الصبح أخبار – الهواتف الذكية ضد مصالح الشباب

دبي – ورده حسن – المحتوي

حذر الملياردير الأمريكي بيل جيتس من أن التقنيات الحديثة مثل الهواتف الذكية تشكل عائقًا أمام نجاح الشباب، حيث أنها أضاعت ميزة أساسية كانت تتمتع بها الأجيال السابقة.

مخاطر الهواتف الذكية

كما أوضح المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت أن نجاحه المهني كان جزئيًا نتيجة للحرية والوقت الفارغ الذي تمتع به في شبابه، مما أتاح له فرصة استكشاف العالم من حوله، والقراءة، والتفكير العميق، بعيدًا عن الملهيات الحديثة مثل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

كما أشار إلى أن الشباب اليوم يقضون وقتًا أقل في الخروج لاستكشاف العالم أو اللعب مع أصدقائهم مقارنة بالأجيال السابقة. وذلك بسبب انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.

بينما أوضح أن هذا التغيير قد حول مرحلة الطفولة من مرحلة تعتمد على اللعب إلى أخرى تركز على استخدام الهواتف. وهو تحول ثقافي يساهم في ارتفاع معدلات المشاكل الصحية العقلية بين الأجيال الأصغر سنًا.

أكثر الكتب مبيعًا في عام 2024

بالإضافة إلى التأثيرات السلبية الأخرى على قدرة الأطفال على التعلم والتفاعل الاجتماعي، وفقًا لتقرير شبكة CNBC الذي اطلعت عليه “عالم التكنولوجيا”. حيث يشير كتاب “الجيل القلق” الأكثر مبيعًا لعام 2024، للمؤلف عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت، إلى هذه الظواهر.

وفي منشور على مدونته في ديسمبر الفائت، وصف جيتس الكتاب بأن كتاب يجب قراءته لأي شخص لديه شباب في حياته. وتساءل عما إذا كان قد طور بعض العادات والمهارات التي كانت حاسمة لنجاحه لاحقًا.

إذا نشأ في عالم حيث الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان. نحن نعود باستمرار إلى تلك الأجهزة وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في عام 2024. حيث يتمتع حوالي 95% من المراهقين في الولايات المتحدة بإمكانية الوصول بانتظام إلى الهواتف الذكية. مقابل 23% فقط في عام 2011. وأغلبهم نشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.

والنتيجة هي أن المزيد من الأطفال يقضون ساعات داخل المنزل يتصفحون التطبيقات المسببة للإدمان. مما يترك لهم وقتًا أقل للعب الحر والتواصل الاجتماعي خارج المنزل.

كما يقول زاك راوش، الباحث الرئيسي في هيدت وعالم أبحاث مشارك في كلية شتيرن لإدارة الأعمال بجامعة نيويورك. إن هناك قدرًا كبيرًا من الوقت يتم استغلاله بواسطة منتجات مصممة عمدًا لجذبك وإبقائك هناك لأطول فترة ممكنة داخل المنزل وهذا له آثار هائلة.

وفي عام 2023، حذر الجراح العام الأمريكي فيفيك مورثي من المخاطر الصحية العقلية التي قد يتعرض لها الشباب بسبب استخدامهم المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.

معايير استخدام الهواتف الذكية للأطفال

كما استشهد بدراسات تظهر أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب. كما يشير هايدت وراوش إلى التأثيرات على مدى الانتباه. ما أدى إلى أن يواجه الأطفال صعوبة في التركيز لفترات طويلة من الزمن، سواء كان ذلك في المدرسة أو حتى عندما يحتاجون إلى الجلوس وقراءة كتاب.

أظهرت الأبحاث أن التطور الاجتماعي يميل إلى المعاناة عندما يكون الأطفال على جهاز باستمرار بدلاً من التفاعل شخصيًا.

علاوة على أن الأبحاث تُظهر فوائد اللعب الحر والتفاعلات الشخصية، بما في ذلك زيادة الإبداع والمرونة، فضلاً عن تطوير المهارات الاجتماعية وحل النزاعات بشكل أفضل.

يدعو راوش وهايدت إلى أربعة معايير جديدةينبغي للآباء أن يحاولوا من خلالها الحد من استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية لأطفالهم. وهي:

  • لا هواتف ذكية للأطفال قبل المرحلة الثانوية أو سن 14 عامًا يقترح هايدت وراوش أن يمتلك الأطفال هواتف ذات غطاء بسيط فقط لإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات بدءًا من المدرسة المتوسطة.
  • لا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 16 عامًا في حين تحدد معظم منصات التواصل الاجتماعي الحد الأدنى للعمر عند 13 عامًا. إلا أنه يمكن تجاوز هذه الحدود في كثير من الأحيان.
  •  حظر الهواتف الذكية في المدارس. لأن اليوم الدراسي يجب أن يركز على ”التعلم والانتباه”. وهذا لن يكون ممكنا إلا إذا تم القضاء على تشتيت انتباه الطلاب بسبب انشغالهم بأجهزتهم. ويرى راوش أن هذا من شأنه أن يوفر لهم ساعات عديدة خالية من الهواتف الذكية يوميا. وهو ما من شأنه أن يعزز التركيز والتواصل الاجتماعي المباشر.
  •  مزيد من اللعب الحر والاستقلال للأطفال من جميع الأعمار إن إعادة التركيز على الطفولة القائمة على اللعب. يمكن أن تبدأ في المدرسة.