الرياض – ياسر الجرجورة في الخميس 9 يناير 2025 07:26 مساءً – شهدت محافظة حفر الباطن واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي هزت سكان المنطقة وخلفت ألم عميق في قلوب الجميع، ففي الساعات الأولى من فجر ذلك اليوم، اندلع حريق مروع داخل منزل تقطنه عائلة يمنية مكونة من عشرة أفراد، لتتحول حياتهم في لحظة إلى كارثة مدمرة خلفت وراءها أربعة قتلى، بينهم أطفال.
القصة الكاملة لمقتل عائلة يمنية بالكامل في السعودية
وأدخلت ستة أشخاص آخرين إلى العناية المركزة بعد إصابات خطيرة. تفاصيل هذه الحادثة كشفت عن حجم المعاناة والصدمة التي عانت منها العائلة والجيران والمجتمع المحلي.
كيف بدأت المأساة؟ نداء استغاثة في فجر مظلم
في تمام الساعة الرابعة والنصف صباحاً، تلقى الدفاع المدني بلاغ عاجل عن اندلاع حريق في أحد المنازل بحفر الباطن.
السبب: مدفأة كانت تعمل داخل المنزل. لم يكن الوقت في صالح العائلة التي تفاجأت بالحريق وهو يلتهم المنزل بسرعة، ما جعل أفرادها عالقين بين النيران والدخان الكثيف.
وعلى الفور، تحركت فرق الإنقاذ، لكن القدر كان أسرع من كل الجهود، لتجد أربع أرواح قد صعدت إلى بارئها، بينهم طفلة لم تتجاوز الثمانية أشهر وفتاة في الـ18 من عمرها كانت تستعد لحفل زفافها بعد شهر رمضان المقبل.
مشاعر الجد المكلوم: شهادة موجعة لقلب مفجوع
لم تستطع الكلمات التعبير عن الحزن الذي أصاب الجد عوض درويش، الذي وقف أمام الكاميرات ليحكي ما جرى بصوت مخنوق بالدموع.
في حديثه لقناة “العربية”، قال الجد بكلمات ثقيلة: “الحمد لله، هذا قضاء الله وقدره… لكن الموقف كان صعب جدا، لم نكن نعلم بما يحدث حتى تلقينا اتصال من الجيران يخبرنا عن الحريق. وعندما وصلنا، وجدنا أربعة منهم قد فارقوا الحياة، أطفال صغار وبنت في عمر الزهور كانت تنتظر يوم فرحها.”
وأضاف: “زوج ابنتي كان كابني، أنا من ربّيته وزوجته. رؤية ما حدث كان فوق احتمالنا، لكننا نؤمن بحكمة الله وعدله.”
ضحايا الحريق: أحلام توقفت وحياة انتهت قبل الأوان
ضحايا الحادثة كانوا ثلاث فتيات وطفل صغير، كانت بينهم فتاة في عمر 18 عاماً تستعد للزواج بعد رمضان.
لم يكن أحد يتوقع أن تتحول تجهيزات الفرح إلى وداع مؤلم. المصابون الستة الآخرون، بينهم الوالدان وبعض الأطفال، نقلوا إلى مستشفيات متفرقة في حفر الباطن لتلقي العلاج من إصاباتهم التي تراوحت بين الحروق واختناق بسبب الدخان.
جهود الإنقاذ والإشادة بالدعم المحلي
في هذه الكارثة، بذلت فرق الدفاع المدني والجهات الأمنية أقصى جهدها للتعامل مع الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأكد محسن آل هادي، أحد أعضاء الجالية اليمنية في حفر الباطن، على الجهود الكبيرة التي قدمتها الدولة قائلاً: “الدفاع المدني لم يقصر، والشرطة تحركت بسرعة لإنقاذ المصابين.
كما نشكر سمو محافظ حفر الباطن الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل على زيارته للجرحى ودعمه المستمر خلال هذه الأزمة.”
رسالة للمجتمع: مأساة تدق ناقوس الخطر حول وسائل التدفئة
هذا الحادث الأليم يعيد للأذهان خطورة استخدام وسائل التدفئة بشكل غير آمن داخل المنازل، خاصة في فصل الشتاء.
ضرورة توخي الحذر، توفير وسائل تهوية مناسبة، وفحص أجهزة التدفئة بشكل دوري هي رسائل يجب أن تصل إلى كل أسرة لتجنب وقوع مثل هذه المآسي مستقبلاً.
بين الحزن والإيمان بحكمة الله
رغم الألم العميق الذي خلفه هذا الحادث في نفوس أهل الضحايا وأفراد المجتمع، تبقى كلمات الجد المؤمنة بقضاء الله وقدره شاهد على الصبر وقوة الإيمان.
هذه الحادثة ليست مجرد مأساة عابرة، بل درس مهم يعكس ضرورة التكاتف بين أفراد المجتمع وتوخي الحذر لحماية الأرواح من مثل هذه الكوارث.