يسعى عدد من أبرز المليارديرات العالميين، مثل جيف بيزوس، وبيتر ثيل، وسام ألتمان، إلى استثمار مبالغ ضخمة في مجال التكنولوجيا الحيوية لتطوير حبوب وعلاجات تهدف إلى إطالة العمر وتأخير الشيخوخة.
تُركز هذه الأبحاث على استخدام تقنيات مبتكرة، مثل إعادة البرمجة البيولوجية وتجديد الخلايا، لجعل الجسم أصغر سنًا وأكثر مقاومة للأمراض.
استثمارات ضخمة في مواجهة الشيخوخة
- جيف بيزوس: استثمر 3 مليارات دولار في شركة Altos Labs، التي تعمل على تقنية إعادة البرمجة البيولوجية لتجديد الخلايا.
- لاري بيغ (مؤسس جوجل): أسس شركة Calico Labs عام 2013، التي تُركز على إطالة العمر وتحسين الصحة عبر الأبحاث الوراثية.
- بيتر ثيل: يموّل مؤسسة Methuselah، التي تُطور تقنيات لإزالة التراكيب الضارة من الجسم وتجديد الأنسجة.
- سام ألتمان: دعم شركة Retro BioScience بمبلغ 180 مليون دولار، التي تُركز على زيادة متوسط العمر المتوقع بمقدار 10 سنوات من خلال تجديد الخلايا.
التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي
يرى الخبراء أن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي سيساهم في تسريع أبحاث مكافحة الشيخوخة، إذ تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجينية وتطوير استراتيجيات جديدة لتجديد الأنسجة والخلايا، ما يجعل التقدم في هذا المجال أسرع من أي وقت مضى.
الجدل الأخلاقي والاجتماعي
رغم الإمكانيات الواعدة، أثارت هذه الأبحاث جدلًا واسعًا:
- انعدام المساواة: يتوقع الخبراء أن تكون هذه الحبوب باهظة الثمن، مما يجعلها متاحة فقط للنخبة الثرية، مما يفاقم التفاوت الاجتماعي.
- الأولوية الإنسانية: دعا النقاد المليارديرات إلى توجيه استثماراتهم نحو حل مشكلات عالمية ملحة، مثل الجوع والأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها.
- المخاطر الاجتماعية: أشار فيل كلياري، مؤلف كتاب “إكسير”، إلى أن العلاجات التي تطيل العمر قد تؤدي إلى عالم غير عادل، مليء بالانقسامات بين الطبقات الاجتماعية.
التأثير المحتمل على الصحة العالمية
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 100 ألف شخص يموتون يوميًا بسبب أمراض مرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والسرطان وألزهايمر.
إذا نجحت هذه الأبحاث في تقديم علاجات فعالة، فإنها قد تُحدث ثورة في الصحة العامة، لكن بشروط اقتصادية واجتماعية تثير التساؤلات حول العدالة.
المستقبل: بين الأمل والجدل
يبقى السؤال: هل ستصبح حبوب إطالة العمر وسيلة لتحسين جودة الحياة للجميع، أم أداة لتعزيز امتيازات الأثرياء؟
الوقت وحده سيجيب على هذا السؤال، لكن من المؤكد أن هذه الأبحاث تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الابتكار العلمي والصراعات الأخلاقية.