تعتبر قضية التحول من نظام الدعم العيني إلى الدعم النقدي في مصر من القضايا الهامة التي تشغل بال المواطنين والجهات الحكومية على حد سواء،يهدف هذا التغيير إلى تحسين كفاءة الدعم المالي وتحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع المختلفة،يأتي ذلك في إطار رؤية مصر 2030 التي تسعى لتوجيه الدعم نحو المستحقين مع ضمان تحقيق استدامة اقتصادية تعزز من قدرة الأسر على التكيف مع الأعباء الاقتصادية المتزايدة،ومع بدء إجراءات التنفيذ، تثار تساؤلات عديدة حول تأثير هذا التحول على رغيف الخبز المدعوم، والذي يعد أحد أهم السلع الأساسية في حياة المواطنين.
يتزايد الاهتمام بآليات تطبيق نظام الدعم النقدي تكون أكثر كفاءة وشفافية، على أن يتماشى ذلك مع احتياجات المجتمع المصري،لذا، من الضروري التعرف على تفاصيل هذا التحول وآثاره المتوقعة على الأسرة المصرية،في هذا السياق، نستعرض أبرز التحديات والفرص المرتبطة بتنفيذ هذا النظام الجديد، مع استعراض الخطوات العملية التي تتخذها الحكومة لضمان نجاحه في تحقيق أهدافه المرجوة.
التحول إلى الدعم النقدي رؤية استراتيجية لتحقيق العدالة
تمثل استراتيجية التحول إلى الدعم النقدي خطوة محورية نحو تحسين كفاءة نظام الدعم في مصر،وقد أكد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن هذا التحول يهدف إلى ضمان توزيع الدعم المالي بشكل يكفل وصوله إلى الفئات الأكثر احتياجًا،وبتطبيق النظام الجديد، سيتمكن المواطنون من اختيار السلع التي يحتاجونها، وهو ما سيسهم في تقليل الفاقد الناتج عن توزيع السلع المدعومة بشكل عيني، ويسمح بمرونة أكبر تلبي احتياجات الأسر المختلفة.
في ظل التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم، أشار وزير التموين إلى أن هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة نظام الدعم، لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة،من المهم ملاحظة أن التحول إلى الدعم النقدي يوفر آلية أكثر شفافية ودقة في تخصيص الموارد، مما يعزز من فرص تحقيق العدالة الاجتماعية بين فئات المجتمع.
آلية تطبيق الدعم النقدي
يتميز نظام الدعم النقدي الجديد بآليات تنفيذ مختلفة عن النظام الحالي،بدلاً من توزيع السلع الأساسية مثل الخبز عبر بطاقات التموين، سيتم منح الأسر مبالغ نقدية شهرية تعتمد على عدد أفراد الأسرة ومستويات دخلهم،هذه الآلية تهدف إلى توفير مرونة أكبر للأسر في إدارة احتياجاتها اليومية.
حالياً، تقوم الحكومة بتجربة النظام في بعض المناطق بشكل محدود لتقييم كفاءة التطبيق قبل تعميمه،ومن المتوقع أن يبدأ العمل بنظام الدعم النقدي بشكل كامل مع بداية الموازنة العامة الجديدة للعام المالي 2025، مما يضمن جاهزية البنية التحتية اللازمة لدعم وتنفيذ هذا الشأن الجديد بكفاءة.
رغيف الخبز قضية محورية في التحول
يعتبر مستقبل دعم رغيف الخبز من القضايا الرئيسية التي تهم المواطنين في ظل هذا التحول،يحصل المواطن المصري على 5 أرغفة خبز يوميًا بسعر مدعم يبلغ 20 قرشًا للرغيف، على الرغم من أن تكلفة الإنتاج الحقيقية تصل إلى 1.25 جنيه، مما يعني أن الدولة تتحمل فرق التكلفة الكامل،وفقًا للنظام الجديد المزمع تطبيقه، سيواجه المواطنون احتمالية ارتفاع أسعار الرغيف، ما قد يزيد من نفقات الأسر اليومية.
على سبيل المثال، إذا قررت الحكومة إضافة هامش ربح للمخابز بمقدار 10 قروش للرغيف، فقد يصل السعر إلى 1.55 جنيه، وهو ما يعني ملحوظة في الأعباء الاقتصادية على الأسر الفقيرة،من المهم النظر في كيفية التعامل مع هذه القضية الحساسة لضمان عدم تأثيرها سلبًا على المواطن البسيط.
أهداف التحول عدالة أكبر وتقليل للهدر
يشمل التحول إلى الدعم النقدي عدة أهداف استراتيجية، أبرزها مواجهة الفساد وسوء التوزيع الذي كان سائدًا في النظام العيني،يوفر هذا النظام الجديد حرية اختيار احتياجات المواطن بدلاً من فرض سلع محددة،كما يعمل هذا النظام على ضمان توجيه الدعم بشكل أكثر عدالة، استنادًا إلى بيانات دقيقة ومحدثة، ما يسمح بتحديث قاعدة بيانات المستفيدين بانتظام لضمان وصول الموارد إلى الفئات المستحقة.
التطبيق التدريجي والرؤية المستقبلية
من المقرر أن يبدأ تطبيق نظام الدعم النقدي بشكل تدريجي بدءًا من العام المالي 2025، بعد الانتهاء من التجارب الميدانية التقييمية،يهدف هذا التحول إلى تحقيق التوازن بين تحسين كفاءة الدعم وضمان استدامة النظام الاقتصادي، وهو ما يتناسب مع رؤية مصر 2030 التي تركز على ترسيخ العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
تحديات وفرص التحول
بالرغم من أن التحول إلى الدعم النقدي يمثل فرصة لتحسين كفاءة نظام الدعم وتوجيهه بشكل أفضل، إلا أنه يواجه تحديات مهمة، تتعلق بضمان حماية الأسر ذات الدخل المحدود من آثار الارتفاع المحتمل في الأسعار،يبقى نجاح هذا النظام مرهونًا بقدرة الحكومة على تنفيذ خطة شاملة تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية،التأكيد على الشفافية والمراقبة الفعالة هامة لضمان نجاح هذه الخطوة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.