الدوحة – سيف الحموري – دشن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، مشروع «فنار النموذج العربي للذكاء الاصطناعي»، وذلك خلال افتتاح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، برعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.
حضر القمة التي تستمر على مدار يومين عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار المسؤولين من داخل الدولة وخارجها.
ويمثل «فنار» إنجازا بارزا يعكس التزام دولة قطر بتعزيز حضور اللغة والثقافة العربية والإسلامية في عصر الذكاء الاصطناعي، ويأتي نتيجة تعاون مثمر بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وتركز القمة العالمية للذكاء الاصطناعي قطر 2024 التي تأتي تحت شعار «وضع الإنسانية محورا لتطورات الذكاء الاصطناعي»، على أربعة محاور أساسية وهي الذكاء الاصطناعي المسؤول والحوكمة، والتفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة، وتسريع تبني الذكاء الاصطناعي. كما ستتناول القمة العديد من الموضوعات النقاشية مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والحوكمة الأخلاقية للتقنيات الحديثة، إضافة إلى قضايا تتعلق بتسريع تبني الحلول التكنولوجية، مع إبراز أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير تقنيات تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته.
وتهدف القمة إلى تعزيز الحوار الدولي حول الجوانب التقنية والأخلاقية المرتبطة بتطورات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تقديم حلول مبتكرة تُسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. يعد الحدث منصة فريدة تجمع بين الخبراء وصنّاع القرار من مختلف القطاعات لتبادل المعرفة والرؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً.
وتوفر القمة منصة استثنائية لتبادل الأفكار والخبرات بين خبراء وقادة الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في بناء شراكات استراتيجية تعزز استخدامات الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
تشهد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي إقبالاً كبيراً، مع بيع ما يقرب من 3000 تذكرة، حيث يمثل المشاركون الدوليون 44% من إجمالي الحضور، مما يعكس البعد العالمي للحدث. يتضمن برنامج القمة 76 متحدثاً ومحاوراً يشرفون على مناقشة أكثر من 7 مواضيع موزعة على 4 مسارح مختلفة. كما يشارك 3 متحدثين رئيسيين في تقديم رؤى متميزة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. وتحظى القمة بدعم 27 راعياً وشريكاً، مع تسليط الضوء على الابتكار من خلال استضافة 25 شركة ناشئة لعرض مشاريعها وأفكارها الرائدة.
وتتناول الجلسات النقاشية مواضيع متنوعة تشمل تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والقيم الإنسانية، واستكشاف التقاطعات بين الذكاء الاصطناعي وعلم النفس، بالإضافة إلى تحليل محددات البنى الحالية لأنظمة الذكاء الاصطناعي. كما سيتم طرح أهمية التعاون بين التخصصات لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على حياة البشر وإمكاناته في تشكيل مستقبل أفضل للبشرية. كذلك تتناول النقاشات أيضًا الطبيعة غير المتوقعة لتطور الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الجوانب الأخلاقية المرتبطة بتطوير أنظمة موثوقة وآمنة.
وعلى هامش القمة أقامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جناح «فنار»، الذي استقطب اهتمام الزوار. حيث قدم الجناح تجربة تفاعلية مع منصة «فنار»، حيث أتيحت للزوار فرصة استكشاف إمكانيات المشروع وقدراته. كما دعت الوزارة المشاركين إلى تقديم ملاحظاتهم ومقترحاتهم لتطوير أداء النموذج وتحسين النسخ المستقبلية، في تأكيد على التزام دولة قطر بدعم اللغة العربية وتطوير تقنيات مبتكرة تُعزز الهوية الثقافية واللغوية على المستوى العالمي.
وفي تعاون مشترك مع جهات حكومية وأكاديمية، نظمت الوزارة «جناح قطر للذكاء الاصطناعي»، الذي ضم عدداً من الجهات الوطنية مثل وزارة العمل، والمجلس الأعلى للقضاء، وقطر للسياحة، والنيابة العامة، وجامعة قطر. ركز الجناح على استعراض مبادرات وطنية مبتكرة تهدف إلى تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم التحول الرقمي وتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
جدير بالذكر أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي قطر 2024 تشكل حدثاً محورياً يعزز مكانة دولة قطر كمركز إقليمي وعالمي للابتكار والتكنولوجيا. وباستضافتها لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تجسد القمة رؤية قطر الوطنية 2030، والتزامها بالتحول الرقمي وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.
أسرع منصة للذكاء الاصطناعي في العالم
على هامش فعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في قطر، استعرضت شركة سامبا نوفا سيستمز منصة الذكاء الاصطناعي SN40L التي تعتبر أسرع منصة للذكاء الاصطناعي في العالم، والتي تم إطلاقها مؤخراً.
وتتيح المنصة الجديدة للشركات الارتقاء بالأداء إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة، مما يعزز الكفاءة التشغيلية، ويساعدها على تحقيق عوائد مادية جديدة.
وخلال القمّة، وقعت شركة سامبا نوفا سيستمز، اتفاقية مع مؤسسات قطرية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، وستساعد الاتفاقيات الجديدة في توفير أحدث حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية إلى العملاء في قطر، ومساعدة الشركات القطرية على تسريع أعمالها وتعزيز إنتاجيتها اعتمادا على التقنيات الحديثة.
وتمتاز شركة سامبا نوفا بأنها توفر كافة عناصر الذكاء الاصطناعي من الأجهزة والبرمجيات والنماذج معاً، كما أنها توفر خدمة الذكاء الاصطناعي السيادي، أي تتم معالجة البيانات بالذكاء الاصطناعي داخل حدود المؤسسة أو الشركة دون إرسالها إلى الخارج، وهو أمر مهم للمؤسسات التي تتعامل مع بيانات حساسة.
وقال سو لي، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال لدى شركة سامبا نوفا: «إننا سعداء للغاية للمشاركة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في قطر، فهي تعد منصة مثالية للقاء المؤسسات الراغبة في الاستثمار في أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبفضل اتفاقيات التعاون مع الشركاء المحليين، ستكون لدينا إمكانيات أكبر لخدمة السوق المحلية في قطر ومساعدة الشركات على تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي».