مصر تايمز يحاور المتحدث باسم حركة حماس في أول حوار بعد انسحاب قطر من المفاوضات:

بعد مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار مهندس طوفان الأقصى، في مشهده الاخير الذي كان حديث العالم، ذلك الرجل صاحب النفوذ الأكبر في حركة المقاومة، الذي ولد في أزقة مخيم خان يونس، وأنباء انسحاب قطر من وساطة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التقى “مصر تايمز” بالمتحدث الرسمي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، ليكشف كواليس الاشتباك الأخير ليحيى السنوار، وهل سيتم استخدام جثمانه كورقة في المفاوضات، والكشف عن مصير محمد الضيف، وأخر المستجدات في المباحثات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، ومن هو عنوان الصفقة لمناقشة سير المفاوضات بشأن الرهائن، والجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار، وتفاصيل أكثر خلال العديد من الاسئلة التي سيجيب عليها خلال السطور التالية..

 

إليكم نص الحوار: 

 

في الساعات الأخيرة تداولت أنباء أن هناك طلب رسمي  بشأن مغادرة حركة حماس للدوحة؟

لم نتلقى طلب رسمي بشأن مغادرة قطر، ولا يوجد معلومة لدينا حول تأكيد أو نفي صحة هذه التصريحات، مفسراً ذلك بأن إسرائيل تحاول أن تحدث الوقيعة بيننا من خلال هذه مزاعمها الغير صحيحة طوال الفترة الماضية من أجل تقديم مزيد من التنازلات .

 

ما هي آخر التطورات في المباحثات الأخيرة التي جرت في القاهرة بين حركتي فتح وحماس؟

من المفترض ترتيب البيت الفلسطيني وأن يكون جاهز لكل الاحتمالات ومختلف المتغيرات، لذلك منذ فترة نحن قمنا بطرح حكومة توافق وطني فلسطيني أو تشكيل إدارة مستقلة في قطاع غزة في الفترة القادمة بما يمكن من تجاوز الكثير من العقبات والانطلاق في مشروع الاعمار وإعادة البناء وتوحيد الصف الفلسطيني، فهذه الوحدة مطلوبة لمواجهة التحديات التي يمر بها الشعب الفلسطيني، وقطعنا مسافة جيدة يمكن البناء عليها سواء في اللقاء الماضي أو اللقاء الذي عقد مؤخرا في القاهرة.

 

وماذا عن الجهود المصرية المبذولة في المفاوضات سواء في الداخل الفلسطيني أو من خلال صفقة الرهائن؟

مصر هي أكثر من عامل مساعد هي عامل دافع وعامل يسهل ويقدم الأراء من أجل تقريب وجهات النظر ومن أجل خلق البيئة الملائمة لانضاج هذه الحوارات، وتقديم المقترحات في المنطقة الوسط التي يمكن للجانبين أن يقبلا بها، وهذا الدور ليس بجديد على مصر بل هو دور مستمر ومتواصل سواء في العلاقة الفلسطينية الداخلية أو في إطار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة التي لمصر دور مهم وفعال بها إلى جانب دولة قطر.

 

ومصر حقيقة تبذل مجهودا كبيرا في هذين الاتجاهين سواء في المفاوضات أو في ترتيب البيت الفلسطيني، والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، ونتعاون مع مصر بشكل إيجابي، فهناك اتصالات بشكل يومي مع القيادة المصرية وجهاز المخابرات المصري، ونقدر هذه الجهود، كما أن هناك جهود حثيثة حول ادخال المساعدات، وهناك اهتمام من مصر في بذل الكثير من الجهد خاصة إذا تم فتح معبر رفح لإدخال المساعدات وهناك اهتمام بذلك عندما تأتي هذه المرحلة .

 

طاهر النونو خلال حواره مع الزميلة فرناس حفظي

 

وما هي آخر التطورات بالنسبة للمفاوضات في صفقة الرهائن؟

نحن لا نتعامل مع القضية على أنها قضية رهائن ولكننا نتعامل معها إنها عدوان إسرائيلي يجب أن يقف على الشعب الفلسطيني وهذا يتطلب الإغاثة للمواطنين الفلسطينيين ثم تبادل الأسرى، ولقد وافقنا على أكثر من مقترح طرحته مصر باعتبارها جهة وساطة معتمدة وحتى أن هذه المقترحات وافقت عليها الولايات المتحدة وكانت في السادس من مايو الماضي، و مقترح 2 يوليو وتم الإعلان عن ذلك ولكن الاحتلال كان يقابل هذه الموافقات بارتكاب جرائم  في 7 مايو الماضي، واحتل الجيش الإسرائيلي مدينة ومعبر رفح، وبعد 2 يوليو ارتكب موقعة المواصي وثم موقعة النصيرات ثم اغتيال إسماعيل هنية.. وبالتالي فإن الاحتلال يثبت إنه غير معني إلى الوصول لاتفاق وبالنسبة له فإن قضية الرهائن بالنسبة له هامشية، حتى وإن أعلن أنها أحد أهداف الحرب.

 

كيف رأت حركة حماس المشهد الأخير في حياة زعيم الحركة يحيى السنـ.ـوار؟

المشهد الأخير من حياة الشهيد يحيى السـ..ـنوار، فقد كشف طبيعة هذا القائد الاستثنائي فهو لم يكن شخصا عاديا كان اسثتنائيًا بكل معاني الكلمة، كان عملي، فعال، مثابر، يضع الهدف ويضع الوسائل لتحقيقه، يمتلك قدر كبير من الجرأة، والحكمة، والقوة، رابطة الجأش وسرعة الأداء كان يتصف بجميع صفات القائد الاستثنائي، والمشهد الأخير أثبت عدة أشياء، أنه كان بجوار أبناءه من المجاهدين في أرض المعركة، وأنه لم يكن محاط بالدروع البشرية من الاسرى ولم يكن مختبئا لم يكن هاربا في الانفاق، ولكنه كان دائم التفقد للقوات في الصفوف الأولى ودائم الاطلاع على أحوال المعارك وهذا ما كان في لحظة استشهاده وهو ما يعكس طبيعة الشخص الفلسطيني الذي لا يخشى مواجهة العدو ولا لحظة الموت، كنا نسمع عن رموز وأبطال في الماضي أمثال صلاح الدين الأيوبي وقطز وخالد بن الوليد وسعد ابن ابي وقاص، اليوم لدينا يحيى السـ.ـنـ.ـوار رمز للشجاعة والمثابرة والصمود، الذي وثقت كاميرا العدو لحظة استشهاده حتى أصبح رمز ملهم للعالم. 

 

هل عرف الاحتلال مكان يحيى السـ.ـنوار؟

لا.. لم يعرف الاحتلال مكان يحيى السـ..ـنوار قبل استشهاده.. ما حدث كان مصادفة، فقد كان هناك اشتباك عادي لقوات ليست من النخبة ولا فعل استخباري، مجرد اشتباك بين مسلحين ومجموعة من القوات، ثم أرسلوا مسيرة لالتقاط الصور ولم يتعرفوا عليه لأنه كان ملثم، بعد ذلك تم قصف المنزل، وعند ارسال الصور تبين أنه يحيى الــسـ..ـنوار وحتى بعد قتله لم يصدقوا انه السـ.ـنوار الا بعد التحفظ على جثمانه.. وهذا يؤكد مدى هشاشة استخباراتهم، عندما ادعوا أنهم يعلموا مكان السـ.ـنـ.ـوار، فمقتل السـ..ـنوار كان تكريث لفشلهم الاستخباراتي، وليس اغتيال لأنه لا يعتمد على معلومات، بل هو اشتباك في منطقة عمليات برفقه جنوده وضباطه حيث كان يتفقد المجموعات العاملة في الصفوف الأولى وقدر الله أن يستشهد في هذه المعركة.

 

طاهر النونو

 

هل اعتاد السـ..ــنوار الاشتباك مع المقاتلين في ميدان الحرب، و معركته الأخيرة لم تكن الأولى؟

الكثيرون أكدوا أن الاشتباك الأخير لم يكن الأول، اعتاد السـ.ــنـ.ــوار أن يكون بين صفوف المقاتلين وفي محاور الاشتباك ، وهذه هي صفة القائد.

 

هل فكر يحيى السـ.ـنـ.ـوار في الخروج من غزة؟

لا.. لم يفكر السـ.ـنـ.ـوار في الخروج من غزة اطلاقا، حتى عندما تحدثت وسائل إعلام عن عروض للخروج الآمن من غزة كان يقابل ذلك باستهزاء شديد، فلو أراد الحياة كان طريقه مختلف تماما، وهو يعرف إنه لو اختار الاعتراف بالاحتلال لربما فتحت أمامه عواصم العالم، ولكنه اختار هذا الطريق وهو يعرف أن هذه هي النهاية الحتمية وهذه هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها اغتيال قائد حركة حماس.

 

بعد مقتل الشيخ أحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي، اتجهت حركة حماس إلى إخفاء هوية زعيمها، هل من الممكن أن تنتهج حماس هذا الاتجاه بعد اغتيال إسماعيل هنية ثم مقتل السـ.ـنـ.ـوار؟

حماس سوف تعلن عن أي قائد جديد ليكون رئيسا للحركة، لكن حتى اللحظة لم تتم هذه الإجراءات بعد، فعندما تم انتخاب يحيى السـ.ـنـ.ـوار، تم ذلك بالإجماع، وفي اللحظة التي تراها حماس مناسبة، سوف تقوم باختيار قائد جديد، والآن لا يوجد أي فراغ قيادي، فهناك مؤسسات في حماس تعمل، القيادة، الجناح العسكري، الاجنحة السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وبالتالي عندما يكون هناك فرصة ملائمة سيتم الإعلان عن القائد بعد انتخابه.

 

ذكرت وسائل اعلام إسرائيلية أنه تم اغتيال محمد الضيف.. ما صحة هذه الانباء؟

منذ اللحظة الأولى في الحرب أعلنت حركة حماس وكتائب القسام أن أي شهيد ما لم تعلن كتائب القسام عن استشهاده فهذه دعايا إسرائيلية، وقالها الدكتور خليل الحية بمنتهى الوضوح أن محمد الضيف كان يستمع لهذه التصريحات مبتسما وساخرا وبالتالي القائد محمد الضيف على قيد الحياة ويقود كتائب القسام مواصلا لمسيرته منهجه، وإن كان فإن الشهادة أسمى ما يطلبه مقاتلو حركة حماس.. وقد زعمت إسرائيل أكثر من مرة مقتل عدة أسماء في حركة حماس وكان منهم الشهيد يحيى السـ.ـنـ.ـوار، فقد أعلنت اغتياله حوالي ثلاث مرات من قبل، وأيضا محمد الضيف ، فقد اعلنوا اغتياله أكثر من مرة وكان قبل طوفان الأقصى.

 

المتحدث باسم حركة حماس خلال حواره مع مصر تايمز 

 

هل سيتم استخدام جثمان السـ.ـنـ.ـوار كورقة خلال المفاوضات؟

لا اعتقد لو كان السـ.ـنـ.ـوار حيا لا يقبل ذلك، فنحن نعتبر جثامين الشهداء أشياء عظيمة ومن قبل قمنا بصفقات لتبادل الجثامين، ولكن لن نسمح للاحتلال أن يبتز الشعب الفلسطيني أو المقاومة، ولذلك أصر السـ.ـنـ.ـوار على أن يستشهد على أن يأسر حتى لا تبتز حركته، وبالتالي إذا كان رفض أن يبتز حيا فإن الأولى أنه سيرفض أن تبتز حركته وهو شهيدا.

 

ما هي الخسائر والمكاسب التي نتجت عن طوفان الأقصى؟

المكاسب الدولية والأقليمية كبيرة لصالح القضية الفلسطينية فقد اعادت حضور القضية وعودتها قضية عالمية ونصرها سلم أولويات المنطقة والعالم كقضية سياسية تحدد معالم أمن المنطقة ولا مجال لتجاوزها.

وذلك بعد أن كانت طي النسيان والإهمال المتعمد وتحويلها إلى قضية إنسانية لا غير لشعب يمكن إسكاته بالمساعدات وليس شعب يبحث عن حقوقه في ارضه ووطنه.

وان تضحيات ونضال وشهداء شعبنا لهم الأثر، فإن الروس خسروا ملايين الضحايا في الحرب العالمية بما يفوق الألمان ولكن في نهاية الحرب كان المشهد السياسي والجغرافي يختلف عن بدايتها وكما قلت من المبكر الدخول في عملية تقييم الحرب وهي لا تزال مندلعة. 

على سبيل المثال 

لو جاء احدهم وقيم ثورة الجزائر بعد ارتقاء 200 الف او 300 الف شهيد واجرى تقييما وطلب وقف الثورة والقتال  هل كان محقا؟ 

الاجابة لا لاننا علمنا نتيجة الثورة لذلك السؤال لا يمكن أن تكون له اجابة حاليا والاستدلال في السؤال يظلم المقاومة الفلسطينية.

 

أثناء التخطيط لطوفان الأقصى، هل توقعتم نتائج الرد بهذا الشكل من عدد الشهداء والمصابين؟

بالتأكيد كان هناك رد فعل للاحتلال، ولكن ما ذهب اليه الاحتلال فهى حرب إبادة جماعية وجرائم تفوق العقل البشري وأن يتعمد قتل النساء والأطفال بهذه الاعداد وهذه الوحشية، بالاضافة إلى عملية التجويع.

لم يسبق في التاريخ استخدام سلاح التجويع، وعلى سبيل المثال في الحروب العالمية و حرب أوكرانيا مؤخرا لم نسمع ذلك ، لأن من حق المواطن المدني أن يصل إليه الطعام .

 

والادارة الامريكية تضع ادخال الطعام والمساعدات كجزء من المفاوضات ، لذلك فما يقوم به الاحتلال يعتبر إرهاب.

 

مر عام على مجزرة مجمع الشفا الطبي في غزة، و زعم الاحتلال أنه قام بهذه المجزرة لوجود قادة حماس في أنفاق تحت المستشفى.. ماتعليقكم على ذلك؟

كان تبرير سخيف لأنهم احتلوا المستشفى، أين قادة حماس الذين كانوا تحت المشتشفى وأين الانفاق وأين السلاح ، ولغباء الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أخرج قطعتين من الكلاشينكوف من غرفة الرنين المغناطيسي وهي الغرفة التي لايمكن أن يوجد بها معادن فمن وضعهم غير الاحتلال،  كما أن وجود هذه  القطع من الاسلحة داخل المستشفى أمر طبيعي لأنها لحراس المستشفى، فأن يكون هناك هناك 15 أو 16 حارس لمجمع طبي كبير فهذا أمر طبيعي. 

كما زعم الاحتلال ان أيام الاسبوع  أسماء كودية، وأن ببرونة طفل تدل على وجود أسرى ، فجميعها أدلة غبية واستخفاف بالعقول.

 

كيف أثر طوفان الأقصى على الشارع الاسرائيلي؟

المجتمع الاسرائيلي كان في حالة انزياح نحو اليمين وهناك تحالف  حاليا بين اليمين الديني واليمين القومي، وهو التحالف الذي يخشى على نفسه إن انتهت الحرب ربما لا يستطيع أن يعيد هذا الكيان لنفسه.

لكن هناك حالة انقسام كبيرة في داخل المجتمع الاسرائيلي أثارها ستظهر بعد انتهاء هذه الحرب، فهناك طوفان من الاسئلة التي لن يكون اجابات سوف توجه لنتنياهو وحكومته، ماذا حقق واين ذهب الشباب الاسرائيلي وكم عدد الضحايا والمصابين  وما الخسائر وما الثمن الذي جنته اسرائيل .

 

طاهر النونو 

 

كيف ترى موقف نتنياهو بعد طوفان الأقصى ؟

نتنياهو دخل في مرحلة صعبة بالتاريخ، واعتقد أنه آخر ملوك اسرائيل.

 

من هو عنوان الصفقة في الداخل أم الخارج؟ من المفترض أن الذي يدير الصفقة هو الذي يسيطر على الرهائن.. فمن هو؟

حماس جسم واحد في الداخل و الخارج قيادة واحدة والقرار يتخذ بشكل جمعي في الداخل والخارج و وفد المفاوضات يوجد في الخارج وقيادة القسام في الداخل والتكامل موجود وقائم ولا نستطيع القول بأنه في الخارج أو الداخل .

 

هناك تضارب حول عدد الرهائن فما هم عدد الأسرى التي تسيطر عليهم كتائب القسام؟

دعيني أخبرك أن نتنياهو قتل الرهائن بشكل متعمد بعد التأكد من هويتهم في الشجاعية والنصيرات، وهناك قانون في اسرائيل بقتل الاسرى وأسريهم، واعتقد أن نتنياهو يتمنى لو قتل الرهائن جميعا ليتخلص من هذا العبء.

أما بخصوص العدد ، في الحقيقة لا يعرف عددهم سوا كتائب القسام وهي التي تعلم العدد الحقيقي وهى لم تعلن عن العدد لانه جزء من عملية تفاوضية، وأثناء الحرب ، أعلنت القسام أنها قامت بأسر عدد من الجنود الاسرائيليين والاحتلال نفى ذلك، ولكن الأيام ستثبت صدقية كتائب القسام.

 

أثناء الحرب في قطاع غزة و الجنوب اللبناني، نجد أن حزب الله سقط في خلال أسبوع وقد تم اغتيال أغلب قادته،  عكس تماما ماحدث مع  حماس حتى أن مقتل السنوار لم يكن بشكل استخباراتي بل كان مصادفة.. كيف تفسرون ذلك؟

لا ندرك ما حدث مع حزب الله لكن المعطيات الميدانية الان في الجبهة الشمالية تقول أن الحزب أعاد ترتيب صفوفه وادائه العسكري يتصاعد، صحيح أنه سقط عدد من القادة الشهداء خلال أسبوع، بالتأكيد حدث خلل ما ، وهذا وارد في جميع الحروب، لكن نعتقد أن إرادة القتال والمواجه لازال موجود ويمكننا أن نثق في أداء الحزب.

 

من القائد الذي كان يراه السنوار يمكن أن يكون خليفة له ؟

من الصعب التفكير بأسلوب القائد أبو إبراهيم، ونحن حركة ديمقراطيةن من يختار القائد هو صندوق الانتخابات، وهناك قادة من الشباب أيضا، وهناك تكامل بين الاجيال فعندما تولى اسماعيل هنية لم يكن من جيل الرنتيسي بالرغم من وجود قادة من هذا الجيل ولكن تم اختيار قائد شاب في ذلك الوقت.

وقد تم اغتيال القائد اسماعيل هنية ونائبة صالح العاروري و لحق بهم القائد يحيى السـ.ـنـ.ـوار خلال هذه الحرب، وهذا أمر متوقع بالنسبة لحماس، ولذا هناك صعوبة أن تقول أنا اتوسم خيرا في فلان، لأننا لا ندري من يكون حيا أو ميتا في الأيام المقبلة، لكن في الحقيقة جميع قادة حماس هم على ذات الفهم وعلى ذات التصميم على مشروع التحرير ، فنحن تجاوزنا مشروع المقاومة إلى التحرير.

 

الزميلة فرناس حفظي تحاور طاهر النونو

 

كيف كان يري يحيى السـ..ــنوار مروان البرغوثي؟

كان هناك علاقة طيبة تربط بين مروان البرغوثي والشهيد يحيى السـ.ـنـ.ـوار خلال سنوات الآسر ، وكان لديه احترام شديد لمراوان البرغوثي والقائد أحمد سعدات، وكنت أسمع أكثر من مرة السنوار عن القائد احمد سعدا بكثير من الاحترام والتقدير كما تحدث عن البرغوثي لأنه آمن بالمقاومة ومارسها، كما تحدث السـ.ـنـ.ـوار بشكل إيجابي عن العديد من قادة فتح الذين عايشهم في داخل السجن، الذين آمنوا بالمقاومة، لذلك عندما تولى قيادة حماس في قطاع غزة، سعى بشكل كبير للتفاهم مع حركة فتح ، والمصالة للمشاركة في التحرير والمقاومة وكان منهم الجهاد والجبهة الشعبية.

 

ما هو الهدف التالي لحركة حماس؟

اليوم التالي لحركة حماس هو اليوم الذي سنعيد فيه بناء وترميم ما هدمه الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وطرد الاحتلال منها ، لننطلق للاستثمار السياسي.

 

ماذا تقول للشعب الاسرائيلي ؟

نقول لهم جملة واحدة، ليس هناك احتلال يدوم، ما قام به الجيش الاسرائيلي من جرائم وقتل الاطفال والنساء، اعتقد ما سيدفع ثمنه هو أنتم.

 

وماذا تقول لنتنياهو ؟

نقول لنتنياهو قاتل الأطفال، أن بيننا وبينه زمن ليس طويل ، الضعيف لا يبقى ضعيفا، والقوي لا يبقى قويا ، مهما قتل منا ، لدينا إرادة قوية ، سنبقى في أرضنا، أيدينا على الزناد، صامدون، ثابتون، لن يحقق ما يطمح به من ضرب لإرادتنا وسيعود خائبا كما بدأ، واعتقد سيرتبط اسمه بأمرين بالفشل والمجازر، هكذا سيلعن التاريخ بنيامين نتنياهو وسيكتب أنه الذي قاد دولة إسرائيل إلى الفناء.

 

كيف أثرت الحرب على عائلة طاهر النونو؟

بالتأكيد تأثرنا، فلقد فقدت شقيقي على يد الاحتلال في الحرب، وشقيقتي أصيبت وفقدت ساقها في هذه الحرب، وعدد كبير من أبناء العائلة استشهدوا، فقدنا كأسرة بيوتنا جميعا لم يعد لدينا أي بيت، وفقدنا عدد كبير من الاصدقاء، ولكن رغم كل ذلك زدنا يقينا أننا إلى القدس والتحرير أقرب، نحنا شاهدنا بروفة صغيرة للتحرير في السابع من أكتوبر، وربما نشاهد نحن أو من بقي من جيلنا يوم تحرير القدس بإذن الله وابناءنا هم الذين سيبنون الدولة.

 

صف لنا  في كلمة واحدة يوم من أيام غزة في ظل الحرب الاسرائيلية؟

النزوح.. الاحتلال عندما يستهدف منطقة لابد أن يخرج السكان خلال 7 دقائق من البيت حاملا ما يمكن حمله من وثائق وطعام وملابس لتبدأ في مكان جديد لا يتوفر فيه أي من مقومات الحياة ، وهذا يتكرر من 6 إلى 7 مرات للأسرة ، وقد روت لي شقيقتي في نزوحها الرابع حيث كانت تسكن في بيت بجوار مقر الانروا ، وقد اقتحم الاحتلال البيت في الثانية فجرا واستولى على كل ما يمتلكون حتى القرط و خاتم الزواج استولوا عليه، وأخرجوهم من المنزل حفاه في طريق مظلم وكلاب الاحتلال تجري وراءهم في الشارع مع إطلاق النار عليهم في طرقات مدمرة، وذلك يعتبر أقل شئ يحدث .

 

هناك شائعات تحاول أن تقلل من الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية؟ كيف ترى ذلك؟

الاعلام المصري يجب أن يوضح و يقطع الطريق على الشائعات، نحن نعلن بوضوع الدور المصري الذي تقوم به ، فنحن في القاهرة بهذه المحادثات المستمرة على مدار الساعة، في حين أن الأمة التي تقف مع الشعب الفلسطيني هي مصر العظيمة القادرة على إحداث تغيير حقيقي في المنطقة وتقوم بدور فعال في وقف إطلاق النار.

 

المتحدث باسم حركة حماس