الصبح أخبار – رئيس بلدية جنين
كتب ناصر المحيسن – الكويت في الأربعاء 12 فبراير 2025 10:20 مساءً – أعرب رئيس بلدية جنين محمد جرار، عن عميق الامتنان لدولة الكويت، وأياديها البيضاء الممتدة دائماً إلى الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الكويت «شقيقة الروح لشعب فلسطين، ونسمع ونرى أياديها البيضاء إلى شعبنا، منذ طفولتنا»، مؤكداً أنها «لم تقصّر أو تتأخر يوماً عن الفلسطينيين، وعلى مر التاريخ».
وقال جرار، في لقاء مع «الراي»، إن الكويت «كانت ولا تزال حاضرة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهي ماضية في دعمها المادي والمعنوي»، موجها رسالة شكر للكويت، قيادة وحكومة وشعباً، على كل ما بذلته من أجل شعبنا.
![](https://news.halalkhalij.com/content/uploads/2025/02/12/dc5612d33e.jpg)
وذكر أن جنين تعرّضت لنحو 104 عمليات عسكرية بالسنوات الأربع الماضية، مبيناً أن العملية الأخيرة هي الأوسع نطاقاً من حيث عدد المشاركين فيها والممارسات التي تلتها، حيث استشهد نحو 27 مواطناً وأصيب أكثر من 80 آخرين وجرى اعتقال المئات.
ولفت إلى أن هذه العملية تختلف عن جميع الاجتياحات السابقة للمدينة، حيث بدأت بعملية تهجير واسعة لسكان المخيم وتهجير 16 ألف مواطن بشكل قسري من منازلهم في الأيام الثلاثة الأولى من العملية، ما شكّل تحدياً كبيراً على بلدية جنين وبقية الجهات لإيوائهم.
ضوء أخضر
وذكر جرار أن العملية الأخيرة في جنين «كانت سياسية بحتة، بغلاف أمني، بدأت في اليوم التالي لتولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمهامه، ما يعني وجود ضوء أخضر أميركي لبدء العملية، كما أنها كانت عملية مقايضة في التحالف الحكومي الإسرائيلي، خصوصا أن الجميع يعلم موقف بعض الأحزاب اليمينية المتشددة من الهدنة في غزة، لذلك جاءت العملية كـ(جائزة ترضية) للحفاظ على التحالف الحكومي الإسرائيلي، أضف إلى ذلك أن العملية تستهدف تدمير واقتلاع المخيمات، في محاولة إسرائيلية يائسة لانهاء ملف اللاجئين، وقد بدأت بإجراءات تنفيذية للقضاء على فكرة اللجوء الفلسطيني من خلال حظر وكالة الأونروا، والضغط على المجتمع الدولي لوقف تمويلها».
وأضاف ان إسرائيل دخلت بالوقت الراهن، في المرحلة الثانية من استهداف المخيمات، لافتا إلى انه حذر منذ الدقيقة الأولى لهذه العملية انها قد تمتد لجميع المخيمات الفلسطينية وتنتهي بضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
وأوضح أن عملية تدمير جنين مستمرة حتى الآن، وعلى نطاق واسع، حيث استخدمت قوى الاحتلال نمطين من التدمير، الأول هندسي، عبر فتح الطرق وتفجير المنازل لتحويل الأراضي إلى ستة مربعات سكنية، والنمط الآخر هو التدمير العشوائي، الذي استخدمت فيه وسائل عديدة، منها حرق المنازل وتفجيرها من الداخل، واستهداف بعضها بالبلدوزرات الكبيرة لتحويلها لمنطقة غير قابلة للحياة.
اقتلاع
وأكد جرار، أن الخطة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، فهناك نحو 250 ألف لاجئ يسكن هذه المخيمات، ونحو 750 ألفاً آخرين يسكنون في غيرها، وفي حال نجحت قوى الاحتلال في هذه الخطوة فإن الخطورة ستكون كبيرة جداً ولن يجد اللاجئون أمامهم غير التهجير مرة أخرى.
وذكر أن بلدية جنين أطلقت نداءات استغاثة عاجلة للمؤسسات والمنظمات الدولية لمواجهة الكارثة الإنسانية الكبيرة، فهناك أجزاء كبيرة من المدينة لا يصلها الماء أو الكهرباء، وحجم المأساة كبير على عاتق البلدية، ذلك أن نحو 40 في المئة من مخيم جنين تم تدميره بالكامل قبل هذه العملية، وبالتالي فان هذه العملية تستهدف جعل المخيم مدينة أشباح.
إرسال التعليق