الصبح أخبار – ما هو البلد “المستفيد الأكبر” في حرب ترامب التجارية؟
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الأحد 9 فبراير 2025 08:39 صباحاً – على الرغم من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من بعض الدول، إلا أن هناك توقعات بأن تتمكن المملكة المتحدة من تجنب هذه الرسوم، ما قد يجعلها المستفيد الأكبر من هذه الحرب التجارية.
وأوضح خبراء اقتصاديون لشبكة CNBC أن طبيعة الاقتصاد البريطاني القائم على الخدمات قد تحميه من الآثار السلبية للرسوم الجمركية، حتى إذا تم فرضها.
وأشار محللون إلى أن تجنب المملكة المتحدة لهذه الرسوم، في حين يتم تطبيقها على دول أخرى، قد يمكنها من تعزيز اقتصادها وصناعاتها الرئيسية.
وشهدت الأسواق العالمية تقلبات هذا الأسبوع بعد تأكيد ترامب خططه لفرض رسوم جمركية على واردات من ثلاثة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وهي الصين والمكسيك وكندا. ومع ذلك، تم تعليق الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا لمدة 30 يومًا بعد موافقتهما على اتخاذ إجراءات للحد من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، في المقابل، واجهت الصين رسومًا جمركية بنسبة 10%، وردت بفرض رسوم مماثلة على السلع الأمريكية.
كما أن الاقتصادات الأوروبية ليست بمنأى عن هذه الإجراءات، حيث أكد ترامب أن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي “ستحدث بالتأكيد”، لكنه أشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة، التي تتمتع بعلاقات تجارية متوازنة مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب للصحفيين: “المملكة المتحدة خرجت عن الخط، لكنني متأكد من إمكانية حل هذا الأمر”، مشيرًا إلى علاقته الجيدة مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
من جانبه، أكد ستارمر أنه ناقش قضايا التجارة مع ترامب، وأن بلاده لن تنحاز لأي طرف في النزاع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشارت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز إلى أن المملكة المتحدة “ليست جزءًا من المشكلة” فيما يتعلق بالعجز التجاري الذي يحاول ترامب تصحيحه من خلال سياساته الجمركية. وتعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة، حيث مثلت أكثر من 17% من إجمالي تجارتها الخارجية في العام المنتهي في سبتمبر 2024.
اقتصاد الخدمات يحمي بريطانيا
وفقًا لإيرينا سوردو نارديلا، أستاذة إدارة الأعمال الدولية في كلية وارويك للأعمال، فإن الاقتصاد البريطاني القائم على الخدمات قد يحد من تأثير الرسوم الجمركية، حتى إذا تم فرضها.
وأوضحت أن الصناعات البريطانية مثل الصيد والتعدين ستتأثر بشكل محدود، بينما ستكون الصناعات التي تعتمد على سلاسل التوريد المعقدة أكثر تضررًا.
وأضافت أن المملكة المتحدة تصدر بشكل رئيسي خدمات مصرفية واستشارية إلى الولايات المتحدة، مما يجعلها أقل عرضة للضرر.
وتشكل الصادرات السلعية البريطانية إلى الولايات المتحدة، والتي تشمل السيارات والأدوية والطائرات، جزءًا صغيرًا مقارنة بصادرات الخدمات، التي بلغت قيمتها 109.6 مليارات جنيه إسترليني.
فرص استثمارية جديدة
من جهتها، قالت نيري كارا سيلامان من جامعة أكسفورد إن تجنب الرسوم الجمركية قد يمكن المملكة المتحدة من جذب الاستثمارات والشراكات التجارية الجديدة.
وأشارت إلى أن قطاعات مثل السلع الفاخرة والأزياء والمستحضرات الصيدلانية يمكن أن تشهد تدفقًا للاستثمارات إذا أصبحت بريطانيا بوابة للشركات التي تسعى لتجنب الرسوم الجمركية.
وأشار أليكس كينج، مؤسس منصة التمويل الشخصي Generation Money، إلى أن المملكة المتحدة قد تستفيد من تحويل السلع عبر أراضيها لتجنب الرسوم الجمركية، خاصة إذا تم استهداف دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي.
جنيه إسترليني قوي
أكد وزير الخزانة الأمريكي مايك بومبيو أن المملكة المتحدة قد تصبح “الفائز الرئيسي” في هذه الحرب التجارية، حيث ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل العملات الرئيسية بعد إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية. ويرى المستثمرون أن المملكة المتحدة قد تصبح ملاذًا آمنًا في ظل هذه الظروف.
استقرار سياسي وجاذبية استثمارية
وأكد دان بوردمان ويستون، الرئيس التنفيذي لشركة بي آر آي لإدارة الثروات، أن المملكة المتحدة لديها فرصة لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية، ما يجعلها سوقًا جذابة للمستثمرين.
وأشار إلى أن انخفاض التضخم وزيادة الاستثمارات الداخلية قد يعززان الاقتصاد البريطاني في السنوات المقبلة.
وبشكل عام، يرى الخبراء أن المملكة المتحدة قد تكون في وضع مثالي للاستفادة من التغيرات في المشهد التجاري العالمي، خاصة مع استمرار سياسات ترامب الجمركية تجاه دول أخرى.
إرسال التعليق