وسط ترقب الأهلي.. ديربي الأمريكتين يداعب بوتافوجو وباتشوكا بكأس إنتركونتيننتال

يشهد ملعب “974” في العاصمة القطرية الدوحة غدا الأربعاء، مواجهة ساخنة بين بطلي أمريكا الشمالية والجنوبية، وذلك مع بدء العد التنازلي لبطولة كأس أبطال القارات للأندية “كأس إنتركونتننتال”، والتي تستضيف قطر مبارياتها الثلاث الأخيرة.

وبعد إنهاء العمل بالشكل القديم لبطولة كأس العالم للأندية، والتي كانت تقام بنظام البطولة المجمعة، وزيادة عدد الفرق المشاركة إلى 32 ناديا وإقامة المسابقة كل أربعة أعوام، شأنها في ذلك شأن بطولة كأس العالم للمنتخبات، سيشهد الشهر الحالي الأمتار الأخيرة من كأس إنتركونتننتال.

ويلتقي باتشوكا المكسيكي، بطل دوري أبطال كونكاكاف “اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي”، مع بوتافوجو البرازيلي، المتوج بلقب كوبا ليبرتادوريس “دوري أبطال أمريكا الجنوبية”، في مباراة نارية يتأهل الفائز منها لمواجهة الأهلي المصري بالدور قبل النهائي لكأس إنتركونتيننتال.

وأطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على تلك المباراة لقب الديربي الأمريكي، حيث قام بتقسيم مباريات البطولة إلى بطولات مصغرة، ففاز الأهلي بلقب كأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي، بعد تغلبه على العين الإماراتي 3 / صفر، بالعاصمة المصرية القاهرة أواخر أكتوبر الماضي.

ويهدف كلا الفريقين إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث يطمحان للفوز بالمباراة والتتويج بلقب “ديربي الأمريكتين” من أجل الحصول على الجائزة المالية، والصعود للدور قبل النهائي بكأس إنتركونتيننتال.

وجذب بوتافوجو الأنظار إليه بعدما حقق لقب كوبا ليبرتادوريس للمرة الأولى في تاريخه عقب تغلبه 3 / 1 في النهائي على مواطنه أتلتيكو مينيرو بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على ملعب “مونيمنتال” الشهير معقل فريق ريفر بليت الأرجنتيني في 30 نوفمبر الماضي.

وبعد مرور أيام قليلة للغاية، أكمل بوتافوجو تفوقه القاري بإنجاز محلي حدث للمرة الثالثة في تاريخه، حينما توج بلقب الدوري البرازيلي أول أمس الأحد.

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عام 1995 التي يفوز فيها بوتافوجو بالدوري المحلي، ليصبح الموسم تاريخيا بالنسبة له ولجماهيره، والتي تمني النفس بالفوز بمواجهة باتشوكا ومواصلة الطريق حتى النهائي العالمي ووضع نهاية رائعة للموسم التاريخي بمواجهة ريال مدريد الإسباني، بطل أوروبا، يوم 18 ديسمبر الجاري في ملعب “لوسيل” بالدوحة.

ويتولى البرتغالي أرتور جورج، تدريب بوتافوجو، وهو النادي الخامس في مسيرته، بعدما سبق له تدريب فامليساو وتيرينسي وليميانوس وسبورتنج براجا.

واحتل سبورتنج براجا وقت طويلا في مسيرة جورج التدريبية، إذ أنه كان لاعبا سابقا بالفريق بين عامي 1992 و2004، قبل أن يتولى تدريب فرق الناشئين به بين عامي 2010و2012 ثم تولى تدريب الفريق الثاني عام 2012، ثم ابتعد عن الفريق لخوض تجربتي تيرينسي وليميانوس، قبل العودة مجددا كمدرب لشباب براجا عام 2017.

وفي الفترة ما بين 2017 و2022، تولى جورج مهمة المدرب المؤقت في براجا وتناوب على تدريب مختلف فئات الفريق، قبل أن يتولى منصب المدير الفني الدائم عام 2022.

وحقق جورج مع براجا لقب بطولة كأس الدوري البرتغالي موسم 2023 / 2024، قبل أن يتحول لتدريب بوتافوجو منذ أبريل من العام الجاري.

ونجح المدرب البرتغالي في التتويج بلقب كوبا ليبرتادوريس والدوري بعد مخاض عسير للفريق البرازيلي والذي لعب البطولة منذ أدوارها الأولى وتفوق على أروا البوليفي 7 / 1 في مجموع المباراتين.

وفي دور المجموعات، احتل بوتافوجو المركز الثاني في المجموعة الرابعة التي ضمت جونيور الكولومبي وليجا دي كيتو الإكوادوري ويونيفرستاريو البيروفي، برصيد 10 نقاط، بفارق الأهداف فقط خلف جونيور.

وفي دور الستة عشر، كان بوتافوجو على موعد مع مواجهة نارية مع مواطنه بالميراس، وبينما سارت الترشيحات في طريق منافسه، سبح بوتافوجو عكس التيار، ونجح في الفوز ذهابا على ملعبه 2 / 1، قبل أن ينتزع تعادلا ثمينا إيابا بنتيجة 2 / 2.

وفي دور الثمانية، كان المنافس برازيلي آخر، وهو ساو باولو، لكن بوتافوجو نجح في الإطاحة به عبر ركلات الترجيح 5/4، بعدما انتهت المباراتان بالتعادل 1 / 1 في المجموع، فيما لم يجد أدنى صعوبة في التعامل مع بينارول الأوروجوياني في المربع الذهبي، حيث فاز بخمسة أهداف نظيفة ذهابا، ورغم خسارته بهدف مقابل ثلاثة إيابا، ضمن الصعود للنهائي لمواجهة مينيرو.

ويضم بوتافوجو في صفوفه العديد من اللاعبين البارزين، مثل مهاجم منتخب البرازيل الشاب لويس هنريكي، والمهاجم المخضرم تيكينيو والمهاجم جونيور سانتوس، هداف كوبا ليبرتادوريس ولاعب الوسط آلان، نجم نابولي الإيطالي وإيفرتون الإنجليزي السابق، بالإضافة إلى إيجور خيسوس، مهاجم البرازيل الحالي ولاعب شباب الأهلي الإماراتي السابق.

على الجانب الآخر، يحلم باتشوكا، بطل أمريكا الشمالية، بالفوز بالمباراة والصعود للدور قبل النهائي، لكنه يدرك مدى صعوبة المهمة.

ويتولى قيادة باتشوكا، المدير الفني الأوروجواياني جويلرمو ألمادا، الذي سبق له تدريب فريق مكسيكي آخر هو سانتوس لاجونا.

ونجح ألمادا في تحقيق لقبين مع باتشوكا، وهما لقب الدوري في 2022 وأبطال كونكاكاف في العام الحالي، كما يستعد لقيادة الفريق للمشاركة ببطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة الصيف المقبل، وهو حال بوتافوجو أيضا.

وتوج باتشوكا بلقب دوري أبطال كونكاكاف، ليحجز مقعدا في كأس إنتر كونتيننتال، بعدما تغلب على فيلادلفيا يونيون الأمريكي بثلاثية ذهابا وإيابا، قبل أن يكتسح هيرديانو الكوستاريكي 7 / 1 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الثمانية.

وفي الدور قبل النهائي تغلب باتشوكا على مواطنه كلوب أمريكا 3 / 2 بمجموع المباراتين، ثم توج باللقب على حساب كولمبوس كرو الأمريكي بثلاثية نظيفة.

وتألق الفنزويلي سولمون روندون، مهاجم باتشوكا، في المسابقة القارية، التي توج بلقب هدافها عقب تسجيله 9 أهداف، وهو اللاعب الذي سبق له اللعب بقميص ويست بروميتش ألبيون ونيوكاسل يونايتد وإيفرتون بإنجلترا، وكذلك ريفر بليت الأرجنتيني.

ويبرز اسم المغربي أسامة الإدريسي، لاعب إشبيلية الإسباني سابقا، وكذلك المدافع الأرجنتيني جوستافو كابرال لاعب سيلتا فيجو الإسباني السابق في صفوف الفريق المكسيكي.

ويعد هذا هو اللقب السادس لباتشوكا في دوري أبطال كونكاكاف، علما بأنه أحرز لقب الدوري المكسيكي سبع مرات كان أخرها عام 2022.