الصبح أخبار – السبب الحقيقي لاطلاق إسم الملك سلمان على مجمع صناعة السيارات الذي كشفت عنه السعودية في الرياض
الرياض – ياسر الجرجورة في الجمعة 7 فبراير 2025 10:12 صباحاً – في إطار السعي المستمر لتنويع الاقتصاد وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، تمضي المملكة بخطى واثقة ومدروسة لتصبح مركز إقليمي وعالمي لصناعة السيارات.
السبب الحقيقي لاطلاق إسم الملك سلمان على مجمع صناعة السيارات
مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الطبيعية والصناعية الهائلة، تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها في قطاع السيارات، عبر بناء منظومة متكاملة تمتد من توفير المواد الخام إلى الإنتاج والتصدير للأسواق العالمية، مما يسهم في تحقيق نهضة اقتصادية شاملة ومستدامة.
صناعة السيارات في المملكة: إمكانات ضخمة وطموحات كبيرة
تمتلك المملكة العربية السعودية مجموعة من المقومات التي تؤهلها لأن تكون لاعب أساسي في صناعة السيارات على مستوى العالم، بدء من توافر المعادن الاستراتيجية اللازمة لصناعة السيارات، مرورا بكبر حجم السوق المحلي، ووصولا إلى الموقع الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات.
وفقًا للإحصائيات، استوردت المملكة العام الماضي حوالي 700,000 سيارة، ما يعكس الطلب الكبير على السيارات محليًا.
وتسعى المملكة إلى تحويل هذا الطلب إلى فرصة استثمارية حقيقية من خلال تأسيس صناعة محلية قادرة على تلبية احتياجات السوق الداخلي وتوسيع نطاق التصدير إلى الخارج.
وضع حجر الأساس لمصنع “لوسيد”: بداية حقبة جديدة في صناعة السيارات الكهربائية
ضمن الجهود الهادفة إلى تطوير قطاع السيارات بالمملكة، أعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف خلال شهر مايو الماضي عن وضع حجر الأساس لمصنع شركة لوسيد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ.
ويعد هذا المصنع خطوة محورية في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، حيث يهدف إلى إنتاج أكثر من 300 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2030.
هذا المشروع الضخم يعكس التزام المملكة بدعم قطاع السيارات الكهربائية، تماشيا مع التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة والتنقل المستدام، وهو ما يعزز من مكانة المملكة كلاعب رئيسي في صناعة السيارات الكهربائية على مستوى المنطقة.
إطلاق “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات”: مركز متكامل لتطوير قدرات المملكة الصناعية
في خطوة محورية تعزز من طموحات المملكة في قطاع السيارات، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق تسمية “مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات” على منطقة أنشطة تصنيع السيارات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
هذا المجمع يعد مركز متكامل يشمل جميع مراحل تصنيع السيارات، بدءا من الإنتاج وحتى البحث والتطوير والتصدير.
أهداف استراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني وترسخ الاستدامة
يحقق هذا المشروع مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز قدرات المملكة في قطاع السيارات، بما يشمل:
- تمكين قطاع صناعة السيارات وحلول النقل المستدام من خلال توفير بيئة صناعية متطورة وفق أعلى معايير الجودة.
- تعزيز الشراكات المحلية والعالمية في قطاع السيارات وجذب الاستثمارات الكبرى من كبرى الشركات العالمية.
- رفع كفاءة سلاسل الإمداد وربطها بالأسواق الإقليمية والدولية لضمان استمرارية الإنتاج وتحقيق التنافسية العالمية.
- الالتزام بمعايير الاستدامة البيئية عبر تطوير حلول صناعية صديقة للبيئة، مما يعزز من مكانة المملكة كمركز عالمي للصناعات المستدامة.
- خلق فرص استثمارية مثالية للقطاع الخاص في مختلف المجالات المرتبطة بصناعة السيارات، مثل الأبحاث والتطوير والخدمات اللوجستية.
- تطوير قطاعات واعدة بالمملكة تسهم في الناتج المحلي غير النفطي بأكثر من 92 مليار ريال بحلول عام 2035.
خلق فرص عمل وتعزيز القدرات الوطنية في التصنيع
لا تقتصر طموحات المملكة في قطاع السيارات على الجانب الاقتصادي فقط، بل تمتد إلى تطوير الكوادر الوطنية وتعزيز قدراتها في مجالات التصنيع والأبحاث والتطوير، مما يفتح المجال أمام الشباب السعودي للمشاركة في هذه الصناعة الواعدة.
كما أن إطلاق مشاريع صناعية كبرى مثل مصنع لوسيد ومجمع الملك سلمان لصناعة السيارات سيخلق آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة في مختلف التخصصات.
مستقبل مشرق لصناعة السيارات في المملكة
تمضي المملكة في رحلتها نحو تحقيق ريادتها في قطاع السيارات وفق رؤية مدروسة تضع في اعتبارها التغيرات العالمية والتطورات التكنولوجية في صناعة النقل.
من المتوقع أن تصبح المملكة بحلول عام 2030 مركز محوري لصناعة السيارات التقليدية والكهربائية، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية.
إن هذا التوجه الاستراتيجي يؤكد أن المملكة تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات الصناعية الكبرى، مما يضعها في مصاف الدول الرائدة في قطاع السيارات ويعزز من قدرتها على المنافسة عالميًا.
إرسال التعليق