حالة من الجدل أثارتها الدكتورة وسام شعيب، بسبب ظهورها في مقطع فيديو تتحدث فيه عن الكثير من الوقائع الأخلاقي والمخالفات التي تشهدها خلال عملها.
ملايين المشاهدات حصدها الفيديو خلال 48 ساعة فقط كما تحدثت عنه وسائل الإعلام، لكن مواقع التواصل الاجتماعي انقسمت ما بين مؤيد ومعارض له، فالبعض يرى أنها أفشت أسرار المرضى وشهرت بهم، والبعض يرى ضرورة التدخل لإنقاذ الوضع.
وكان من بين الانتقادات التي تم توجيهها إلى الدكتورة وسام، تناقضها بين الماضي والحضر فقد كانت لا ترتدي، الحجاب ثم ارتدته، إلى جانب حرصها إثارة قضايا جدلسة مثيرة عبر صفحتها على الفيسبوك، في الوقت الذي أكدت فيه أنها لا تسعى إلى تحقيق ترند.
الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، قال إن الطبيبة تعاني من هوس الشهرة والبحث عن الترند، وهو ما دفعها إلى مخالفة ميثاق المهنة.
وأضاف “هندي”، في تصريحات خاصة، أن ما تصفه الطبيبة قي الفيديو يعبر عن نمط حياة في بعض البيئات التي تكون فيها الصراحة والجرأة في التعامل أمورًا طبيعية، وقد يفتقر أفرادها إلى قدر من الخصوصية أو التحفظ الموجود في بيئات أخرى.
وتابع: هذا النمط يمكن أن يجعل أسلوب الحديث والتواصل يبدو غير ملائم أو غير مناسب في سياقات معينة، خصوصًا عند وضع هؤلاء الأفراد في مواقع تتطلب رسمية وتحكمًا أكبر في التعبير.
وواصل: عندما ينتمي شخص من هذه البيئة إلى مهن تتطلب مستوى معينًا من الاحترافية واللباقة، قد يظهر عدم توافق بين أسلوب تعامله ومتطلبات البيئة المهنية الجديدة، مما يثير النقد أو الدهشة لدى الآخرين، خاصةً إذا لم يتلقَّ تدريبًا أو توجيهًا يساعده على التكيف مع معايير المكان الجديد.
وأكد أن من يمارس مهنة معينة، خاصةً إذا كانت رسالة سامية مثل الطب، عليه أن يتحلى بصفات شخصية وفكرية وروحية تجعل منه أهلًا لهذه المهنة، لأن ممارسة الطب ليست لأي شخص بل تتطلب من صاحبها أن يكون حاملًا لهذه الرسالة بأمانة وشرف، لذلك، ينبغي أن يتحلى الطبيب بأخلاق عالية وسلوك نبيل، مع قدر كبير من الاتزان والثبات الانفعالي والقدرة على التفكير السليم والحكمة.
ومن المهم أيضًا أن يتمتع الطبيب بصفات إنسانية، حيث أن مهنته تتطلب ذلك في المقام الأول، فالطبيب يجب أن يلتزم بميثاق شرف أخلاقي تجاه مهنته ومرضاه، يحافظ على أسرارهم، ويستقبلهم بتقبل ودون أحكام.
واستطرد: السرية هنا جوهرية، حيث يجب أن يكوّن علاقة مهنية مبنية على الاحترام المتبادل، يصون فيها كرامة المريض، ويمنحه الدعم اللازم في اتخاذ قراراته، وعليه أيضًا أن يقدم الخدمة في أي وقت وبكل رحابة صدر، دون تذمر أو إبداء الضيق.
وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن هذه القيم المهنية الراسخة هي مبادئ متوارثة بين الأطباء على مر الأجيال، سواء كانوا أطباء نفسيين أو متخصصين في أمراض النساء أو الجلدية، قفي النهاية، كل ما يخص التعامل مع المرضى يجب أن يُبنى على أخلاقيات عميقة تركز على الاحترام، السرية، والتعامل الإنساني.
نقابة الأطباء تكشف التفاصيل
علق خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، على قضية الطبيبة وسام شعيب من كفر الدوار، مؤكدا أن سرية حالة المريض وخصوصية شكواه تعد أمورًا مقدسة، لا يجوز الكشف عنها بشكل مباشر أو الإشارة إلى معلومات قد تكشف عن شخصية المريض، كما فعلت الطبيبة.
وحول إجراءات التحقيق مع الطبيبة، أوضح “أمين” أن لجنة آداب المهنة في نقابة الأطباء تجري تحقيقات سرية للغاية في مثل هذه القضايا، دون تدخل من مجلس النقابة، الذي يطلع فقط على نتائج التحقيقات.
وأضاف أن النقابة تلقت شكاوى حول ما قامت به الطبيبة وسام شعيب، ما أدى إلى إحالتها إلى لجنة التأديب منذ يومين أو ثلاثة.
كما أوضح خالد أمين أن النقابة تعمل على تحديد تفاصيل الشكوى المقدمة ضد الطبيبة، سواء كانت من المواطنين أو بناءً على توجيهات من النائب العام.
وأشار إلى أن النقابة كانت تتعامل مع القضية كتأديبية، قبل أن تتحول إلى جانب جنائي، بعد استدعاء الطبيبة من قبل النيابة العامة.
واختتم الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء حديثه بأن الطبيبة وسام شعيب لم يتم إيقافها عن العمل حتى الآن، حيث يُتخذ هذا القرار كإجراء عقابي بعد انتهاء التحقيقات، ومن المقرر استدعاؤها للاستماع إلى أقوالها.
محامي طبيبة كفر الدوار يكشف مستجدات القضية
كشف هيثم عبد العزيز، محامي الطبيبة وسام شعيب من كفر الدوار، عن مفاجأة تتعلق بسير التحقيقات معها، مشيرًا إلى أن التحقيق لم يتم بناءً على بلاغ من أي شخص، وإنما بدأ نتيجة لرصد الفيديو الذي نشرته الطبيبة.
وأوضح المحامي أن الطبيبة وسام شعيب تواجه ثلاث تهم وهي: التعدي على المبادئ والقيم الأسرية بهدف الإضرار بالسلم الاجتماعي، نشر أخبار كاذبة بغرض إثارة الرأي العام وتكدير السلم، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن الطبيبة أكدت للمحققين أنها لم تكن تنوي الإساءة أو إثارة البلبلة، وإنما كانت تهدف لنشر نصيحة.
وأضاف عبد العزيز أن النيابة اعتبرت الفيديو الذي نشرته الطبيبة مخالفًا للقيم الأسرية ومحرضًا على الفتنة، ورغم ذلك لم يصدر حتى الآن أي قرار نهائي في القضية، مع توقعات المحامي بإخلاء سبيلها أو الاكتفاء بتغريمها.
كما أكد المحامي أن نقابة الأطباء لم تقم بتوكيل أي محامٍ للدفاع عن الدكتورة وسام شعيب حتى الآن، موضحًا أنه المحامي الشخصي للطبيبة وليس ممثلًا عن النقابة في هذه القضية.