الصبح أخبار – الأسواق العالمية تنهي أسبوعاً متقلباً

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 9 فبراير 2025 06:05 صباحاً – أنهت الأسواق العالمية أسبوعاً متقلباً، شهد تصاعد حدة المخاوف بشأن تداعيات سياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وحرب الرسوم الجمركية، التي أطلقها، فضلاً عن القلق حيال معدلات التضخم، وتوقعات السياسات النقدية، فخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي أعلن ترامب عن بدء فرض رسوم جمركية على الصين بنسة 10 %، علاوة على رسوم بنسبة 25 % على كل من كندا والصين، قبل أن يتم تعليقها لاحقاً، وهي التطورات التي أربكت الأسواق، وسط حالة عدم يقين بشأن السيناريوهات المستقبلية جراء تلك السياسات.

وشهد الأسبوع الأول من شهر فبراير مواصلة المؤشرات الأوروبية تفوقها من حيث الأداء على نظيراتها في «وول ستريت»، رغم الأداء المتقلب، الذي ساد الأسواق عموماً على مدار خمس جلسات.

محصلة حمراء

في نهاية أسبوع متقلب سجلت مؤشرات الأسهم الرئيسية في «وول ستريت» محصلة حمراء تحت ضغط من التوترات والمخاوف، التي يثيرها ملف الرسوم الجمركية، وتناغماً مع تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في هذا السياق، فضلاً عن تقرير الوظائف الصادر، يوم الجمعة، والذي أظهر تباطؤ نمو الوظائف في يناير، فقد تراجع مؤشر «داوجونز» الصناعي 0.54 % لينهي تعاملات الأسبوع عند مستوى 44303.40 نقاط، مقارنة بإغلاق الأسبوع الأخير من يناير عند 44544 نقطة، كما تراجع مؤشر «ناسداك» 0.53 %، منهياً تعاملات الأسبوع الأول من شهر فبراير عند مستوى 19523.40 نقطة، مقارنة مع 19627 نقطة بنهاية يناير.

كذلك تكبد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خسائر بنسبة 0.25 %، ليختتم تعاملات أسبوع متقلب عند مستوى 6025.99 نقطة، مقارنة مع 6040 نقطة في نهاية الأسبوع الماضي، وكان المؤشر قد ارتفع لمدة ثلاثة أيام متتالية بعد الإعلان عن تعليق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، قبل أن ينخفض مرة أخرى، يوم الجمعة.

تأتي تلك التراجعات في وقت تتفاقم فيه المخاوف بشأن مستويات التضخم، وهو ما عبر عنه أيضاً أحدث الاستطلاعات الصادرة عن جامعة ميشيغان، والذي أظهر انخفاض ثقة المستهلكين في فبراير إلى 67.8، علاوة على أن المستهلكين يتوقعون أن يصل معدل التضخم السنوي إلى 4.3 % (بارتفاع نقطة مئوية عن الشهر السابق، وأعلى مستوى له منذ نوفمبر 2023). وبحلول نهاية الأسبوع أعلن ما يقرب من ثلثي الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» عن نتائج أعمالها الفصلية خلال موسم الأرباح، بينما تشير النتائج إلى صورة أرباح وتوقعات قوية، وتظهر نمو الأرباح بنحو 15 % على أساس سنوي، مما يضع موسم التقارير الحالي على مسار أقوى تقرير ربع سنوي في ثلاث سنوات.

أسهم التكنولوجيا

وواجهت أسهم التكنولوجيا الكبرى في «وول ستريت» أسبوعاً صعباً، خيم خلاله اللون الأحمر على معظمها، فقد انخفضت أسهم «تسلا» بأكثر من 10 %، كما انخفضت أسهم «ألفابت» بأكثر من 9 %، وانخفضت أسهم «أمازون» بـ 3.5 % تقريباً، كذلك تراجعت أسهم أبل بنسبة 5 %، وأسهم مايكروسوفت بأكثر من 1 %. على الجانب الآخر ارتفعت أسهم «إنفيديا» بنحو 7.5 % خلال الأسبوع، كما ارتفعت أسهم ميتا بأكثر من 3.5 %.

وكانت «أمازون» قد أعلنت خلال الأسبوع عن تباطؤ مخيب للآمال في نمو قطاع الحوسبة السحابية، إلى جانب تقديرات إيرادات وأرباح للربع الأول من العام الجاري أقل من التوقعات. وسبقتها تقارير – شكلت خيبة أمل للسوق – من كل من «مايكروسوفت» و«ألفابت».

وأعلنت «ألفابت» عن إيرادات 96.47 مليار دولار للربع الرابع، وهي أقل من 96.56 مليار دولار، التي توقعها المحللون، ونمت إيرادات الشركة بنسبة 12 % بشكل عام مقارنة بالعام الماضي، في حين تباطأت أعمالها الإعلانية على «يوتيوب» وأعمال البحث وقطاع الخدمات على أساس سنوي. أما «مايكروسوفت» فقد تجاوزت نتائجها توقعات «وول ستريت»، ولكن التوجيهات الخاصة بالإيرادات للربع الحالي كانت دون التوقعات.

مكاسب أوروبية

أما على صعيد الأسواق الأوروبية، ورغم جلسة نهاية الأسبوع «الحمراء» بضغط من تصاعد المخاوف جراء رسوم ترامب الجمركية، وحالة عدم اليقين بشأن آفاق التضخم، إلا أنها استطاعت تحقيق مكاسب في مجمل الأسبوع، الذي شهد تقلبات جزئية على وقع التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.54 % خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير، منهياً التعاملات عند مستوى 542.75 نقطة، مقارنة بإغلاق الأسبوع السابق عند 539.53 نقطة.

جاءت تلك الارتفاعات بدعم من نتائج أعمال الشركات، وفي أسبوع شهد تخفيض بنك إنجلترا سعر الفائدة الأساسي يوم الخميس بمقدار 25 نقطة أساس، وأشار إلى مزيد من التخفيضات المحتملة في 2025. كذلك ارتفع مؤشر «داكس» الألماني، مسجلاً مكاسب أسبوعية بنحو 0.25 %، بعدما أغلق عند مستوى 21787 نقطة، مقارنة بـ 21732 عند إغلاق الأسبوع الماضي، بينما يترقب الألمان إجراء الانتخابات الفيدرالية لاختيار أعضاء البوندستاغ الحادي والعشرين، وذلك في 23 فبراير الجاري، وهي الانتخابات التي كانت من المقرر أن تجرى في 28 سبتمبر 2025، ولكن تم تبكير موعدها بعد انهيار الائتلاف الحاكم.

كما ارتفع مؤشر «كاك» الفرنسي بنحو 0.29 % خلال الأسبوع، مُنهياً التداولات عند مستوى 7973.03، مقارنة مع مستوى 7950 بنهاية الأسبوع الأخير من شهر يناير.

وسجل مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني مكاسب أسبوعية بلغت نحو 0.35 %، عندما أنهى تعاملات الأسبوع فوق مستوى الـ 8700 نقطة، مقارنة بمستوى 8673 نقطة في الأسبوع الماضي.

وكانت الأسهم الأوروبية، خلال تعاملات يوم الخميس، قد أغلقت عند مستوى قياسي، محت من خلاله معظم الخسائر التي سبق أن تكبدتها في وقت سابق من الأسبوع، بسبب «حرب الرسوم الجمركية»، التي أطلقها ترامب، وأسهمت في إثارة مزيد من التوتر في الأسواق.

تراجع ياباني

وفي اليابان واصل مؤشر «نيكاي» تراجعاته الأسبوعية، لينهي تعاملات الأسبوع الأول من شهر فبراير عند مستوى 38787.02 نقطة، مسجلاً خسائر أسبوعية بأكثر من 1.5 %.

وسجل المؤشر خلال الأسبوع سلسلة مكاسب متصلة في ثلاث جلسات، أنهاها عند إغلاق الجمعة، عندما تراجع بنحو 0.72 %، وسط عزوف المستثمرين بفعل صعود الين.

وشهد الأسبوع موجة بيع للأسهم مع تراجع الإشارات الإيجابية مع بلوغ موسم الأرباح الفصلية ذروته أخيراً، علاوة على تداعيات التوترات التجارية، التي تثيرها سياسات الرئيس ترامب وحالة الترقب بشأن تأثيراتها الأوسع نطاقاً.

ترقب لحرب الرسوم

وتسود الأسواق العالمية حالة من الترقب لـ«حرب الرسوم الجمركية» والسيناريوهات المحتملة، وهو ما يراقبه المتعاملون عن كثب في الأيام المقبلة، لا سيما مع إعلان الرئيس ترامب، الجمعة، عن أنه سوف يعلن عن رسوم جمركية في الأسبوع المقبل على كثير من الدول.

وكان ترامب قد وقع أمراً تنفيذياً بنهاية الأسبوع ينص على تعليق تطبيق الحد الأدنى للواردات من الصين حتى تضع وزارة التجارة إجراءات وأنظمة مناسبة، لمعالجتها على وجه السرعة.

وفي سياق ذلك المشهد وحالة الترقب التي تسود الأسواق يقول النائب السابق لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، أريس بروتوباباداكيس، في تصريحات خاصة لـ«حال الخليج»، إنه في أفضل الأحوال قد نشهد تهدئة تفاوضية تبقي على بعض الرسوم الجمركية الرمزية من كلا الجانبين، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية داخل اتفاقية «نافتا» غير قانونية تماماً، وفقاً للمعاهدات، التي تم توقيعها في السابق، أما في أسوأ السيناريوهات فسنكون أمام حرب تجارية.

ويضيف: «الحروب التجارية تلحق ضرراً بالغاً بجميع الأطراف، لا سيما في ظل التشابك العميق بين الاقتصادات اليوم»، موضحاً أنه في الوقت الحالي يبدو أن «وول ستريت» تتصرف كما لو أنها لا تؤمن بإمكانية اندلاع حرب تجارية. عدم تراجع الأسواق المالية (بشكل حاد) هو أمر سلبي؛ لأنه قد يشجع بعض المتشددين على الاعتقاد بعدم وجود تداعيات، على حد قوله.

من ناحية أخرى لفت إلى أنه من المؤكد أن بكين ستحاول استغلال هذه الرسوم الجمركية لصالحها؛ ذلك أن لديها حجم تجارة كبيراً مع أوروبا، والتي كانت تحاول كبحه إلى حد ما، كما أن هذه التطورات ستضعف أي نفوذ قد تتمتع به الولايات المتحدة في القضايا العالمية، حيث ستصبح الصين ثقلاً مضاداً أكبر، وربما تستفيد روسيا أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر، وإن كان ذلك يبدو احتمالاً بعيد المدى.

«داوجونز» 0.54 %«ناسداك» 0.53 %«ستاندرد آند بورز»0.25 %«ستوكس 600»0.54 %«داكس» 0.25 %«كاك»0.29 %«فايننشال تايمز»0.35 %«نيكاي»1.5 %

حاصله علي كلية الاعلام جامعة القاهرة أعمل في الصحافة منذ 2019 امتلك خبرة في الصحافة الإلكترونية وهوياتي الرسم والسباحة أحب الإطلاع على كل جديد في الحياة.

إرسال التعليق

You May Have Missed