إطعام الطعام من العبادات الجليلة، والقربات الفاضلة، ومن أعظم أبواب الصدقة، وإطعام الطعام جعله الله في كتابه من الأسباب الموجبة للجنة ونعيمها، قال الله عز وجل: (ويُطعِمون الطعامَ على حبِّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا) إلى قوله: (وسقاهم ربُّهم شرابًا طَهُورًا)، فوصف فاكهتهم وشرابهم جزاءً لإطعامهم الطعام، وفي هذا الموضوع نستعرض معكم أحاديث عن فضل إطعام الطعام
أحاديث عن فضل إطعام الطعام
1- في الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي قال: “أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأٍ، سقاه الله من الرحيق المختوم”.
2- وفي المسند، والترمذي عن علي عن النبي قال: “إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها”. قالوا: لمن هي -يا رسول الله-؟ قال: “لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلام، وصلّى بالليل والناس نيام”. وفي حديث عبد الله بن سلام الذي خرجه أهل السنن أنه سمع النبي أول قدومه المدينة يقول: “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”.
3- وفي حديث عبادة عن النبي أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: “إيمان بالله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور، وأهون من ذلك: إطعام الطعام، ولين الكلام”. خرّجه الإمام أحمد.
4- وفي حديث هانئ بن يزيد أن رجلًا قال: يا رسول الله، دلّني على عمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار؟ قال: “تطعم الطعام، وتُفشي السلام”.
5- وفي حديث حذيفة عن النبي قال: “من خُتم له بإطعام مسكين، دخل الجنة”، وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو أن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الإسلام خير؟ قال: “تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف”.
6- وفي حديث صُهيب عن النبي قال: “خيركم من أطعم الطعام”.
7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه الحرُّ، فوجدَ بئرًا، فنزلَ فيها، فشربَ ثم خرجَ، فإذا كلبٌ يلهثُ؛ يأكل الثَّرى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مني، فنزل البئرَ، فملأ خُفَّه، ثم أمسَكه بفيه حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ؛ فشكر اللهُ له؛ فَغفرَ له”.(البخاري).
8- عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ” (رواه الترمذي).
وحين جاء أَعرابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الجنة كان مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “…فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ…” (رواه أحمد).
فضل إطعام الطعام
1- من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى كما أنه وسيلة لتقرّب المسلم من الله عز وجل، يحقق التكافل والودّ بين الناس، ويطهر المجتمع من الجشع، والبخل، والحقد، ويعزز دور المسلم في بناء المجتمع الإسلامي، والمساهمة في نشر الدين والعادات الإسلامية.
2- إطعام الطعام من وسائل تعبير المسلم عن شكره لله تعالى: ويتمثّل ذلك في العقيقة عند المولود والوليمة عند العرس.
3- له أجر مضاعف عند الله: عن عائشة رضي الله عنها أَنهم ذبحوا شاة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بقي منها؟) قالت: ما بقي منها إلا كتفها. قال: (بقي كلها غير كتفها).
4- إطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويُباعد من النار، ويُنجي منها، كما قال تعالى: (فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ * وما أدْراك ما العقبةُ * فَكُّ رقَبةٍ * أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسْغَبةٍ * يتيمًا ذا مقربةٍ * أو مِسكينًا ذا مَتربةٍ).وفي الحديث الصحيح عن النبي: “اتقوا النار، ولو بشق تمرة”.
5- إطعام الطعام من أسباب دخول الجنة وأخذ كتاب العبد بيمينه، قال الله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} [البلد:14-18].
6- من أسباب النجاة من النار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة”.(رواه البخارى ومسلم).
7- إطعام الطعام يجعل صاحبه من خيار الناس عند الله تعالى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ” (رواه أحمد).
8- أعد الله تعالى لمن يتصدق ويطعم الطعام الأجر العظيم فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ لَيُرَبِّي لِأَحَدِكُمْ التَّمْرَةَ وَاللُّقْمَةَ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ”.(رواه أحمد).
9- أجرك باق مدخر عند الله ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يقول العبدُ مالي مالي إنما له من مالِه ثلاثٌ ما أكل فأَفْنى أو لبِس فأبْلى أو أعطى فاقْتَنى وما سِوى ذلك فهو ذاهبٌ وتارِكُه للناسِ”.
وفي سنن الترمذى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنهم ذَبَحُوا شاةً فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “ما بَقِيَ منها؟” قلْتُ: ما بَقِيَ منها إلَّا كَتِفُها. قال: “بَقِيَ كلُّها غيرُ كَتِفِها”.
سقيا الماء
ومن إطعام الطعام سقي الماء، فالماء من الطعام لقول الله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} (البقرة:249). وسقي الماء مما يترتب عليه الأجر العظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ مَاءٍ”. (رواه البيهقي).
تعاهد الجيران:
عند الطبراني عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسل قالم: “مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ”.
وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: “يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ”. (رواه مسلم).
أنواع إطعام الطعام
إطعام الطعام له أنواع كثيرة ومتعددة، منها:
1- طعام الأضحية.
2- دعوة الناس على الطعام.
3- طعام العرس.
4- العقيقة التي تُذبح عن المولود عند ولادته.
5- إكرام الضيف.
6- إهداء الجار.
7- إطعام الطعام للمخلوقات كافة وليس الإنسان فقط، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أنزع في حوضي، حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته، فهل في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فِي كُلِّ ذات كَبِدٍ أَجْرا” (رواه أحمد، وصححه الألباني).
8- الإطعام في رمضان
9- الإطعام في وقت الفتن والحروب والمجاعات من أفضل أنواع إطعام الطعام.
حكم منع الطعام عمن يحتاجه
حث الشرع الحنيف على إطعام الطعام وجعله قربة من أعظم القربات التي ينال العبد بها أعلى الدرجات وجعل منع الطعام لمَن يحتاجه من الذنوب التي يتوعد صاحبها، {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؛ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ؛ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الماعون: 1-3) فجعل امتناعه عن إطعام الطعام وتحريض غيره على الامتناع عن ذلك من صفات من يكذب بالدين.
وبين أن من صفات المعذبين في النار قال تعالى: { إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الحاقة: 33-34).
وعند البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا يكلمُهم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يومَ القيامةِ ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ… ورجلٌ منع فضلَ ماءٍ، فيقول اللهُ يومَ القيامةِ: اليوم أمنعُك فضْلِي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداكَ“.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.طية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ،