تواصل عدد من الطلاب الأجانب مع بوابة الفجر الإلكترونية حيث تصاعدت 4 فتيات من جنسيات مختلفة واللاتي يعملن مع إحدى البعثات الأجنبية في الأقصر.
بداية القصة
وقالت الفتيات في تصريحات خاصة إلى الفجر إنهن تعرضن للابتزاز المادي -حسب قولهن- من رئيس تلك البعثة التي راسلتهم للقدوم إلى مصر للتدرب على العمل الأثري من خلال البعثة.
وقالت كل من نالليلي فيان من المكسيك، ودانيللا ماريا من كولومبيا، إنهما وزميلتين لهما أخرتين تعرضن لعملية دفع أموال مسبقة مقابل المشاركة في أعمال البعثة الأثرية الأسبانية العاملة في إحدى مقابر منطقة العساسيف.
وقالت الفتاتين إنهما وزميلتيهما طالبات وجئن من بلادهن إلى مصر تحت دعوى التدرب مع تلك البعثة، وقد قدمن مبالغ مالية في مقابل ذلك التدريب -حسبما قلن- وقد حرصت الفتيات على إرسال تسجيل صوتي للفجر لإثبات ما حرى معهن ونحتفظ به للوقت المناسب.
رئيس البعثة
وتبدأ القصة من رئيس البعثة الأسبانية العاملة في المقبرة رقم 28 “حتب حوي” والذي يراسل الطلاب كي يأتوا للعمل في البعثة تحت دعوى التدريب مقابل أن يأخد من كل طالب مبلغ مالي يصل إلى 2100 يورو -حسبما أفادت الطالبات-، حيث يعمل الطالب مع البعثة مدة شهر كامل أو أقل، وتقول الفتيات: «إن ذلك السيد تواصل معنا على أساس أن تدفع كل منا مبلغ 2100 يورو، وهددنا أنه في حالة عدم التوقيع على المبلغ فسوف يبلغ عنا السلطات المختصة بأننا متواجدات بغير وجه حق داخل مصر».
وقالت الطالبات إنهن سددن المبلغ ولكن لأن البعثة متوقفة بسبب عدم حصولها على الموافقة الأمنية للعمل فلم تعمل أيًا منهن، وبقين الطالبات تلك الفترة في مصر دون أي تدريبات، وعمل رئيس البعثة على صرف تلك الطالبات من مصر فغادر ثلاثة منهن البلاد وبقيت واحدة لم تغادر بعد.
مصادر تكشف
وتواصلت الفجر مع عدد من المصادر في الأقصر والذين أفادوا أن تلك البعثة والتي تعمل في مصر منذ عام 2009 م والتي تبدأ أعمالها كل عام من أول أكتوبر وحتى نهايات ديسمبر، اعتادت على الاستعانة بالطلبة كي يعملوا معها تحت دعوى التدريب ويتحصل رئيس البعثة من كل طالب على مبلغ 2100 يورو.
وأشار المصدر إلى أن الفتيات الأربع الذين تواصلوا مع الفجر هن من ضحايا تلك البعثة، وقد صرفهن بعد أن أخذ منهن المبالغ المذكورة، وقد قامت تلك الطالبات بالتواصل مع زميل لهن ببعثة أخرى والذي استطاع تدبير مكان إقامة لهن حتى حان موعد سفرهن، حيث لا يوفر مدير البعثة لهؤلاء المتدربين سوى مكان الإقامة وفقط، وكافة التكاليف الأخرى من تأشيرة وتذكرة طيران ومأكل ومشرب يسددها الطالب.
وأفاد المصدر أن 2 من الطالبات قد سافرتا نهاية شهر نوفمبر 2024 والطالبة الثالثة ستسافر يوم 28 شهر أغسطس.
تقدمت الطالبات بعدة شكاوى لعدة جهات واحدة منها إلى الدكتور عبد الغفار وجدي مدير مصر العليا، وعدد من الشكاوى لسفارات المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وأسبانيا، كما قدمن شكوى إلى جامعة الأقصر وكذلك شكوى إلى جامعة عين شمس وشكاوى لجميع ممولين البعثة، وحصلت الفجر على نسخ من تلك المستندات.
أعمال البعثة متوقفة
وأكد المصدر في تصريحاته إلى الفجر أن أعمال تلك البعثة كانت متوقفة أثناء ما استقدم رئيس البعثة هؤلاء الطلاب، وكان التوقف بسبب عدم إصدار التصريح الأمني للبعثة بالعمل على أرض مصر.
كما أن لجنة التقييم من المجلس الأعلى للآثار قد أوقفت أعمال تلك البعثة وهي البعثة الأسبانية العاملة في المقبرة رقم 28 وهي مقبرة امنحتب حوي في منطقة العساسيف، وتعمل البعثة في المقبرة منذ عام 2009، أي منذ 15 عامًا مضت، والبعثة الأسبانية ارتباطهم المؤسسي ليس بجامعة، بل مع مؤسسة خاصة تم إنشاؤها لأجل تلك البعثة والتي تحولت مؤخرًا إلى مؤسسة تسمى: Fundación Instituto de Estudios del Antiguo Egipto.
وأوقفت لجنة التقييم من المجلس الأعلى للآثار أعمال البعثة بسبب عدم ترميم المقبرة من 2009 وحتى الآن، حيث تعمل تلك البعثة منذ 15 عامًا، وطلبت اللجنة من مدير البعثة عدد من الإجراءات التي لم ينفذها منذ عامين وكانت لجنة التقييم برئاسة الدكتور هاني الطيب.
وقال المصدر، البعثة الأسبانية لم تعمل في المقبرة منذ عام 2009 وحتى الآن، كما أنها متوقفة قانونًا عن العمل فكيف يستقدم مديرها ويدعى فرانسيسكو الطلاب -15 أو 20 طالب كل موسم- ويتحصل من كل طالب على 2100 يورو أي أنه يحصل على ما يقرب من 42 ألف يورو من الطلاب فقط بخلاف ما يحصل عليه من الممولين.
وأشار المصدر إلى أنه على الرغم من كل هذه المخالفات إلا أننا نجد مدير متحف الأقصر يفتح لمدير تلك البعثة أبواب المتحف ليقيم في معارض وورش ومنها معرض منذ عدة سنوات وكذلك ورشة عمل سيتم عقدها يوم الخميس الموافق 12 ديسمبر وذلك للتحدث عن الآثار القديمة.
والمعروف أن أي بعثة موقوفة لا يمارس رئيسها أي أعمال أخرى حيث أن تلك البعثة موقوفة أمنيًا فكيف يتم السماح لها بعمل معرض وورشة في متحف الأقصر، ومما علمناه من مصادرنا أن كل البعثات العاملة في الأقصر تتحاشى التعامل مع البعثة الأسبانية العاملة في مقبرة امنحتب حوي.