في اليوم الـ412 للحرب على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دموية استهدفت حيًا سكنيًا بمحيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، أسفرت عن استشهاد 66 مدنيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 100 شخص بجروح متفاوتة. تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الاعتداءات التي تشهدها غزة منذ اندلاع الحرب، وسط تنديد دولي ومحاولات إقليمية لوقف هذا النزيف.
عمليات المقاومة الفلسطينية
على الجانب الميداني، استمرت المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الاحتلال. وأعلنت عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر في اشتباك شمال القطاع. كما استهدفت المقاومة دبابة “ميركافا” وناقلة جند بقذيفتي “الياسين 105” غرب بيت لاهيا، ضمن تصعيد متواصل يبرز قدرة المقاومة على مواجهة الجيش الإسرائيلي رغم الإمكانات المحدودة.
تطورات الجبهة اللبنانية
في موازاة الأحداث داخل غزة، تشهد الجبهة اللبنانية توترًا متزايدًا. أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن إسرائيل لن تستطيع فرض شروطها على المقاومة. وأشار إلى أن الحزب استعاد جاهزيته الكاملة، مضيفًا أن خيار المقاومة والصمود هو الخيار الوحيد الذي سيتبناه الحزب مهما طال أمد الصراع.
التحركات المصرية على الساحة الدولية
في الأمم المتحدة، أدان أسامة عبد الخالق المندوب المصري لدى المنظمة، عجز مجلس الأمن عن اتخاذ إجراءات فاعلة لوقف العدوان الإسرائيلي. وصف عبد الخالق ما يحدث في غزة بأنه “وصمة عار”، ودعا إلى وقف فوري للحرب وفتح المعابر لتوصيل المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة مساءلة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن مصر تعمل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لدفع الجهود الدبلوماسية نحو وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الأسرى، وضمان إيصال المساعدات. كما شدد على أهمية الالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي تمنع التهجير القسري أو التغيير الديموغرافي في غزة.
فيتو أمريكي جديد
من جانبها، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع قرار قدم لمجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
بررت مندوبة واشنطن، ليندا توماس، الفيتو بأن وقفًا غير مشروط لإطلاق النار سيعني اعترافًا ببقاء حركة حماس في القطاع. ورغم موافقة جميع الدول الأعضاء الأخرى، فإن الفيتو الأمريكي منع تمرير القرار، مما يعكس استمرار الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، وسط انتقادات دولية واسعة.
أبعاد الأزمة الإنسانية
يواجه القطاع كارثة إنسانية مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى واستمرار الحصار الخانق. المؤسسات الإغاثية مثل “الأونروا” تحذر من تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، بينما يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن تقديم حل جذري ينهي هذه الأزمة.