أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول معنى “المدد”؟.
خلال برنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس، أوضح الدكتور شلبي أن “المدد” في جوهره يعني طلب العون والمساعدة، مشيرًا إلى وجود فارق جوهري في كيفية استخدام هذا اللفظ، فإذا كان طلب العون موجهًا إلى الله سبحانه وتعالى، فإنه يكون على سبيل الحقيقة المطلقة، حيث أن الله وحده هو القادر بذاته على مد العباد بعونه وتوفيقه ورحمته.
أما إذا كان طلب “المدد” موجهًا إلى البشر، فإنه يكون على سبيل المجاز أو من خلال الأسباب التي سخرها الله في هذا الكون. واستشهد أمين الفتوى بأمثلة واقعية لتوضيح هذه النقطة، قائلًا: “عندما يذهب الإنسان إلى الطبيب ويطلب منه العلاج، فهو في حقيقة الأمر يطلب المدد، ولكن ليس بمعنى أن الطبيب يمتلك القدرة الشافية بذاته، بل هو سبب من الأسباب التي يستخدمها الله سبحانه وتعالى لتحقيق الشفاء، وبالمثل، إذا طلب الإنسان مساعدة مالية من شخص آخر، فإن هذا يُعتبر طلب مدد بالمال”.
وشدد الدكتور محمود شلبي على أن السياق هو الفيصل في فهم معنى “المدد”، مؤكدًا أنه عندما يُطلق هذا اللفظ تجاه الله عز وجل، فإنه يحمل معنى الاعتماد الكامل عليه وطلب العون الحقيقي منه، بينما عند استخدامه للإشارة إلى طلب المساعدة من الآخرين، فإنه ينطوي على الاعتراف بأن هؤلاء الأشخاص هم مجرد وسائل وأسباب سخّرها الله، ولا يوجد في ذلك أي مخالفة شرعية أو عقدية.
واختتم أمين الفتوى حديثه بتأكيد الممارسة الشائعة في الدعاء، قائلًا: “نحن نقول ‘مدد يا رب’ ولا نقول ‘مدد يا بني آدم’ أو ‘مدد يا شخص’، وبالتالي فلا يوجد أي إشكال شرعي في طلب المساعدة من الآخرين في إطار الأسباب التي أباحها الشرع”.