في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تمثل محورًا مهمًا في حياة العديد من الأفراد، وخاصةً التطبيق المعروف تيك توك،حيث انطلقت في الأفق سبل جديدة للكسب المالي من خلال البث المباشر، مما يثير الكثير من التساؤلات حول شرعية هذه الممارسات من منظور ديني، وخصوصًا فيما يتعلق بأرباح اللايفات وما إذا كانت تتماشى مع مبادئ الأخلاق والقيم الدينية،تصدرت هذه القضية النقاشات بين الفقهاء والنقاد، مما دفع إلى طرح العديد من الآراء وتحليل المواقف المختلفة.
هل لايفات التيكتوك حلال أم حرام
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن حكم الدين في أرباح لايفات التيكتوك يتوقف على نوع المحتوى المقدم،فإذا كان المحتوى غير نافع ولا يهدف إلى إفادة المجتمع، فإن تلك الأرباح تعد حرامًا،وأشار إلى أن بعض الأفراد الذين يتخذون من الكراسي منصة للبث المباشر دون تقديم أي قيمة مضافة، مجردين من الأهداف النبيلة، يعملون على كسب المال عبر التسول الرقمي،في هذا السياق، دعا إلى أن يكون للأفراد دور فعال ومؤثر لتكون مشاركتهم مجزية ومبررة.
طرق لا تمت للأخلاق أو الدين
في سياق موازٍ، تطرق أمين الفتوى إلى بعض الممارسات السلبية التي تضعف القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود فئة من الأشخاص الذين يستعرضون فضائح أو جوانب خاصة من حياة الآخرين بدافع الحصول على المال،وطالب بضرورة التراجع عن هذه الظواهر التي لا تتناسب مع تقاليد المجتمع وأخلاقياته،وأكد أن هذا السلوك يندرج تحت بند القلة في الدين واحترام الشخصيات، مما يستدعي تدخلًا جادًا لإيقاف هذا النزيف الأخلاقي الذي يمكن أن يهدد النسيج الاجتماعي.
رأي سماح أنور في لايفات التيكتوك
في حديثها عن ظاهرة لايفات التيكتوك، أعلنت الفنانة سماح أنور أن هذا الأمر يتطلب شجاعة كبيرة من قبل الفنانين والمجتمع، موضحة ضرورة أن يبذل الفنانون جهدًا في الحفاظ على قيمتهم الفنية وعدم التورط في تصرفات تعكس تراجعًا في المستوى،وعبرت عن قلقها من آثار هذه الظاهرة على المجتمع وعلى الفنانين، مما يستدعي النظر في كيفية استخدام هذه المنصة بشكل يضمن تقديم محتوى هادف يعزز من تجارب المشاهدين.
في الختام، يظل النقاش حول شرعية لايفات التيكتوك مفتوحًا، حيث ينقسم الرأي بين مؤيد ومعارض، ولكن ما يظل مؤكدًا هو الحاجة لتقديم محتوى هادف ومفيد، والابتعاد عن أي ممارسات قد تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية،من الضروري اتخاذ خطوات لضمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأدوات للبناء والتطوير، بدلاً من أن تكون مصدراً للفضائح والتسول الرقمي،يتطلب ذلك وعيًا جمعيًا ودورًا فعالًا من صناع المحتوى والفنانين في توجيه المجتمع نحو الأفضل.