الصبح أخبار -تصريحات ترامب عن غزة تكتيك تفاوضي تأثر بالمواقف العربية

أكد الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة، التي أثارت جدلًا واسعًا، لا تعكس بالضرورة وجود خطط عملية على الأرض، مشيرًا إلى أن ترامب يعتمد على تكتيك تفاوضي معروف، يبدأ بطرح أقصى ما يمكن للمطالبة به، ثم يتراجع تدريجيًا وفقًا للمعطيات.

 

تصريحات ترامب

وأوضح السعيد، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي في برنامج “ملف اليوم” عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أن ترامب اعتاد على نهج “التصعيد ثم التراجع” في التعامل مع الأزمات، مستشهدًا بتراجعه الأخير عن تصريحاته بشأن إرسال قوات أمريكية لغزة، وهو ما اعتبره البعض تغييرًا في موقفه. 

 

كما أشار إلى أن تصريحات ترامب فاجأت حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يكن يتوقع طرح فكرة سيطرة الولايات المتحدة على غزة.

 

ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية سارعت لاحقًا إلى تصحيح المسار، حيث خرج وزير الخارجية الأمريكي ليؤكد أن واشنطن لن ترسل قوات إلى غزة ولن تتحمل تكلفة إعادة الإعمار، بل تسعى فقط لمنح دول المنطقة فرصة لإدارة الوضع.

 

وأشار السعيد إلى أن المواقف الحاسمة من دول عربية مؤثرة مثل مصر، الأردن، والسعودية، لعبت دورًا كبيرًا في ضبط التوجهات الأمريكية، موضحًا أن هذه الدول، رغم علاقتها الاستراتيجية بواشنطن، أوضحت رفضها لأي حلول غير مدروسة في غزة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في مواقفها.

 

وأضاف أن السياسة الأمريكية معقدة، ولا يهيمن البيت الأبيض وحده على القرار، حيث تلعب مؤسسات أخرى مثل الكونجرس، البنتاجون، ووكالات الاستخبارات أدوارًا مهمة في صياغة السياسة الخارجية.

 

وفي سياق الحديث عن الدعم الأمريكي لإسرائيل، تطرق السعيد إلى صفقات السلاح الأخيرة التي أبرمتها الإدارة الأمريكية دون موافقة الكونجرس، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوات تعكس الانحياز الأمريكي الواضح لإسرائيل، رغم الانتقادات الداخلية من بعض أعضاء الكونجرس.

 

وأوضح أن الولايات المتحدة منحت إسرائيل أكثر من 300 مليار دولار من المساعدات العسكرية المعلنة على مدار تاريخها، فضلًا عن مساعدات غير معلنة قد تكون أضعاف هذا الرقم، مؤكدًا أن حماية أمن إسرائيل تظل أولوية لأي رئيس أمريكي، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا.

 

واعتبر السعيد أن تراجع الإدارة الأمريكية عن بعض مواقفها يمثل مكسبًا يمكن البناء عليه دبلوماسيًا، لافتًا إلى أن زيارات مسؤولين عرب بارزين إلى واشنطن، مثل وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي والملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، تلعب دورًا محوريًا في إيصال وجهة النظر العربية بشكل مباشر.

 

وأكد في ختام حديثه أن المنطقة العربية لا يمكن أن تترك الساحة للضغوط الإسرائيلية فقط، بل يجب أن تكون هناك أصوات عربية قوية تدافع عن المصالح المشتركة، وتحذر من تداعيات أي قرارات غير محسوبة على مستقبل الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
 

حاصله علي كلية الاعلام جامعة القاهرة أعمل في الصحافة منذ 2019 امتلك خبرة في الصحافة الإلكترونية وهوياتي الرسم والسباحة أحب الإطلاع على كل جديد في الحياة.

إرسال التعليق

You May Have Missed