كتب ناصر المحيسن – الكويت في الأربعاء 15 يناير 2025 04:34 مساءً – افتتح داخل السجن المركزي مسجد عبدالله العلي المطوع، وذلك في إطار التعاون بين وزارة الداخلية و«نماء الخيرية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي.
وبهذه المناسبة قال مساعد مدير عام قطاع المؤسسات الإصلاحية العميد أسامة الماجد عبدالعزيز: نفتتح اليوم مسجد العم عبدالله المطوع رحمه الله في قطاع المؤسسات الإصلاحية، ليكون صرحاً يعكس التزامنا بتوفير بيئة روحية للعاملين في هذا القطاع؛ حيث إن هذا المشروع يجسد الشراكة الفاعلة بين مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية، ويعبر عن روح التكامل التي تميز العمل المجتمعي في الكويت.
وأضاف: نشكر جمعية الإصلاح الاجتماعي على جهودها المتميزة في الإشراف على هذا المشروع، فهذه الجهود ليست غريبة على الجمعيات الخيرية الكويتية التي عُرفت دائماً بدورها البارز في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية، هذا المسجد سيكون إضافة نوعية لخدمة العاملين في المؤسسات الإصلاحية؛ بما يعزز الروح الإيجابية، ويسهم في أداء مهامهم بروح معنوية عالية.
كما أكد أن التعاون بين الجمعيات الخيرية ومؤسسات الدولة يمثل نموذجاً يحتذى به في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق رؤية الكويت، ونحن على ثقة بأن مثل هذه المشاريع ستسهم في دعم بيئة العمل داخل المؤسسات الإصلاحية وتعزيز رسالتها الإصلاحية.
من جانبه أكد رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الدكتور خالد المذكور، أن المسجد يهدف إلى تعزيز الروحانيات والالتزام القيمي، وقال: المساجد ليست فقط أماكن للعبادة، بل منارات تنشر القيم الأخلاقية والدينية التي تساعد الإنسان على تحقيق التوازن النفسي والمجتمعي.
وبيَّن أن جمعية الإصلاح الاجتماعي تسعى إلى تعزيز دورها في التنمية المجتمعية من خلال تنفيذ مشاريع ذات تأثير مستدام على جميع شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن مشاريع الجمعية لا تقتصر على تقديم المساعدات الإغاثية فقط، بل تشمل جوانب تنموية مختلفة كالتعليم، والتدريب، والرعاية الاجتماعية، التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد ودعمهم ليصبحوا عناصر فاعلة في بناء الوطن.
وأضاف أننا نحرص في الجمعية على تبني الشراكات مع الجهات الحكومية والخاصة لتنفيذ «رؤية الكويت 2035»؛ التي تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، ونؤمن بأن العمل الخيري والتنموي عندما يتكامل مع جهود الدولة يسهم بشكل كبير في بناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
من ناحيته، أكد الأمين العام في جمعية الإصلاح الاجتماعي حمد العلي، أن الجمعية تسعى دائماً لمد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات لتحقيق «رؤية الكويت 2035»، وأوضح أن مثل هذه المشاريع تعكس رؤية الجمعية في تقديم حلول إصلاحية تساهم في بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
وأشار إلى أن الجمعية تعمل على تنفيذ مشاريع تدعم القيم الدينية والاجتماعية، وتعزز من تكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، مبيناً أن جمعية الإصلاح الاجتماعي تواصل مسيرتها في دعم المشاريع المجتمعية التي تخدم جميع فئات المجتمع، من خلال شراكات إستراتيجية تعزز رؤية الكويت التنموية.
بدوره أكد رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سعد مرزوق العتيبي أن التعاون بين الجمعيات الخيرية ووزارة الداخلية يمثل نموذجاً حياً للتكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. وشدد على أن هذه الشراكة تعزز مفهوم التكاتف والتعاضد المجتمعي، مشيراً إلى أن افتتاح المسجد يأتي ضمن سلسلة مبادرات قامت بها نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي.
وبين أن الجمعيات الخيرية تؤدي دوراً محورياً في دعم الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القيم الإصلاحية والإنسانية، ونحن في اتحاد الجمعيات نؤمن بأن هذه الجهود تسهم في بناء مجتمع قوي متماسك.
من جهته، أوضح نائب الرئيس التنفيذي لـ«نماء الخيرية» عبدالعزيز الكندري، أن مشروع المسجد إحدى المبادرات العديدة التي نفذتها الجمعية داخل السجن المركزي، مشيرا أيضا إلى مشروع «بيت العائلة»، الذي يتيح للنزلاء فرصة للالتقاء بأسرهم في بيئة آمنة، بما يسهم في تخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية عنهم، والذي نفذته «نماء الخيرية» في وقت سابق مع وزارة الداخلية، كما تحدث عن المدرسة التعليمية التي تهدف إلى تأهيل السجناء علمياً ومهنياً.
وبيَّن أن «نماء الخيرية» رفعت شعار «نهتم بالإنسان»؛ لذا كان التعليم إحدى أهم الأدوات لإعادة تأهيل النزلاء ودمجهم في المجتمع بشكل إيجابي، مشيراً إلى أن «نماء الخيرية» قامت بتجديد الفصول الدراسية داخل المؤسسات الإصلاحية حيث يتمكن النزلاء من استكمال تعليمهم في مختلف المراحل الدراسية؛ الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
وأكد الكندري أن هذه المشاريع تأتي ضمن إطار رؤية شاملة تهدف إلى تقديم الدعم التعليمي للنزلاء، باعتباره حجر الأساس في تحقيق الإصلاح والتغيير الإيجابي، قائلاً: التعليم ليس فقط وسيلة لتطوير الذات، بل أداة فعالة في بناء مجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً.