الصبح أخبار – تقويم أسنان الأطفال الخاطئ عواقبه خطيرة

ابوظبي – ياسر ابراهيم – السبت 21 ديسمبر 2024 01:01 صباحاً – أكد عدد من أطباء الأسنان أهمية علاج كل مشاكل أسنان الأطفال قبل اللجوء إلى التقويم، وذلك بعد انتشار الإقبال عليه من قبل أولياء الأمور أو الأطفال أنفسهم، لافتين إلى أن التعامل الخاطئ مع تقويم أسنان الأطفال عواقبه وخيمة.

لافتين إلى أن نسبة العلاج التقويمي للأطفال قد لا تتجاوز %20 من نسبة المرضى المحتاجين فعلاً للمعالجة التقويمية، وأن اكتشاف هذه النسبة مبكراً يسهل العلاج ويجعله أكثر كفاءة، لذلك يوصى بالفحص المبكر عند عمر 7 سنوات للتقييم وإعطاء النصيحة الطبية المناسبة.

ولفت الأطباء إلى ضرورة التعامل مع أطباء ومراكز تخصصية في التقويم، وعدم الانجرار وراء الإعلانات التي تروج لأسعار رخيصة لجذب المزيد من العملاء.

والتعامل مع الأمر بعدم حرفية. أكد الدكتور فادي عبد القادر، طبيب وجراح الفم والأسنان، أنه في البداية يجب تعريف الحدود العمرية للأطفال الذين من الممكن أن يستفيدوا من المعالجة التقويمية للأسنان والفكين، إذ إن ما يسمى بمرحلة الأسنان المختلطة المبكرة التي تمتد من عمر 6 سنوات ولغاية 10 سنوات هو المقصود بالعلاج عند الأطفال، أما ما بعد ذلك فهو العلاج الشائع عند المراهقين والبالغين لاحقاً، وغالباً ما يتم البدء بعلاج التقويم الفعال في تلك المرحلة (من عمر 12 عاماً فصاعداً).

عادات خاطئة

وأشار الدكتور فادي إلى أن أهم العلاجات التي من الممكن أن يستفيد منها الأطفال معالجة بعض العادات الفموية الخاطئة، مثل عادة مص الإصبع أو البلع الخاطئ (الطفولي)، ومعالجة بعض الانحرافات والانزياحات المحدودة الأسنان التي قد تؤدي إلى مضاعفات أكبر في المستقبل، كذلك المعالجات المتعلقة بضيق الفك العلوي التي يجب فيها التدخل المباشر، وعدم تأجيله، لما يترتب عليه من تشوهات في شكل وطريقة العضة.

التدخل المبكر

ولفت الدكتور محمد يونس، طبيب تقويم أسنان، إلى أنه يمكن لتقويم الأسنان والفكين عند الأطفال أن يقي من مشاكل قد تظهر لاحقاً مع التقدم بالعمر، على سبيل المثال، في حالات تضييق الفك العلوي يمكن توسيع الفك للأطفال بسهولة، ما يجنبنا إجراءات أكثر تعقيداً في المستقبل.

ويجنبنا قلع الأسنان للحصول على المسافة الكافية لرصفها، كما يمكن تصحيح العلاقة بين الفكين عند الأطفال والمراهقين باستخدام الأجهزة الوظيفية، حيث تستخدم هذه الأجهزة في حالات تراجع الفك أو تقدمه، ما يعطي نتائج جمالية لا يمكن الحصول عليها لاحقاً عند الكبار بالعمر إلا بواسطة الجراحة التقويمية.وأشار إلى أنه يمكن أيضاً لإجراءات بسيطة أحياناً أن تجنبنا تفاقم الحالة مع التقدم بالعمر.

اكتشاف الخلل

وأشار الدكتور حسام مصطفى شعبان، أخصائي تقويم الوجه والفكين، إلى أن طب الأسنان وظيفته الأساسية عند الأطفال هي الوقاية قبل العلاج، وبالتالي من أهم الركائز الأساسية لاكتشاف أي مشكلة تقويمية للأسنان عند الأطفال تكمن عند طبيب الأسنان العام.

ومن هنا نستطيع أن نقول إن أي سوء نمو في الفك العلوي أو السفلي سواء بزيادة أو نقصان قد يظهر في عمر مبكر، نستطيع أن نحدد هذا العمر من ست سنوات إلى ثماني سنوات، ومن هنا يتم تحويل الطفل إلى طبيب التقويم من أجل القيام بعلاج سوء نمو الفك من خلال الأجهزة الوظيفية التي تحفز الفك على النمو أو التي تكبح من نمو الفك.

‏ولفت إلى أنه فيما يخص تقويم الأسنان وعلاج الخطأ داخل الفكين فأغلب الأحيان يكون العمر المفضل بالتدخل العلاجي بعد بزوغ الأسنان الدائمة، وهنا يكون من خلال وضع الأجهزة التقويمية الثابتة بكل أنواعها.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية دور الأم والأب في متابعة نمو الفك والأسنان من خلال التوعية التي يقوم بها طبيب الأسنان الذي يعالج الأسرة.

وأكد أن التأخر في علاج تموضع الأسنان الخاطئ داخل الفكين قد يؤدي إلى اضطرار طبيب التقويم إلى قلع بعض الأسنان الدائمة من أجل رصف‬ أسنان أخرى، أما في حالة صغر الفك العلوي أو صغر الفك السفلي أو كبر الفك العلوي أو كبر الفك السفلي فإن العلاج يكمن في الجراحة التقويمية العظمية من أجل تحسين وتغيير تموضع الفكين مع بعضهما البعض تحت التخدير العام في المستشفى، ويكون العمل الجراحي بفصل الفك العلوي عن الجمجمة وإعادة تركيبه في وضع صحيح مع الفك السفلي من خلال عملية جراحية صعبة.

تقليد الأقران

وأشارت الدكتورة ديانا الحمايدة، أخصائي علاجات وتجميل الأسنان، إلى أن البدء المبكر للعلاج في معظمه إيجابي، إلا أن بعض الأطفال قد لا يتحملون، أو يتعاونون بتنفيذ ما يطلب منهم خلال فترة العلاج، وفي هذه الحالات يمكن تأجيل العلاج إلى مرحلة الأسنان الدائمة المبكرة، وذلك بسبب تحسن الوعي عند المراهقين.