بأهمية الالتزام بإرشادات العلاج، وخاصةً فيما يتعلق بوصف جرعات المضادات الحيوية الصحيحة، إلى جانب تعزيز التدابير الوقائية مثل التطعيم ضد الالتهاب الرئوي والإنفلونزا. وتمت أيضاً التوصية بتطبيق النموذج الآلي في المستشفيات لتحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية، مما قد يسهم في تعزيز الرعاية الطبية لمرضى الالتهاب الرئوي وتحسين استراتيجيات العمل.