لم يكشف حليف “الإخوان” عمرو عبد الهادي عن السبب الحقيقي وراء هجومه الجديد على نجل الإرهابي الهالك يوسف القرضاوي، ولا عن جذور الكراهية التي تجمعه به. ومع ذلك، زعم أنه سيعرض سلسلة من الفيديوهات التي تكشف “حقيقة شخصيات خادعة” ساهمت في “تأخير النصر”، كما ورد في مقدمة الفيديو الذي نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العاشر من نوفمبر 2024. متوهمًا أنه وأمثاله من الإرهابيين الهاربين يخوضون معركة مُقدسة، ولا يحول بينهم وبين النصر سوى قلة مُندسة.
استعرض عمرو عبد الهادي قائمة من الاتهامات الموجهة إلى نجل يوسف القرضاوي، واصفًا إياه بـ”المليونير الذي يتصرف وتحت يديه أموال وممتلكات في دولتين، ويتنقل بجنسية ثانية بين عدة دول، وقد أدخله “الإخوان” في السياسة لاستغلال اسم والده”. ورغم ما توفر له من إمكانيات، فإن الفشل كان حليفه الدائم.
زعم عبد الهادي أنه لا ينتقد نجل القرضاوي بشخصه، وإنما بمواقفه وأفعاله. لكنه بدأ الحديث عن أزمة ابن القرضاوي الشخصية مع زوجته، مدعيًا أنه لم يكتب عن المشكلة ولم يشارك في ترويج الفيديوهات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت اتهامها له بتمزيق جواز سفرها، ومنعها من العودة إلى مصر.
اعترف عبد الهادي بأنه أرسل إلى عبد الرحمن يوسف “خطة لعرقلة فض اعتصام رابعة” في أغسطس 2014، وطلب منه المساعدة في تنفيذها، لكن عبد الرحمن تجاهل الرسالة ولم يرد عليها، ثم كان التواصل الثاني بينهما في عام 2015، عندما أرسل له محاور مبادرة بعنوان “إحنا الحل”، فسرقها ونسبها لنفسه، ولم يجد عبد الهادي مفرًّا من إعلانها قبل اكتمال الاستعدادات اللازمة لتنفيذها.
استعرض عبد الهادي مواقف القرضاوي الصغير المتناقضة عقب أحداث يناير 2011، مشيرًا إلى أنه ترك الميدان، وذهب للمشاركة في لقاء مع أحد كبار المسؤولين، ثم التحق بالعمل في إحدى القنوات التي كان “الإخوان” يزعمون أنها من “قنوات فلول نظام مبارك”، وبدأ في الهجوم العلني على “الإخوان ومحمد مرسي”. ومع اقتراب موعد ثورة 30 يونيو 2013، أعلن تأييده لها، كما أعلن تأييده لعزل مرسي. وعندما عارضه والده، رد عليه بمقال نشرته عدة مواقع إلكترونية في السابع من يوليو 2013، كان عنوانه “عفوًا، أبي الحبيب.. .مرسي لا شرعية له”. ومن أهم فقرات المقال: “ماذا لو أخبرتك يا أستاذي أن من مستشاريه الذين اختارهم بنفسه من نثق بعلمهم ودينهم، ومع ذلك تركوه جميعًا بعد أن اكتشفوا حقيقة أنهم ليسوا أكثر من ديكور ديمقراطي لاستبداد جديد؟ فلم يكن الرجل يسمع لأحد سوى جماعته ومرشده الذين لم يكونوا له يومًا ناصحين أمناء ولا بطانة خير”.
أكد عبد الهادي أن نجل القرضاوي فشل في تحقيق أي فائدة، فعاد لارتداء عباءة “ابن الشيخ”، وأعلن رفضه لما حدث في فض “اعتصام رابعة” الإرهابي، وعاد إلى والده وتصدر مجالسه، حيث كان يظهر بجانبه لإرسال عدة رسائل للجميع.
قال حليف “الإخوان” إنه التقى نجل القرضاوي مرتين. المرة الأولى كانت في مؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة، وعندما تقدم لمصافحته فوجئ بأنه يسلم عليه “بأطراف أصابعه”. ورغم ذلك، لم يتعظ عبد الهادي، فتقدم لمصافحته مرة أخرى في مجلس عزاء، وكان سلامه للمرة الثانية أيضًا “بأطراف الأصابع”.
تناسى عبد الرحمن القرضاوي هجومه السابق على “الإخوان”، والتحق بفريق العمل في قناة إخوانية مقدمًا للبرامج. ثم انتقل إلى أحضان “المزور” أيمن نور. وكشف عبد الهادي أنه تحدث مع الإرهابي الأب عن سقوط نجله في مستنقع أيمن نور، فاشتعل غضبه، وارتفع صوته معربًا عن رفضه لتصرفات نجله. وأكد عبد الهادي أن صديقه وشريكه في رحلة الهروب، سامي كمال الدين، كان حاضرًا في هذا اللقاء وشاهدًا على غضب القرضاوي الأب. وادعى أنه أبلغ الوالد بتصرفات نجله كي يحافظ على ما تبقى من سمعته.
انتقل عبد الهادي للحديث عن مواقف عبد الرحمن يوسف المتناقضة من أزمات المظالم التي تعرض لها العاملون مع أيمن نور في قناته. وأكد أنه كان يتظاهر بدعمه للعاملين والعمل على إيجاد حل لمشاكلهم، ثم اتهمهم بأنهم “أمنجية” حتى يحافظ على علاقته ومصالحه مع المُزور. وعندما انتهى مشواره في قناتين بالفشل، لجأ لبث الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغة مبتذلة ومسيئة لعدد من الرؤساء والملوك وكبار المسؤولين في الدول العربية.
لم يتحدث حليف “الإخوان” في الفيديو الجديد أو في منشوراته وهجوماته على نجل القرضاوي عن تغريدة التاسع عشر من مارس 2022، التي زعم فيها أنه كان سببًا في صدور قرار بإخلاء سبيل عُلا يوسف القرضاوي بعد اتهامها في إحدى قضايا الإرهاب. ولم يعترف بأن شقيقها عبد الرحمن عاجله بتغريدة تصف كلماته بأنها “مزايدات رخيصة من بعض المجهولين الذين ينسبون الفضل لأنفسهم”. كما نفى محامي أسرة القرضاوي ما ذكره عمرو عبد الهادي بشأن موكلته عُلا، حيث كتب قائلًا: “هذا الكلام كذب، وترويج مخدرات، وأنا محاميها. وأقول له: أنت كاذب، وأسرة السيدة علا القرضاوي تؤكد أنه كاذب”.
وأخيرًا وليس آخرًا، ما زالت الصراعات الداخلية بين الإرهابيين المصريين الهاربين تكشف عن تناقضاتهم وأباطيلهم. فبينما يواصلون نشر الاتهامات المتبادلة، يفضحون أنفسهم ويكشفون عن مزيد من الأقنعة الخادعة التي تخفي حقيقة العملاء والمرتزقة الذين يديرون حملات التضليل والتزييف. هؤلاء لا يعبرون سوى عن أدوات مأجورة في مساعيهم لتزييف الحقائق، ونشر الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تضر بأمن الوطن واستقراره.