تتجه الحكومة المصرية نحو تطوير البنية التحتية للخطوط الحديدية والنقل العام، وذلك في إطار سعيها لتحسين خدمات النقل والمواصلات،من أبرز المشاريع المخطط لها هو إنشاء الخط السادس لمترو الأنفاق، وهو مشروع يمثِّل تعاوناً واسعاً بين الحكومة المصرية والحكومة الفرنسية، التي قدمت الدعم والخبرة اللازمة لإنجاح هذا المشروع،ومن المتوقع أن يُسهم هذا الخط في تخفيف الازدحام المتزايد على الخطوط الحالية وبالتالي تحقيق فعالية أكبر في نظام النقل بالقاهرة الكبرى.
أبرز المعلومات عن الخط السادس للمترو
يمتاز الخط السادس لمترو الأنفاق باتجاهه الموازٍ للخط الأول، الذي يُعتبر العمود الفقري لشبكة المترو،هذه الخطوة تهدف إلى تخفيف الضغط والعبء على الخطوط الموجودة حالياً، مما يُسهِّل حركة تنقل المواطنين بصورة أكبر،يتضح من خطته أنه يربط شمال القاهرة بجنوبها، حيث يمتد من منطقة الخصوص في الجهة الشمالية حتى المعادي الجديدة في الجهة الجنوبية.
كما يمتد الخط جنوبًا ليصل إلى منطقة ورشة عمرة الخط الأول في طرة البلد، ويغطي مسافة تصل إلى 38.6 كم، مع وجود 26 محطة مترو،يوفر هذا الخط تبادل الخدمة مع الخط الأول للمترو في محطتي الدمرداش وطرة البلد، بالإضافة إلى الربط مع محطة العباسية ومحطة السيدة عائشة،هذه الشبكة المترابطة تؤكد الحاجة الملحة لتيسير حركة المرور داخل القاهرة، خاصة وأن عدد السكان في تزايد مستمر.
وبجانب ذلك، يتم حالياً دراسة تنفيذ امتداد الخط على طريق السخنة، مما سيسمح بالربط مع المرحلة الأولى من شبكة القطارات الكهربائية السريعة عند محطة محمد نجيب، وكذلك التوصيل بشبكة المونوريل نحو شرق النيل عند محطة النرجس،جاءت هذه الخطوة في إطار رغبة وزارة النقل في توفير وسائل نقل خضراء ومستدامة تتماشى مع التوسع العمراني الذي تشهده الدولة في الوقت الراهن.
الخطوات القادمة لإنشاء المشروع
في خطوة أساسية نحو إنجاز المشروع، قام الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، بالتوقيع مع إيرك شوفاليه، السفير الفرنسي بالقاهرة، على خطة عمل خاصة بالخطوات المستقبلية لإنشاء المشروع،تهدف هذه الاتفاقية إلى تحديد إطار زمني دقيق يتضمن تقديم المكتب الاستشاري الفرنسي “إيجيس/سيتيك” للمستندات والمواصفات الفنية اللازمة، والتي ستُقدم بدورها إلى الهيئة القومية للأنفاق للة والتسليم.
بعد ذلك، سيكون هناك عرض فني وتجاري ومالي من قِبل شركة ألفاستوم بناءً على هذه المواصفات الفنية،من المنتظر أن تقوم الحكومة المصرية بدراسة هذه العروض والتحقق من مدى توافقها مع المعايير المطلوبة، مع تنظيم اجتماعات شهرية تحت قيادة وزارة النقل لمتابعة تقدم المشروع وضمان تحقيق الأهداف الموضوعة،هذه الاجتماعات ستساهم في تعزيز التعاون الفعّال بين جميع الأطراف المعنية وضمان نجاح المشروع.
عند النظر إلى مشروع الخط السادس للمترو، يتضح أنه يمثل خطوة هامة في تعزيز نظام النقل داخل القاهرة الكبرى،التعاون مع الجانب الفرنسي يعكس التزام الحكومة المصرية بتحسين بنيتها التحتية، مما سيسهم في تحسين جودة حياة المواطنين وتيسير تنقلاتهم اليومية،إن إنجاز هذا المشروع يُعتبر ضروريًا لاستيعاب الطلب المتزايد على وسائل النقل العامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.