جاء قرار وزارة التربية والتعليم بشأن عقد امتحانات لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائيين ليثير حالة من الغضب، حيث قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بإرسال خطاب لكافة المديريات التعليمية حول عقد تقييمات للصفين الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية للفصل الدراسي الأول وأشارت الوزارة إلى أن نظام التقييم لطلاب الصفين يقوم على قياس الأداء والسلوك الفردي والجماعي للطالب عن طريق المهام الفردية والجماعية بمختلف أنواعها التحريرية والشفوية والمهارية مع مراجعة نسبة الحضور للطالب.
وضرورة إحاطة أولياء الأمور بنتائج هذه التقييمات حرصا على تكامل الأدوار فى دعم متابعة الطلاب على أن تعقد التقييمات فى الفترة من 29 ديسمبر 2024 حتى 5 يناير 2025 مراجعة وتقييما (تقييم مبدئي) واعتبار الفترة من 16 / 1/ 2025 حتى 23 يناير (تقییما نهائیا).
القرار أثار حالة من الغضب والاستياء ليس فقط لأنه كان مفاجأة كما أن توقيت الإعلان عنه جاء متأخرا وإنما حالة الغضب كانت فى موعد عقد التقييمات لهؤلاء التلاميذ والذي جاء فى النصف الثاني من شهر يناير القادم وبعد انتهاء امتحانات صفوف النقل بأكملها.
عبرت لمياء محمد ولي أمر عن غضبها بقولها ما ذنب أطفال أعمارهم ما بين ٧ و٨ سنوات يستمرون فى الذهاب إلى مدارسهم في أشد شهور السنة برودة وهو شهر يناير فى حين أن أخوانهم الأكبر قد انتهوا من امتحاناتهم.
بينما تقول أميرة يونس ولي أمر أن غضب الأهالي ليس بسبب التقييمات وانما بسبب موعد التقييمات مطالبة وزارة التربية والتعليم بتعديل مواعيد التقييمات على أن تكون آخر شهر ديسمبر وقبل امتحانات النقل حتى يتم إتاحة الوقت الكافي للكبار ومتابعة الامتحانات وخصوصا الشهادات.
وتتساءلت ولية أمر أخرى لماذا تتغير القرارات في وسط العام الدراسي؟ مضيفة أن أى قرارات متعلقة بالعملية التعليمية والامتحانات لابد أن تكون معروفة للطلاب وأولياء أمورهم قبل بداية العام الدراسي وتابعت أن هذا القرار أحدث لها ربكة كبيرة على حد وصفها والسبب أنها قامت بحجز عمرة بعد انتهاء امتحانات ابنها الأكبر فى الصف الأول الثانوي فى السادس عشر من يناير المقبل إلا أنها فوجئت بامتحان ابنها الاصغر بالصف الثانى الابتدائي وذهابه للمدرسة بسبب التقييمات التى تبدأ يوم 16 يناير القادم وتستمر حتى يوم 23 من نفس الشهر.
ومن جانبه أكد الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوى جامعة عين شمس الدكتور تامر شوقي أن التقييمات من الأمور التى قد تثير قلق وتوتر الطلاب في كافة المراحل التعليمية وتطبيقها بالمعنى الحرفي على تلاميذ الصفين الأول والثانى الابتدائيين قد يسبب لهم مشكلات وصعوبات نفسية وتعليمية تستمر معهم طوال الحياة الأمر الذى يتطلب وضع بعض الضوابط التربوية والنفسية للتقييمات لتجنب تلك التأثيرات السلبية منها توعية أولياء الأمور بأن مثل التقييمات لا يترتب عليها إصدار قرارات بنجاح أو رسوب التلميذ ما دام استوفى الشروط اللازمة ونسبة الحضور، أيضا تدريب التلاميذ بشكل جيد على تلك التقييمات قبل تنفيذها حتى لو جاءت مما سبق أن تدربوا عليه حتى لا تصيبهم صدمة عندما يجدون أشياء جديدة لا يعرفونها مع تجنب المعلمين وإدارة المدرسة الحديث السلبي عن تلك التقييمات أمام التلاميذ على ان تكون هذه التقييمات بسيطة وتقيس ما تعلمه الطالب من معارف ومهارات بسيطة سبق أن تعلمها الطفل طوال السنة وأضاف الخبير التربوى أنه لابد ألا تركز تلك التقييمات على قياس الجانب العقلى والمعرفي فقط لدى الطفل بل تهتم بالنواحى الوجدانية والمهارية والاجتماعية لديه مع وضع تركيز أكبر على تقييم التلاميذ كمجموعات وليسوا فرادى، وشدد د.شوقى على ضرورة عدم وجود أى معلم أو معلمة جديدة لا يعرفها التلاميذ أثناء تنفيذ التقييم بل يتم التقييم تحت إشراف معلم او معلمة الفصل التى يألفها التلاميذ حتى لا يشعر التلميذ أن الوضع غريب ومثير للقلق على أن يتم التقييم في نفس الفصل ونفس المقعد الذى يجلس فيه التلميد وعدم تغييره ووضع التلميذ في فصول جديدة مع ضرورة تجنب المعلم او المعلمة إصدار أى حكم سلبي على الطفل أثناء التقييم وعدم مقارنته بزملائه ووصفه بأنه أقل منهم ويشير أستاذ علم النفس إلى أنه من الأفضل إعلان نتائج تلك التقييمات بشكل سرى لكل تلميذ على حدة وعدم إعلانها في كشوف مجمعة حتى لا يتم تصنيف الأطفال بناء على نتائج التقييم مع مراعاة ألا يؤدى التقييم إلى إطالة الفترة الزمنية التى يقضيها التلميذ سواء أثناء اليوم الدراسي أو الفصل الدراسي بشكل يجعل تلك الفترة الزمنية مماثلة للفترة التى يقضيها زملاؤه في الصفوف الأعلى وذلك لأن قوة تحمله الجسمي والذهنى أقل من زملائه الأكبر سنا وأيضا حتى لا يقترن في ذهنه إطالة الفترة الزمنية والتقييم وبالتالي يتولد لديه رفض لهذا التقييم واختتم حديثه أنه يجب استخدام نتائج التقييم في تشخيص حالات الصعوبات التى يعاني منها بعض الأطفال والتدخل المبكر لعلاجها.
بينما أشارت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية أن قرار وجود تقييمات للصف الاول والثاني الابتدائيين أمر جيد فمن خلالها يستطيع أولياء الأمور الوقوف على مستوى تحصيل أولادهم الدراسي ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لعلاجها وقد كان هذا مطلبا سابقا لأولياء الأمور بضرورة وجود تقييمات في المراحل الأولى بعد ما ظهر جليًا ضعف مهارات القراءة والكتابة للطلاب ولكن المشكلة كما ترى الحزاوى فى موعد التقييم الذى تم تحديده فى وقت متأخر وأنه كان الأولى جعل الموعد مبكرا مراعاة لسن هؤلاء الأطفال الصغار الذى يعاني الكثير منهم من نزلات برد شديدة خلال هذه الفترة من العام نتيجة برودة الطقس.