غدًا الأربعاء.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديس فيلوباتير مرقوريوس “أبي سيفين” | هل تعرف قصته؟


تعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من المؤسسات الدينية العريقة التي تحمل في تاريخها الكثير من الرموز الروحية والشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان،من أبرز هؤلاء الشهداء هو القديس فيلوباتير مرقوريوس، المعروف بلقب “أبي سيفين”،يحتفل المسيحيون في كل عام بذكرى استشهاده، في الرابع من ديسمبر، حيث يستذكرون تضحياته وشجاعته في مواجهة الاضطهاد،في هذا البحث، نسلط الضوء على مسيرة القديس مرقوريوس، من نشأته إلى استشهاده، وتأثيره في الكنيسة الأرثوذكسية.

من هو القديس فيلوباتير مرقوريوس

وُلِدَ القديس فيلوباتير مرقوريوس في عام 224 ميلادي لعائلة رومانية وثنية،كان والده، “ياروس”، قائداً عسكريًا معروفًا بشجاعته وأعماله البطولية، وقد أظهرت العائلة ولاءً متفانيًا للإمبراطورية،بفضل هذه البيئة العسكرية، تشرّب فيلوباتير بروح الشجاعة والحماسة،ومع ذلك، كان لديه مسار مختلف ينتظره في المستقبل، وهو مسار الإيمان المسيحي.

اعتناق المسيحية وتغيير الاسم

بعد اعتناق عائلته للمسيحية، قام القديس مرقوريوس بتغيير اسمه من “فلوباتير” إلى “مرقوريوس” تحت إشراف أسقف محلي،هذا التغيير لم يكن مجرد تغيير للأسماء، بل كان علامة على تحول شامل في حياتهم واستعداد للتضحية من أجل العقيدة الجديدة،اعتناق المسيحية أدى إلى تغييرات هائلة في نظرتهم للحياة والدين.

القديس فيلوباتير مرقوريوس ورئاسته للجيش

بعد وفاة والده، تولى القديس مرقوريوس قيادة الجيش الروماني واستطاع تحقيق انتصارات عظيمة،على الرغم من نجاحاته العسكرية، إلا أن إيمانه المسيحي كان دائمًا يشكل تحدياً له، حيث عاش تحت ضغط الاضطهاد الديني،هذه التحديات أظهرت تقواه واحتفاظه بمبادئه في وجه الضغوط.

رحلة استشهاد القديس فيلوباتير مرقوريوس

في عهد الإمبراطور ديسيوس، واجه القديس مرقوريوس تحديًا حقيقيًا عندما طُلب منه السجود للآلهة الوثنية،ومن هنا، بدأت رحلة استشهاده، حيث تعرض لتعذيب شديد بسبب رفضه التخلي عن إيمانه،استمرت مراحل التعذيب، بما في ذلك تمزيق جسده ووضعه على جمر النار، ومع ذلك، أظهر القديس مرقوريوس ثباتًا إيمانيًا يُحتذى به.

بفضل تدخل الملاك ميخائيل، استطاع القديس الشفاء من جروحه، مما أثار قلق الإمبراطور الذي أمر بمزيد من التعذيب،وفي نهاية المطاف، تمّ نقله إلى مدينة “قيصرية الكبادوك” ليُقتل هناك، حيث صلّى قبل أن يُقطع رأسه،استشهاده كان رمزًا للإيمان والاستماتة في الدفاع عن المعتقدات مهما كانت التحديات.

تأثير القديس فيلوباتير مرقوريوس على الكنيسة الأرثوذكسية

يُعتبر القديس مرقوريوس أحد أبرز الشهداء في التاريخ المسيحي، مما جعله شخصية محورية في الكنيسة الأرثوذكسية،لقد قدم حياة مليئة بالتضحيات والإيمان، مما جعله رمزًا للشجاعة وثبات المعتقد،يحتفل المسيحيون بذكرى استشهاده سنويًا، وهو يعمل كرمز تحفيزي للتأمل في القيم الروحية وأهمية الإيمان.

اليوم، يمثل القديس فيلوباتير مرقوريوس “أبي سيفين” قدوة للمؤمنين في التفاني والإيمان في أوقات الشدائد،تُعتبر الذكرى السنوية لاستشهاده فرصة لتفكير الشخص في معنى التضحية وبقاء الواجب الديني حياً أمام كل التحديات والاضطهادات.

خلاصة القول

تظل ذكرى استشهاد القديس فيلوباتير مرقوريوس “أبي سيفين” مصدر إلهام للعديد من المسيحيين، حيث تُأكد مسيرته على أهمية الوفاء بالعهد مع الله،يكمن المعنى الحقيقي لهذا اليوم في تسليط الضوء على الالتزام بالإيمان، وضرب المثال الجلي في قوة الإيمان والثبات أمام الصعوبات،يحتفل بهذا الحدث البارز في الرابع من ديسمبر من كل عام، في تأكيد على إيمان عميق وحقيقي.