الصبح أخبار -تصريحات ترامب تكشف جهله بطبيعة الواقع.. وتنازلنا عن تشكيل حكومة ووافقنا على المقترح المصري
في ضوء حرص موقع “مصر تايمز” على متابعة الأحداث في قطاع غزة منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 مروراً بحرب غزة، والتطورات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولات ذوبان الحدود وإعادة تشكيل خريطة الإقليم والعالم في سياق “وعد بلفور” جديد، بهدف تصفية القضية الفلسطينية واقتلاع شعب من أرضه، الذي ظل تحت القصف لمدة خمسة عشر شهراً، في مكافأة لمجرمي الحرب الباحثين عن فرصة تاريخية لنكبة ثانية، كما فعلها سابقاً رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق دافيد بن جوريون.
وفي وسط أجواء مشحونة بالأحداث التي وضعت الشرق الأوسط على صفيح ساخن من صراعات وحروب، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية للتصدي لخطط التهجير والتطهير العرقي، حاور موقع “مصر تايمز” قيادي رفيع المستوى، وهو رئيس الدائرة السياسية بحركة حماس وعضو المكتب السياسي ووزير الصحة الفلسطيني السابق الدكتور باسم نعيم، الذي كشف عن تفاصيل “اليوم التالي” لحركة حماس في غزة وتطورات تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار ورؤية الحركة للموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية والجهود الدبلوماسية المبذولة لمواجهة خطط التهجير، وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التهجير من غزة.
تتجدد كل يوم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين سكان غزة إلى مصر والأردن، والأمر مؤخراً بدأ يشمل أيضًا دولًا عربية أخرى.. كيف ترى حركة حماس ذلك؟
الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والقضية، وهو الذي يقرر مستقبله، ومجرد طرح هذه الأفكار يُعتبر جريمة إنسانية وتطهيرًا عرقيًا لسكان أصليين يقيمون على أرضهم، محاولة تجميل الصورة بأن غزة مدمرة وأهلها غير قادرين على العيش بها، وأن الرئيس الأمريكي هو من يريد أن يساعدهم، هو كلام مردود وغير مقبول ومرفوض، لأن الفلسطينيين لم يطلبوا من أحد أن يساعدهم بهذه الطريقة.
وقد شاهدنا عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعودون من الجنوب إلى الشمال وهم يعرفون جيدًا أن بيوتهم مدمرة، إلى جانب غياب الماء والدواء والطعام، ومع ذلك هم متمسكون بأرضهم.
والأهم من ذلك، بدلاً من أن يُلاحَق ويُعاقَب مجرمو الحرب وفقًا للقانون الدولي وبناءً على قرارات المحاكم الدولية، وهم نتنياهو وحكومته، يقوم ترامب بمكافأتهم في تحقيق الهدف الذي فشلوا في تحقيقه، ألا وهو خطة الجنرالات التي كانت تخطط لتهجير سكان غزة من شمال القطاع. فهو يريد أن يكافئ المجرم على حساب الضحايا. ولكن سيظل الفلسطيني متمسكًا بأرضه في ظل الحرب والمخططات، ولن يسمح لترامب أو غيره بتنفيذ هذه الاقتراحات.
بل الحل هو إغاثة الناس في غزة وإعادة الإعمار بمشاركة الفلسطينيين على الأرض، ومعالجة جذور المشكلة، ألا وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.
في بداية الأمر كان ترامب يسعى قبل بدء ولايته لوقف إطلاق النار في غزة ويدعو إلى السلام في المنطقة ولكن دعواته للتهجير الآن قد تدخل المنطقة في نفق مظلم.. فهل ترون تناقضًا بشأن قرارات الرئيس الأمريكي؟
جزئيًا صحيح، هناك تناقض بالفعل في قرارات ترامب، حيث صرح من قبل أنه يريد وقف الحرب ويريد السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، لكن تصريحاته بتهجير الفلسطينيين تدفع المنطقة نحو عدم الاستقرار، وبالتالي نحو التصعيد وتجديد الحرب.. وهذا ليس له تفسير سوى أنه جهل بطبيعة الواقع أو أن ذلك يتماشى مع خطة نتنياهو.
تواصل الدولة المصرية بقيادتها ودبلوماسيتها في التصدي لكل الخطط التي تدعو لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كيف ترى حماس ذلك؟
بالتأكيد هذه فرصة من خلال موقع “مصر تايمز” أن أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لجمهورية مصر العربية رئاسة وقيادة وحكومة وشعبًا وبرلمانًا على هذه المواقف الصلبة والواضحة التي لا تحتمل التهويل بأن تهجير الشعب الفلسطيني مرفوض، وأنهم لن يكونوا طرفًا أو مساعدًا في أي من هذه الخطط. وأنهم بالعكس تمامًا يتخذون جميع الخطوات اللازمة لمنع التهجير وتعزيز استقرار الناس في أرضهم، ومنها خطة الإغاثة والإيواء العاجل ولاحقًا الإعمار.
بالإضافة إلى الدور والعمل السياسي الواسع على المستوى العربي والإسلامي والدولي لجمهورية مصر العربية لتوضيح ترامب وإدارته أن هذه الخطوة خطيرة جدًا وستؤدي إلى تفجير المنطقة من جديد، وأنها لن تقود إلى استقرار أو ازدهار أو سلام .
كيف ترى حماس اليوم التالي لها؟ هل تتمسك بالسيطرة على قطاع غزة؟
أعلنت حماس من قبل قيام الحرب على غزة أن الحركة غير معنية بحكم قطاع غزة.. ونحن جاهزون لتسليم الحكم لحكومة وحدة وطنية، وهذا ما فعلناه في عام 2014، ثم تكرر ذلك في إطار المصالحة التي تمت في القاهرة عام 2017 وتم حل اللجنة الإدارية التي تقوم بأعمال الحكومة في قطاع غزة. وبالتالي، هذا موقف ثابت لدى حركة حماس، أننا لسنا معنيين بالحكم لكن معنيين بإدارة الشأن الفلسطيني على قاعدة الوفاق الوطني والشراكة الوطنية في إدارة الشأن الفلسطيني. أيضًا بعد أقل من أسبوع من بداية الحرب، أعلن رئيس الحركة الشهيد إسماعيل هنية أنه إضافة إلى البحث عن كيفية الوصول لوقف إطلاق النار، كان البحث فلسطينيًا عن كيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بإدارة كل الأراضي الفلسطينية بالشراكة والتوافق.. الآن، في ظل غياب هذا الخيار، نحن ذهبنا بالقبول إلى المقترح المصري “لجنة الإسناد المجتمعي”، والذي يقوم على تشكيل لجنة لإدارة شئون غزة. وتم الترحيب بهذا الخيار وتم التعاون مع الإخوة في مصر وتحاورنا مع الإخوة في حركة فتح. وأبدينا كل المرونة لكي ننجز هذا الخيار، لكن للأسف حتى هذه اللحظة حركة فتح ترفض هذا الخيار .
ولذلك نؤكد من جديد عبر منصتكم أننا لا نهدف إلى البقاء في حكم قطاع غزة. ونحن جاهزون لتسليم إدارة القطاع لحكومة وحدة وطنية أو إلى لجنة بالتوافق الوطني، لكن في نفس الوقت إذا لم يتحقق أي من هذه الخيارات، فبالتأكيد لن نترك غزة للفراغ والفوضى، وسنتحمل مسؤولياتنا في قطاع غزة إلى أن يتم التوافق على خيار بديل.
هل هناك خطوات جديدة بشأن البدء في المرحلة الثانية من الاتفاق التي تعتبر الأهم؟
حتى اللحظة لم تبدأ بعد خاصة بعد لقاء ترامب مع نتينياهو وتصريحاته التي تسببت في إيقاف اتفاق وقف اطلاق النار في مرحلته الثانية، ولا توجد تفاصيل عن المرحلة الثانية من المفاوضات، وحتى الآن لم تبدأ بعد. كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من الاتفاق، لكن نتنياهو ربط انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية بزيارته إلى واشنطن وعودته منها. ونحن نؤكد على موقفنا الثابت، وملتزمون بالاتفاق ومعنيون بتنفيذه، ومعنيون أيضًا بإعطاء كل فرصة لإنجاحه وتجاوز أي عقبة أو تحدي تواجهه. لكن في المقابل، ما نراه هو أن إسرائيل تحاول أن تماطل وتعرقل وتضع العقبات في طريق تنفيذ هذا الاتفاق، كما رأينا في تنفيذ المرحلة الأولى الإنسانية، سواء في إدخال المساعدات لسكان قطاع غزة، فهناك مشكلة كبيرة في إدخال الخيام والكرافانات للإيواء، بالإضافة إلى احتياجات الكهرباء من مولدات وطاقة شمسية. وهناك مشكلة أيضًا في حركة الناس على المعبر، لذلك نحن نطالب في إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق وعدم تعريضه للخطر والبدء في التفاوض حول المرحلة الثانية التي تشمل أهم شيء وهو: الانسحاب الكامل لقوات إسرائيل من غزة ووقف تام لإطلاق النار.
ما فرصة الإفراج عن الأسرى من العيار الثقيل مثل مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات، خلال صفقة تبادل الأسرى؟
في بداية المعركة أعلنا استهداف إنجاز صفقة لتحرير كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة. في إسرائيل أصروا على أن يتم هذا الأمر عبر مراحل، لكن هدفنا ألا يبقى أسير فلسطيني خلف القضبان، وفي مقدمتهم هذه الأسماء. لذلك نتوقع أنه في المرحلة الثانية سيكون هناك فرصة للإفراج عنهم.
وزير الدفاع الإسرائيلي وجه الجيش لإعداد خطة لتهجير الفلسطينيين من غزة؟ إذا حدث ذلك.. هل ستتدخل كتائب القسام من جديد؟
أنا لا أعرف طبيعة الخطة التي يتحدث عنها، لكن تم وضع عشرات الخطط لمدة خمسة عشر شهرًا، تم خلالها قصف أحياء كاملة وتدمير ممنهج للبنية التحتية للقطاع وسبل المعيشة من الماء والمستشفيات والمدارس، بالإضافة إلى القتل العشوائي. لكن كل ذلك فشل أمام المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. وأعتقد أنه لا يملك القدرة على إعداد خطة، ولا يملك إمكانية إعدادها. جميعهم فشلوا في خطة الجنرالات، وخطة الاستيطان، وخطة توجيه العشائر، وخطط المنطقة العازلة.
ولذلك لا أتوقع أن يكون في يده خطة بديلة. القضية ليست عن القسام بل عن المواطن الفلسطيني الذي لم ولن يسمح لأحد أن يقتلعهم من أرضهم.
لكننا نعلم الآن أن الاحتلال دائمًا ينقض عهوده.. فهل هناك ضمانات؟
صحيح.. لا توجد ضمانات بنسبة 100% أن الاحتلال لن يعود إلى الحرب أو الاغتيالات، لكن نعتقد أن بعد فشل الاحتلال على مدار 15 شهرًا من تنفيذ كل مخططاته، بمعنى أنه فشل في كسر المقاومة وفشل في تهجير السكان وفشل في استعادة الأسرى، لكن بالتأكيد سيبقى يحاول.
كما أن هناك ضغوطًا كبيرة داخل الكيان على أن العودة للحرب ستكون مدمرة. ونحن لا ننسى في الوقت الذي يفكر فيه في تهجير سكان فلسطين، هناك مئات الآلاف من الإسرائيليين في غلاف غزة وشمال فلسطين لم يعودوا إلى بيوتهم. وبالتالي، إذا كان لديه مساحة لوضع خطط، فمن الأفضل أن يضع خططًا لعودة السكان الإسرائيليين إلى بيوتهم. لذلك، وارد أن ينقض العهود، ولكن لا المقاومة ستسمح بذلك ولا شعب فلسطين سيسمح بذلك.
بالنسبة للأسرى المستبعدين، ما هي الدول العربية المطروحة للذهاب إليها؟
في الحقيقة، تواصلت الحركة والوسطاء من قطر ومصر مع دول مختلفة في المنطقة عربية وإسلامية لاستيعاب عدد من الأسرى. ولقد قبلت تركيا بعضًا من الأسرى وقطر أيضًا نسبة. هناك البعض سيبقى في جمهورية مصر العربية، كما أنه جاري الحديث والحوار مع دول أخرى لاستيعابهم، لكن حتى الآن، رسميًا لم يُعلن شيء.
هناك حديث حول استضافة عدد من الفلسطينيين لحين إعمار غزة؟ ما تعليقكم على ذلك؟
الفلسطينيون لن يخرجوا من غزة. لديهم تجربة في إعادة إعمار غزة أكثر من مرة بعد كل عدوان سواء في 2008، 2012، 2014، وما بينها، و2021 دون الخروج. يعني هناك تجربة واسعة لإعادة الإعمار ولا داعي لهذه الحجة الواهية أنه لا بد أن يخرج الناس. وهذا مارسناه أكثر من مرة، حيث تم إعادة إعمار أحياء كاملة في غزة، لكن دون الخروج من القطاع.
وفي وقت سابق قامت جمهورية مصر العربية ببناء مدينة كاملة في شمال غرب غزة بعد حرب 2021، والمقصود من ذلك أن فكرة البناء في وجود الناس، نحن نمارسها كل يوم.
من الشخصية التي من الممكن أن تمثل المشهد الفلسطيني ويتفق عليها جميع الأطراف؟
هذا الأمر قيد الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، وليس لدينا اعتراض على أي قيادي فلسطيني، طالما أنه يتمسك بالثوابت الفلسطينية، حقوق الفلسطينيين في أرضهم، وإقامة دولة مستقلة، تقرير المصير، وحق العودة، حتى حق الفلسطيني في المقاومة، أن هذا حق مكفول بالقانون الدولي. وبالتالي، أي شخصية فلسطينية تتمسك بهذه الحقوق ولا تكون شخصية فاسدة، ولا عندها أجندات غير فلسطينية، بالتأكيد بالنسبة لنا ستكون مقبولة.
هل تقبلون في حماس أن يكون مروان البرغوثي رئيسًا للسلطة الفلسطينية إذا رشح لذلك؟
مروان أحد قيادات الشعب الفلسطيني، لكن الآن هو خلف القضبان، فطرح الاسم الآن غير عملي، لكن إذا خرج وتوافق الفلسطينيون عليه، بالتأكيد حماس لن تقف أمام إرادة الشعب الفلسطيني.
بعد استشهاد محمد الضيف، من الشخص المحتمل ليكون خليفته في قيادة كتائب القسام؟
حتى الآن، لا يوجد معلومات عن مرشح بديل لهذا الأمر. بمعنى أنه متروك لكتائب القسام، وهم حتى هذه اللحظة لم يعلنوا، وبالتالي، في اللحظة التي سيتم التوافق فيها على شخصية من قيادات القسام لقيادة الجهاز، هم سيعلنون عن ذلك.
محمد السنوار.. من أهم الأسماء المطروحة والمرشحة في الفترة الأخيرة لقيادة القسام، خاصة بعد استشهاد شقيقه الأكبر يحيى السنوار؟
بالتأكيد وارد.. محمد السنوار أبو إبراهيم أحد القيادات التاريخية لكتائب القسام وصاحب تاريخ طويل في المقاومة وفي مواجهة الاحتلال، لكن أيضًا هناك قيادات أخرى في الكتائب قد تكون هي المرشحة لهذا المنصب. لكن كما ذكرت، هذا الأمر متروك لكتائب القسام.
بالنسبة للمكتب السياسي.. هل سنرى قريبًا مرشحًا لمنصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؟
لا يوجد مشكلة بالنسبة للمكتب السياسي، هناك ثلاثة أقاليم للحركة: غزة، الضفة، والخارج. وكل إقليم من الأقاليم الثلاثة له من يرأسه ويديره الآن، ولكن المطلوب خطوة أخرى، وهي أن من الأقاليم الثلاثة يتم ترشيح رئيس جديد للحركة.
بالنسبة لهذه الخطوة، تجري الآن داخل الحركة اتصالات وترتيبات للوصول إلى هذا الهدف، لكن هذه الاتصالات والترتيبات تجري بعيدًا عن الإعلام لأسباب أمنية في المقام الأول، وكذلك بسبب ظروف قطاع غزة الصعبة والمعقدة، وصعوبة الاتصال والتواصل. ونتوقع خلال الفترة القادمة أن نصل إلى الهدف، لكن في العموم، قيادة الأقاليم تدير عملها، وهناك اليوم قيادة جماعية للحركة، تدير عمل الحركة المركزي. وفي أقرب فرصة، بالتأكيد ستقوم الحركة باختيار رئيس لها واستكمال باقي المناصب.
هل من الممكن أن تلجأ الحركة لفكرة عدم الإعلان عن رئيسها خاصة بعد استشهاد كل من إسماعيل هنية ويحيى السنوار؟ وهذا حدث من قبل بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي؟
وارد.. إذا كان الظرف الأمني يتطلب ذلك، وهذا حدث بالفعل في عام 2003 و2004، وفي 2005 لم يتم الإعلان رسميًا عن رئيس الحركة، وهذا وارد أن يتكرر. لكن هذا سيتم تقديره في حينه، لأنه يعتمد على من سيكون الشخص الذي سيتم اختياره وأين يقيم، لأن الأمر سيختلف إذا تم اختيار شخص من داخل غزة أو من خارج فلسطين. بمعنى أن الفكرة واردة وتعتمد على الشخص والتوقيت والبلد التي يقيم بها.
هل هناك خيارات لإدارة المشهد في البيت الفلسطيني؟
أعتقد أن الخيار الأفضل هو حكومة الوحدة الوطنية بالتوافق الوطني من شخصيات فلسطينية مهنية تكنوقراط، ليسوا محسوبين على أي فصيل. وإذا لم يتاح هذا الخيار، فنحن مع المقترح المصري في تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وهي أيضًا من شخصيات غزية مهنية، تقوم بإدارة جميع شؤون قطاع غزة من رفح إلى بيت حانون، سواء الصحة أو التعليم والاقتصاد والزراعة والكهرباء والماء. تتولى هذه اللجنة بالتنسيق مع الحكومة في رام الله، ومرجعيتها السياسية ستكون مرسوم رئاسي يصدر عن الرئيس محمود عباس بتشكيل هذه اللجنة. وإلا إذا رفعت حركة حماس يدها عن القطاع ولم تتدخل فيه.
هل هناك استجابة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن؟
حتى هذه اللحظة، لا توجد استجابة، وترفض السلطة الفلسطينية القبول بأي من هذه الخيارات ولا تعرض خيارًا بديلاً.
لماذا يتخلى الرئيس محمود عباس عن قطاع غزة؟
هذا السؤال لابد أن يتوجه للرئيس أبو مازن، فهو سؤال بديهي ومنطقي. فهو رئيس للشعب الفلسطيني على الأقل في المناطق المحتلة على حدود 67، مثل غزة والضفة والقدس الشرقية. والمنطقي أن الرئيس يمد صلاحياته إلى مناطق السلطة الفلسطينية وكل شعبه. لذا، فإن عدم وجود حكومة وحدة وطنية أو لجنة إسناد مجتمعي ليس خيارًا معقولًا ولا منطقيًا.
هل من الممكن أن نرى قادة حماس في غزة قريبًا؟
بالتأكيد، نتمنى ذلك. نحن من أهل غزة، وخرجنا قبيل الطوفان بأيام. وأسمى أمانينا أن نعود إلى أهلنا في غزة.
الدكتور باسم نعيم، إذا كتب لك العودة إلى غزة، ما هو أول مكان ستزوره ومن هو أول شخص ترغب في رؤيته؟
(تنهد طويلاً) هذا السؤال صعب للغاية لأن حجم الفقد كبير. فقدنا أحباء كثيرين من الأسرة والأهل ومن قادة الحركة، وفقدنا زملاءنا الأطباء الذين عملوا لسنوات طويلة في القطاع الصحي في قطاع غزة. وإذا كتب لي العودة، فأول مكان سأذهب إليه هو قبر والدتي التي استشهدت في هذه الحرب.
إرسال التعليق