كتب ناصر المحيسن – الكويت في الاثنين 9 ديسمبر 2024 10:38 مساءً – أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة أن الكويت سباقة في صِياغة القوانين والمبادرات التي تخدم أبناء الوطن جميعاً، مع أولوية خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الحكومة تعمل بتوجيهات القيادة السياسية على تقديم كل التسهيلات لتمكينهم للدمج في المجتمع كي يكونوا جزءاً مهماً ومساهماً في بناء وتنمية الكويت وتحقيق طموحاتها.
جاء ذلك، خلال رعاية الوزيرة الحويلة، أمس، المؤتمر والملتقى الدولي الأول من نوعه لتكنولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تنظمه كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا تحت شعار «الذكاء الاصطناعي في خدمة المساواة والشمولية»، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة في الكويت والعديد من الجهات والمؤسسات.
وقالت الوزيرة إنّ «وزارة الشؤون عملت على رعاية جميع الفعاليات والمبادرات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم كل الخدمات لهم بالشراكة مع جمعيات النفع العام ذات الاهتمام والاختصاص المشترك، والقطاع الخاص، ما جعل الكويت من الدول المتقدمة في مستوى الرعاية والدعم المقدم لهذه الفئة».
وأوضحت أن «التطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تقدم فرصاً هائلة لدعم ذوي الإعاقة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تمكينهم للقيام بالعديد من الأعمال التي لم تكن ممكنة في السابق»، مشيرة إلى أن «عقد هذا المؤتمر يشكل مبادرة مهمة لتكثيف الجهود ولتحفيز الإبداع لتطوير الأنظمة الكفيلة باقتناص هذه الفرص بالشكل الأمثل».
أهداف
من جانبه، أكد رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد البقاعين، أن «انعقاد هذا المؤتمر يأتي لتحقيق العديد من الأهداف، أبرزها إظهار الوجه الإيجابي للتكنولوجيا وترسيخ تطورها لخدمة الإنسانية بجميع فئاتها، خصوصاً الأشخاص ذوي الإعاقات بجميع أنواعها وأيضاً ذوي الاحتياجات الخاصة».
وبيّن البقاعين أن «التطور العظيم التي تشهده الإنسانية في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات والاتصالات، يمكنها أن تعمل لخدمة الإنسانية وتمكين أبنائها بطرق عديدة ومبتكرة، ما يحقق الهدف الأساسي من تطويرها، وهذا يعيد الثقة بالعلم والعلماء كقوة حافزة وإيجابية في المجتمع».
وأشار إلى أن «الملتقى يناقش البحث عن جميع المعوقات التي تواجه هذه الفئة من المجتمع، والسعي لإيجاد منصة وقاعدة للابتكار والإبداع وتقديم الحلول، لتمكين جميع الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من هذه التكنولوجيات، لتجاوز جميع المعوقات التي تضعها الإعاقة أمامهم، وتمكينهم من ممارسة العمل والحياة بشكل مساوٍ للجميع».
وأضاف أن «الكلية منذ نشأتها تعمل على تطوير قاعدة بحثية لتحفيز الابتكار والإبداع بين أساتذتها وطلبتها، للمساهمة في تحقيق رؤية (كويت 2035) والعمل على تأهيل أجيال من الخريجين المتمكنين من أحدث التطورات التكنولوجية والمهارات الأساسية، والقادرين على تحقيق النهضة الرقمية».
أداة أساسية
بدوره، ثمن مسؤول التعليم العالي والمهني والفني للمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو» في دول الخليج واليمن أنس بوهلال، جهود كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، في العمل على تحضيرات تنظيم الملتقى، مؤكداً أن«المنظمة تهدف لإعطاء المجال الشامل لكل المواطنين للوصول إلى تعليم شامل ذي جودة عالية بمن فيهم ذوو الهمم».
وأكد بوهلال أن «التعليم يعد حجر الزاوية في تحقيق الشمول والمساواة الاجتماعية لجميع أفراد المجتمع، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة. ومن خلال هذا المؤتمر الدولي لتكنولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة، نؤكد على دور التعليم كأداة أساسية لتمكين هذه الفئة وتعزيز مشاركتهم الفعّالة في المجتمع».
وأضاف «في اليونيسكو، نعمل على دعم استخدام التكنولوجيا في التعليم باعتبارها وسيلة لفتح أبواب الفرص أمام ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أن التقنية الحديثة تمكننا من تجاوز العوائق التقليدية التي كانت تمنع هؤلاء الأفراد من الوصول إلى التعليم الميسر والفعال. فبفضل أدوات مثل البرمجيات المساعدة، والتعليم عن بُعد، والوسائط التفاعلية، أصبح من الممكن توفير بيئة تعليمية شاملة تسهم في تطوير المهارات والمعرفة لهم».
وشدد على أن «تحقيق الشمول لا يعني فقط توفير بيئة تعليمية تكنولوجية، بل يتطلب أيضاً تفعيل السياسات التي تضمن تقديم الدعم المتواصل للمعلمين والمربين، وتطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجات هذه الفئة. وبذلك، نتمكن من تعزيز التعليم للجميع، ونبني مجتمعات أكثر استدامة وتقدماً».
30 باحثاً في تكنولوجياذوي الاحتياجات
قال رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد البقاعين، إن«المؤتمر يشتمل على مسابقات طلابية في الإبداع، ومعرض للأنظمة الحديثة المتخصصة، وكذلك جلسات بحثية عما يزيد على 30 باحثاً متخصصاً في تكنولوجيات ذوي الاحتياجات الخاصة»، مبيناً أن«المؤتمر خطوة أولى لمسيرة طويلة، لتحفيز الباحثين والعلماء والطلبة، وجميع المهتمين على توحيد الجهود لتحطيم كل الحواجز وتحفيز الابتكار والإبداع لخدمة هذه الفئة الغالية من أبنائنا وبناتنا وجعل الكويت مركزاً إقليمياً لكل الفعاليات المتعلقة بتسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسانية».
نبيلة الملا: الكويت سبّاقة لدعم ذوي الإعاقة
قالت رئيسة مجلس الأمناء في كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا السفيرة نبيلة الملا، إنها تشرفت بحضور «فعالية كنا نتطلع إليها منذ فترة طويلة، وهي تفاعل الكويت مع المجتمع المدني والدبلوماسي والأمم المتحدة، في مؤتمر يعتبر شيئاً بارزاً في مجتمعنا، وهو التعاون في مجال النهوض بذوي الاحتياجات الخاصة».
وأضافت الملا أن «هذا ما نتطلع إليه دائماً في التقدم إلى الأمام وليس الطفرة السريعة»، مؤكدة أن «دولة الكويت سباقة في هذه المجالات حيث استقطبت نخبة من المشاركين من مختلف الدول».
دانة الملا: المؤتمر علامة فارقة
أكدت نائب رئيس مجلس أمناء الكلية والرئيس الإستراتيجي في مجموعة الملا دانة أنور الملا أن «المؤتمر يعد علامة فارقة في جهود الكويت نحو تحقيق شمولية تامة لجميع فئات المجتمع، من خلال استخدام أحدث التقنيات لتحقيق التكافؤ في الفرص بين الجميع».
غادة الطاهر: 3 من أهداف الأمم المتحدة في المؤتمر
أكدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم بالكويت غادة الطاهر، أهمية الموضوعات التي يتناولها المؤتمر، خصوصاً في ما يتعلق بشمول أفراد المجتمع وإشراكهم في المسيرة التنموية التي تتماشى مع رؤية كويت 2035 التي تنص على تلك الشمولية.
وأفادت الطاهر أن «ما يميز المؤتمر تركيزه على التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. فالمؤتمر يجمع 3 من أهداف الأمم المتحدة وهي: ادماج الشباب وأصحاب ذوي الإعاقة واستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنية لما فيه خير للبشرية جمعاء»، مشيرة إلى أن«المؤتمر يجمع العلم والتكنولوجيا والبحث العلمي والاختراع وادماج ذوي الإعاقة في المجتمع».
معرض لتكنولوجيا مساعدة لذوي الاحتياجات
يتضمن المؤتمر مجموعة من المحاضرات العلمية وورش العمل التفاعلية، بالإضافة إلى معرض للشركات المتخصصة في التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم عرض أحدث الابتكارات والمنتجات التي تساهم في تسهيل حياة هذه الفئة من المجتمع. كما شهد المؤتمر تنظيم مسابقة طلابية لعرض المشاريع المتعلقة بالتكنولوجيات المساعدة، بمشاركة واسعة من طلبة الجامعات الكويتية.