الصوب الزراعية الحديثة طوق نجاة للخضراوات والفاكهة

الصوب الزراعية الحديثة طوق نجاة للخضراوات والفاكهة

قال الدكتور جمال عبد العزيز عنان، عميد كلية العلوم بجامعة الزقازيق، إن ارتفاع درجة الحرارة في الموسم الزراعي الصيفي كان سببا اساسيًا لارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، معتبرًا ما حدث بمثابة جرس إنذار لتجنب التأثير التغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل الزراعية والخضروات.

 وأشار عنان خلال تصريحاته لـ «الوفد» إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تزداد معها الانبعاثات الكربونية من: «عوادم سيارات، ودخان مصانع، وثاني أكسيد الكربون المتصاعد» لطبقات الجو، وحيث لا يوجد مساحات خضراء كافية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي؛ يتصاعد للجو، ولمحدودية غلاف الكرة الأرضية بفعل الجاذبية الأرضية؛ تبقى هذه الغازات والانبعاثات بغلاف الأرض، ومع عمليات وتفاعلات الأكسدة والاختزال تنطلق الإلكترونات بغلاف الجو مُحدثة ارتفاع في درجات الحرارة في

الكائنات الحية كالنباتات.

ولفت العالم الشرقاوي الدكتور 

جمال عبد العزيز عنان إلى أن بكتيريا التربة المفيدة تُخصب الأرض الزراعية كالبكتريا المثبتة للنيتروجين، والتي تنموا في درجات حرارة متوسطة قبيل الـ 40 درجة، وتعمل على إثمار المحاصيل أي تحول الزهور إلى ثمار، وعندما تزداد درجات الحرارة لأعلى من الـ 40 درجة تعمل على انخفاض عملية الإثمار وتحول الزهور لثمار، ما يؤدي إلى انخفاض في إنتاجية الفدان في كافة المحاصيل الزراعية.

ونوه عنان، إلى أن التأثيرات السلبية الناتجة من التغيرات المناخية كثيرة، ذكر منها: سقوط الأمطار واختلاطها مع الغازات الكربونية مثل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت مكونين أحماض الكربونيك والكبريتيك والتي تنقص من خصوبة التربة بعد تحمضها، وتعمل التأثيرات المناخية على القضاء على الكثير من كائنات التربة المفيدة والتي تحقق عملية الاتزان البيولوجي وخصوبة التربة، مع ظهور كائنات وحشرات متطفرة وجديدة ضارة بالتربة والإنسان، بالإضافة إلى نقص عملية الإثمار وقلة تكوين الثمار وهذا ينقص من إنتاجية الفدان، مؤكدًا أن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية لم تتسبب في ارتفاع أسعار الخضروات فحسب، وإنما أدت إلى نقص إنتاج الأدوية، لأن الكثير من النباتات الطبية تفضل درجات الحرارة المتوسطة، وانتاجها ونموها يتعطل في درجات الحرارة العالية.

 وطالب الدكتور جمال عبد العزيز عنان، عميد كلية العلوم بجامعة الزقازيق، بأهمية توحيد الجهود لعمل اللازم نحو خفض درجات الحرارة على الصعيد الدولي وليس المحلي فقط، والاتجاه للزراعات غير التقليدية لتعويض النقص الحاد في الخضروات، مشيرًا إلى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة ظهر توجه محدود من المزارعين بعمل صوب زراعية لزراعة الطماطم والفلفل والخيار والفراولة، وكان في بادىء الأمر صوب غير مجهزة هندسية وهو ما كان له أثر سلبي أيضا على الإنتاجية بالمقارنة بالزراعات المكشوفة التقليدية، متمنيًا إبرام اتفاق أو شراكة بين المزارعين والبنك الزراعي المصري بإعطاء قروض ميسرة من أجل التوسع في إنشاء صوب زراعية حديثة تستخدم طرق تكنولوجية زراعية حديثة، تستخدم مصادر الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، وتتحكم الكترونيًا في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية، وهو ما يساعد على ارتفاع إنتاجية الخضروات وانخفاض أسعارها.