الرياض – ياسر الجرجورة في الجمعة 10 يناير 2025 06:16 مساءً – كشف أستاذ المناخ السعودي، عبدالله المسند، عن ظاهرة مناخية مثيرة للانتباه تتعلق بفارق درجات الحرارة الكبير بين شمال وجنوب المملكة خلال فصل الشتاء.
مقارنة بين درجات الحرارة شمال وجنوب المملكة
وأشار المسند إلى أن مدينة طريف، الواقعة في شمال المملكة، تسجل درجات حرارة وقت الظهر أقل من تلك المسجلة عند الفجر في مدينة جازان، الواقعة في الجنوب، هذه الظاهرة تعزى إلى الاختلافات المناخية بين المناطق الجغرافية في المملكة.
الاختلاف المناخي بين الشمال والجنوب
- شمال المملكة (طريف): تشهد طريف موجات برد قارسة خلال فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض الأيام، يتميز مناخ هذه المنطقة بتأثره بالكتل الهوائية الباردة القادمة من القطب الشمالي وأوروبا الشرقية.
- جنوب المملكة (جازان): على عكس الشمال، تتمتع جازان بمناخ دافئ إلى معتدل خلال فصل الشتاء، حيث نادر ما تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات منخفضة، تقع جازان على ساحل البحر الأحمر، مما يمنحها دفئ طبيعي بفعل تأثير التيارات البحرية.
أسباب الفارق الكبير في درجات الحرارة
أوضح المسند أن الفارق الكبير في درجات الحرارة بين الشمال والجنوب يعود إلى:
- الاختلاف الجغرافي: موقع طريف في شمال المملكة يجعلها أكثر عرضة للكتل الهوائية الباردة. بالمقابل، يحمي البحر الأحمر جازان من موجات الصقيع.
- التضاريس: المناطق الجبلية في الجنوب، مثل جبال فيفاء، تساعد على استقرار درجات الحرارة مقارنة بالمناطق السهلية المفتوحة في الشمال.
- تيارات الرياح: الرياح الشمالية الغربية تؤدي إلى جلب الهواء البارد إلى مناطق الشمال، بينما تحد التيارات البحرية من تأثيرها في الجنوب.
جازان تشهد انقلاب مناخي هذا الشتاء
لأول مرة منذ سنوات، شهدت جازان تغير ملحوظ في مناخها هذا الشتاء، حيث سجلت درجات حرارة أقل من المعدلات المعتادة في بعض الأيام، يعتقد الخبراء أن هذا الانقلاب المناخي قد يكون مرتبط بالتغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على أنماط الطقس.
تأثير الظاهرة على السكان والزراعة
- في الشمال: يواجه سكان طريف ظروف قاسية تتطلب تدفئة المنازل وحماية الماشية والمحاصيل الزراعية من التجمد.
- في الجنوب: تعد درجات الحرارة المعتدلة في جازان مفيدة للزراعة، خصوصا لزراعة الفواكه والخضروات التي تحتاج إلى مناخ دافئ.
نصائح للتعامل مع موجات البرد
دعا المسند المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة موجات البرد في الشمال، بما في ذلك ارتداء الملابس الثقيلة واستخدام وسائل التدفئة، كما شدد على أهمية متابعة التوقعات الجوية لتجنب أي مفاجآت مناخية.
يبقى شتاء السعودية فريد بتباين درجات الحرارة بين شمالها وجنوبها، ومع استمرار التغيرات المناخية العالمية، قد تشهد المملكة ظواهر مناخية جديدة تحتاج إلى دراسة وتحليل مستمر.