تعتبر أزمة ندرة المياه من ضمن التحديات الكبرى التي تواجه العديد من الدول العربية، حيث يؤثر ذلك بشكل مباشر على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة،في هذا السياق، أعلن الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، عن إطلاق مشروع إقليمي مبتكر يهدف إلى استخدام تكنولوجيا تحلية المياه بالطاقة الشمسية لتعزيز الإنتاج الزراعي،المشروع يشمل أربع دول عربية هي مصر، والأردن، وتونس، والمغرب، وهو خطوة مهمة نحو استخدام التكنولوجيا المتطورة في مواجهة تحديات المياه والغذاء.
تكنولوجيا تحلية المياه بالطاقة الشمسية
في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 الذي عُقد في الرياض، أجرى الدكتور سويلم لقاءً مع الدكتور وسام البيه، المدير الإقليمي للمركز الدولي لبحوث التنمية،تم خلال اللقاء مناقشة المراحل التحضيرية لإطلاق المشروع الإقليمي، والذي سيكون تحت مظلة مبادرة AWARe وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي،وقد تم توضيح أهمية هذه المبادرة في تحسين فعالية تحلية المياه عبر الطاقة الشمسية لأغراض الزراعة.
أهمية التعاون الإقليمي
تمت الإشارة أيضًا إلى أن ممثلي الدول الأربعة شاركوا في ورشة عمل تهدف إلى صياغة مذكرة تفاهم، بالإضافة إلى تعيين استشاري لكتابة وثيقة مشروع “بحث فرص استخدام تكنولوجيات التحلية في الزراعة”،يعد هذا التعاون أساسياً بهدف تبادل المعرفة والخبرات المتميزة في مجال تحلية المياه وتحقيق الإنتاج العالي من المحاصيل الزراعية،في ظل التحديات المتشابهة التي تواجهها الدول العربية، يصبح التعاون بين الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ضروريًا.
استراتيجيات تحلية المياه المالحة
أكد الدكتور سويلم على ضرورة مواصلة الأبحاث والدراسات المتعلقة بتحلية المياه المالحة وقليلة الملوحة، وذلك لتنزيل تكلفة تحلية المياه ل الجدوى الاقتصادية عند استخدامها في الزراعة،من الأهمية بمكان اعتماد ممارسات زراعية حديثة تضمن أعلى إنتاجية من وحدة المياه،يتطلب الأمر استراتيجيات جديدة تهدف إلى تحقيق استدامة الأمن الغذائي للمنطقة.
إن المشروع الإقليمي لاستخدام تكنولوجيا التحلية بالطاقة الشمسية يعكس التوجه الحديث نحو تحسين إدارة الموارد المائية، ويتطلب دعم وتعاون جميع الأطراف المعنية،بمجرد تنفيذ هذه التوجهات، يمكن أن يسهم المشروع بشكل إيجابي في مواجهة التحديات والتهديدات الناتجة عن نقص المياه في الدول العربية،في الختام، يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة، مما يستدعي تكثيف الجهود لتحقيق النجاح المرجو.