تشكل التنمية المستدامة إحدى الأهداف الأساسية التي يسعى إليها المجتمع الدولي وبخاصة الدول النامية،فإن تحقيق هذه التنمية يواجه العديد من التحديات، من أبرزها التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع والبرامج المخصصة لتحقيق التنمية المستدامة،تتطلب هذه المشاريع استثمارات ضخمة، وهو ما يعكس أهمية التعاون والتكاتف بين الدول والمجتمعات لتعزيز القدرات التمويلية المطلوبة لتحقيق النتائج المرجوة،يعتبر ارتفاع تكلفة التمويل عقبة رئيسية أمام إمكانية تحقيق التنمية بالمستوى المطلوب.
نظام اقتصادي عالمي أكثر إنصافًا
أشار وزير المالية، خلال مشاركته في الاجتماع الثامن للخبراء الحكوميين وخبراء التمويل والتنمية في مقر الأونكتاد في جنيف، إلى ضرورة وجود نظام اقتصادي عالمي يكون أكثر إنصافًا وملاءمة لتلبية احتياجات الدول الإفريقية التمويلية،وأكد على الحاجة إلى إطار عالمي مرن يمكّن من توفير مصادر مالية بأسعار معقولة وشروط ميسرة للاقتصادات الناشئة،إن تعريف آليات التمويل المناسب أمر بالغ الأهمية لضمان استدامة البرامج التنموية.
التحديات المناخية وأعباء التمويل
بالإضافة إلى ذلك، فقد تسببت التحديات الدولية والتغيرات المناخية في الضغوط على الدول الناشئة،يستدعي هذا الوضع التفكير في أدوات تمويل مبتكرة لتخفيف الأعباء، مثل تحويل الديون إلى استثمارات،ويتطلب الأمر أيضًا توسيع استخدام ضمانات التمويل والأدوات الأخرى اللازمة لخفض تكاليف التمويل التنموي،تسهم هذه الابتكارات في تحسين البيئة المالية للدول النامية وتمكينها من مواجهة التحديات المتزايدة.
تنويع مصادر التمويل
أكد وزير المالية في حديثه على أهمية تنويع أدوات وأسواق التمويل، وذلك لتوسيع قاعدة المستثمرين وتقليل أعباء الدين،وأشار إلى أن مصر قد حققت تجربة ناجحة في الأسواق الآسيوية، من خلال طرح سندات الباندا والساموراى،هذا النجاح يعكس الجهود المبذولة لبناء علاقات مهنية قائمة على الثقة والشراكة مع مجتمع الأعمال، مما يساهم في تحسين الخدمات المقدمة للممولين،كما أن الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية تساعد الدولة في جهودها لتخفيف الأعباء المالية على المستثمرين.
في الختام، يتضح أن التعليم والتعاون الدولي هما من أبرز العناصر الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة،من الضروري العمل على تصميم نماذج تمويلية مبتكرة لتحسين الوصول إلى الموارد المالية، وبذلك يتمكن الجميع من مواجهة التحديات التنموية بشكل أكثر فعالية،إن الجهود المشتركة على مستوى عالمي ستكون تحمل الأمل لتحقيق التنمية المرجوة، ورفع مستوى المعيشة في الدول النامية.
