طفرة نوعية في الرعاية الصحية بمصر

 

في خطوة تعكس التزام الحكومة المصرية بتطوير قطاع الصحة، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سير الأعمال الإنشائية بمدينة النيل الطبية وتطوير مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج. رافقه في جولته كل من الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، إلى جانب مسؤولين بارزين. تأتي هذه الزيارة ضمن جهود الدولة لتحويل معهد ناصر إلى أكبر مدينة طبية في مصر والشرق الأوسط.

مدينة النيل الطبية: مشروع استراتيجي لخدمة المرضى

أوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن مدينة النيل الطبية تمثل نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية بمصر. وأشار إلى أن معهد ناصر، الذي سيصبح نواة هذه المدينة، لم يشهد تطويرًا كبيرًا منذ ثلاثة عقود حتى عام 2015، رغم كونه مركزًا رئيسيًا يستقبل نحو 2 مليون مريض سنويًا، ويوفر خدمات علاجية وبحثية في 28 تخصصًا طبيًا.

وأكد الوزير أن المشروع يعزز من جاذبية المعهد للأطباء والمتخصصين ويضمن استمرارية تقديم الرعاية الصحية عالية الجودة، من خلال توفير كافة المستلزمات الطبية وتأمين تواجد الكوادر المتخصصة.

أرقام تعكس حجم الإنجاز والتحدي

معهد ناصر الحالي يُعد من المؤسسات الطبية العملاقة في مصر، حيث يقدم خدمات طبية لملايين المرضى، منها:

  • استقبال 384،758 مريضًا في العيادات الخارجية سنويًا.
  • توفير 25،000 جلسة غسيل كلوي و32،000 جلسة علاج كيماوي.
  • إجراء أكثر من 21،000 عملية جراحية سنويًا.
  • تقديم خدمات الرعاية المركزة لما يزيد على 31،000 مريض.

كما يوفر المعهد خدمات السياحة العلاجية، حيث استقبل 1،620 مريضًا وافدًا خلال عام 2023.

ملامح المشروع الجديد: مدينة ذكية بمعايير عالمية

استعرض الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، مراحل تطوير مدينة النيل الطبية، التي بدأت عام 2022 وبلغت نسبة إنجازها الكلية 32.1%. تشمل مكونات المشروع:

  • مبنى جديد ومركز إقليمي لزراعة الأعضاء.
  • مركز للأبحاث والأشعة التشخيصية.
  • مهبط طائرات ونقطة إسعاف نهري.
  • عيادات خارجية ومبنى امتداد للمستشفى.
  • جراج متعدد الطوابق.

وأكد إسماعيل أن المدينة مصممة على أن تكون مدينة ذكية متكاملة تلبي معايير منظومة التأمين الصحي الشامل، وتتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من المحاور الرئيسية في القاهرة.

تطوير البنية التحتية واستغلال المساحات

حرص القائمون على المشروع على استغلال كافة المساحات لخدمة أغراض المدينة، حيث تم إنشاء مناطق انتظار سيارات وجراج سطحي. كما يجري العمل على تطوير المباني القائمة، مثل مبنى علاج الأورام، ومبنى العيادات الخارجية بمساحة 22،800 متر مربع.

اللمسات الأخيرة: قرب افتتاح الأجزاء الجاهزة

خلال الجولة، تفقد رئيس الوزراء مباني الإقامة للأطباء والطبيبات، التي قاربت نسب تنفيذها على الاكتمال (99%). كما اطلع على التقدم المحرز في مبنى الامتداد الجديد للمستشفى، الذي تم ربطه بكوبري مع المبنى القديم، ويشمل مبنى الأورام الذي بلغ معدل تنفيذه 11.06%.

رسالة أمل للمستقبل

في ختام جولته، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مدينة النيل الطبية تعد صرحًا طبيًا ضخمًا يعكس رؤية الدولة للنهوض بالخدمات الصحية. وأضاف أن هذا المشروع يمثل طفرة نوعية في تقديم الرعاية الطبية للمواطنين، ويعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للرعاية الصحية المتقدمة.

مدينة النيل الطبية، على كورنيش النيل، ليست مجرد مشروع تطويري، بل هي حلم يتحقق لضمان مستقبل صحي أفضل للمصريين