ابوظبي – ياسر ابراهيم – الخميس 16 يناير 2025 05:53 مساءً – تواصلت، أمس، فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، والتي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» تحت شعار «تكامل القطاعات لمستقبل مستدام»، وتناولت مناقشات اليوم الثاني العديد من الموضوعات حول مبادرات الطاقة المستدامة والتحديات، التي تواجه الطاقة المتجددة.
كما شهد اليوم الثاني الإعلان عن الاستثمارات بقيمة 465 مليون درهم لإعادة تأهيل شبكة المياه بالمناطق الشمالية في الإمارات، وركزت القمة العالمية لطاقة المستقبل على مواضيع الطاقة الشمسية، والنظيفة والذكاء الاصطناعي.
وألقى حاكم ألاسكا، مايكل جيه دنليفي، كلمة رئيسية في مؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، وتحدث خلالها عن مبادرات الطاقة المستدامة في ولايته مسلطاً الضوء على إمكانات الولاية الكبيرة في احتجاز وتخزين الكربون. وأكد دنليفي أهمية توفير حلول الطاقة العملية بأسعار مدروسة، معرباً عن تفاؤله بآفاق التعاون المستقبلي مع الإمارات.
وقال دنليفي: «يختلف مناخ الإمارات عن ألاسكا بشكل كبير، لكن يمتلك كلانا الكثير من الموارد الطبيعية والثقة بأهمية الحفاظ على هذه الثروات للأجيال القادمة». وتابع: «الطاقة تحمل معها إمكانات الرخاء والازدهار الاقتصادي، وهي ضرورية لتقدم الحضارة والابتكار، ونتطلع إلى التعاون مع دولة الإمارات لتحويل رؤيتنا المشتركة إلى حقائق تعود بالنفع على البشرية».
كما تضمن اليوم الثاني حلقة نقاشية حول دور شبكات الطاقة في مضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات، بمشاركة مريم الشامسي، مهندسة الاستدامة في إدارة الطاقة المستقبلية بوزارة الطاقة والبنية التحتية؛ والمهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء؛ ولوك كوشلين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إي دي إف في الشرق الأوسط»؛ والدكتور بروس ستيدال، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة.
وناقش المتحدثون التحديات والخطوات التالية لدمج الطاقة المتجددة في الشبكة، مؤكدين الحاجة إلى استثمارات كبيرة وإدارة الطلب بشكل أكثر كفاءة. وقال آل علي: «التفكير بالعواقب التي تواجه الطاقة المتجددة يذكرني بالدورة الأولى من القمة في عام 2008.
حيث كان لدينا بعض الشكوك حول إمكانية تطبيق هذه الحلول التي تحولت اليوم إلى حقيقة. ونواجه اليوم في دولة الإمارات تحدياً يكمن في أنه على الرغم من انخفاض معدل الاستهلاك بنسبة 30 % في الشتاء فإنه يتعين علينا تصميم شبكاتنا وقدراتنا بالكامل لتلبية الطلب في أوقات الذروة في الصيف، وذلك على خلاف دول أخرى بإمكاننا توطيد تعاوننا معها، لإيجاد سبل لتصدير واستيراد الكهرباء بتكلفة أقل في أوقات معينة».
كما شهد اليوم الثاني إعلان شركة الاتحاد للماء والكهرباء، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، وبلدية رأس الخيمة، ودائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة – خلال مؤتمر صحفي – عن سلسلة من المبادرات الطموحة والجهود التعاونية المشتركة.
وتشمل الاستثمارات، التي تم إلقاء الضوء عليها في المؤتمر 465 مليون درهم لإعادة تأهيل شبكة المياه بالمناطق الشمالية في الإمارات ، منها 214 مليون درهم خصصت لتأهيل شبكة المياه في رأس الخيمة، ونحو 180 مليون درهم لمشروع العدادات الذكية، التي تم تركيبها بالفعل حتى الآن بالإمارة، فضلاً عن المبالغ التي تم تخصيصها لإنشاء وتركيب ما لا يقل عن 120 شاحناً للمركبات الكهربائية في رأس الخيمة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وأكد المشاركون أن «الاتحاد للماء والكهرباء» أكملت إحلال نحو 42 كيلو متراً من شبكة المياه بخطوط إمداد أكثر كفاءة، ومتابعة مشروعها الطموح في توظيف تقنيات حديثة فائقة التطور لتقليل الفاقد الفني في الشبكة إلى الحد الأدنى، وتعزيزاً لكفاءة الطاقة في رأس الخيمة انتهت الشركة من تركيب أكثر من 213 ألف عداد ذكي بالإمارة.
ضمن مشروعها الشامل لتعميم العدادات المبتكرة في المناطق الشمالية بالكامل، وهي الفئة الأحدث من نوعها، والتي تتيح للمستهلك مراقبة معدلات استهلاكه وإدارتها بشكل أفضل، إلى جانب ميزاتها التشغيلية العديدة، الأمر الذي يتناغم مع الأهداف الأوسع للاستدامة والتقدم التكنولوجي بالإمارة.
ويشمل التوسع في البنية التحتية للمركبات الكهربائية، من خلال شركة الإمارات لمحطات شحن المركبات الكهربائية UAEV، المبادرة المشتركة بين شركة الاتحاد للماء والكهرباء، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، والتي تم الإعلان عنها في 2024 تركيب أكثر من 120 شاحناً في رأس الخيمة على مدار السنوات الخمس المقبلة، ضمن خطة لنشر حوالي 1,000 شاحن في مختلف أنحاء الإمارات بحلول عام 2030.
وقال المهندس يوسف أحمد آل علي: «تعكس قرارات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة، التزامنا المشترك بمستقبل مستدام، فالمبادرات التي تم إلقاء الضوء عليها في هذا المؤتمر، لا تدعم أهداف رأس الخيمة على صعيد الاستدامة فحسب، بل وتسهم أيضاً في دفع عجلة النمو الاقتصادي بالإمارة.
وإرساء أسس رفاهية المجتمع، وترسيخ مكانة رأس الخيمة كونها إمارة رائدة في تلك القطاعات الحيوية». قالت المهندسة موزة النعيمي، مدير إدارة الإنتاجية والطلب في وزارة الطاقة والبنية التحتية: «يعد دمج الاستدامة في جميع المجالات أولوية رئيسية لدولة الإمارات».
وقال برنارد داغر، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والنمو في قسم حلول الشبكات في شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» في الشرق الأوسط وأفريقيا لـ«حال الخليج»: «يتطلب بناء مستقبل مستدام للطاقة اتخاذ إجراءات جريئة وحلول مبتكرة.
وتسهم الاستثمارات في البنية التحتية الحديثة للشبكة في دعم التحول في مجال الطاقة، كما أنها عامل أساسي لدمج مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز المرونة وإزالة الكربون من أنظمتنا للطاقة في نهاية المطاف، وفي أسبوع أبوظبي للاستدامة تستعرض «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» أحدث حلول الشبكات، التي تساعد المجتمعات في الحفاظ على أنظمة كهرباء موثوقة وآمنة، وبأسعار معقولة».