يعتبر شهر كيهك من الأشهر الحيوية في التقويم القبطي، حيث يتواكب مع صوم الميلاد المجيد الذي ينطلق في 25 نوفمبر ويستمر حتى 7 يناير،يمثل هذا الشهر مرحلة هامة من الروحانية والتوجه الروحي بالنسبة للأقباط الأرثوذكس، حيث يعد فترة استعداد للاحتفال بميلاد المسيح،تتضمن طقوس هذا الشهر العديد من التجهيزات الروحية والاحتفالات المريمية، مما يتيح للمؤمنين فرصة فريدة لتجديد إيمانهم وتعميق علاقتهم بالله وتعزيز الروابط الروحية مع السيدة مريم.
طقوس شهر كيهك تكريم السيدة العذراء
يطلق على شهر كيهك أحيانًا لقب “شهر السيدة مريم” نظرًا لتركيز الطقوس فيه على تكريمها،في هذا الشهر، يتم تجديد تقدير المؤمنين لمعجزة حمل السيدة مريم للمسيح، من خلال صلوات التسبحة الكيهكية التي تُقام في منتصف الليل طوال الشهر،تعد هذه التسبحة من أبرز الطقوس الروحية المريمية، حيث تجسد روحانية عميقة وتعمل على تقوية الروابط بين المؤمنين والسيدة مريم، مما يُعزز القيمة الروحية لهذا الشهر.
التسبحة الكيهكية روحانية خاصة
تُعتبر “التسبحة الكيهكية” واحدة من أبرز طقوس الشهر، حيث تتضمن تسابيح خاصة تتضمن مدائح وتكريم للسيدة مريم،تُقام هذه التسبحة أيام السبت والأحد من كل أسبوع خلال الشهر، وتُعتبر من أهم الممارسات الروحية التي تميز صوم الميلاد في المجتمع القبطي،تشمل التسبحة مديحًا وتطويبات للسيدة مريم، حيث تُعد جزءًا أساسيًا من الاستعداد الروحي لعيد الميلاد، مما يضفي عمقًا على التجربة الروحية للمؤمنين.
سهرات “سبعة وأربعة” طقوس ليلية مميزة
خلال شهر كيهك، تُقام سهرات خاصة في الكنائس الأرثوذكسية تُعرف باسم “سبعة وأربعة”،هذا المصطلح يشير إلى التسبيحات التي تُتلى في ليالي آحاد كيهك، حيث تتضمن جمع سبع تذاكيات لسبعة أيام الأسبوع بالإضافة إلى أربع هوسات يومية وقطع كيهكية مخصصة،تُشكل هذه السهرات أحد أبرز التجهيزات الروحية التي يستعد بها الأقباط للاحتفال بالمسيح، وتساهم في تعزيز الروحانية لديهم وتخلق أجواء احتفالية عميقة لاستقبال الميلاد المجيد.
شهر كيهك شهر روحاني يعكس معجزة الميلاد
لا يمكن اعتبار شهر كيهك مجرد فترة صوم فحسب، بل هو وقت مخصص لتذكر معجزة الميلاد العظيمة،يُنهي المؤمنون هذا الشهر بالصلاة والتأمل العميق في هذا الحدث المبارك، مما يعكس الروحانية العالية التي تميز شهر كيهك،تسهم التراث الثقافي والتراتيل الخاصة بهذا الشهر في توفير أجواء روحانية مميزة، مما يساعد المؤمنين على التهيؤ للاحتفال بعيد الميلاد المجيد بطريقة جليلة.
خلاصة القول
يُعتبر شهر كيهك في صوم الميلاد المجيد أحد الشهور المميزة التي تعكس روحانية الكنيسة القبطية وتكريمها للسيدة مريم،فمن خلال الطقوس المريمية كالتسبحة الكيهكية وسهرات “سبعة وأربعة”، يُقدم هذا الشهر فرصة روحية لتوبة المؤمنين وتقربهم من الله استعداداً لميلاد المسيح،إذا كنت تسعى لفهم أعمق لهذه الطقوس واستكشاف الفوائد الروحية الكامنة في شهر كيهك، فإن الغوص في الترانيم والصلوات التي تميز أيام هذا الشهر المبارك سيكون طريقك نحو التجديد الروحي.