نقدم لكم تاريخ شم النسيم وأصله الفرعوني حيث يعد شم النسيم من أقدم الأعياد التي يحتفل بها المصريون على مر العصور، وهو عيد يتزامن مع بداية فصل الربيع، ويُعتبر أحد الاحتفالات التي تحمل جذورًا تاريخية عميقة تعود إلى الحضارة الفرعونية. وتُعد هذه المناسبة فرصة للمصريين للاحتفال بتجدد الحياة ورغد العيش بعد موسم الشتاء.
وفي هذا التقرير، نستعرض تاريخ شم النسيم وأصله الفرعوني.
تاريخ شم النسيم في العصور الفرعونية
يعود أصل شم النسيم إلى الفرعونيين، حيث كان هذا العيد يُحتفل به في بداية فصل الربيع وفي العصور الفرعونية، كان يُعرف بـ “عيد شمو”، وهو كلمة تعني النسيم أو الرياح، إذ كان المصريون القدماء يحتفلون ببداية العام الزراعي الجديد وبالانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، وهو الموسم الذي يعتبرونه بداية الحياة الجديدة.
كان هذا العيد مرتبطًا بمعتقداتهم الدينية، حيث كان الاحتفال يمثل تجدد الحياة بعد فترة من السكون في فصل الشتاء.
تاريخ شم النسيم وأصله الفرعوني
كان شمو يحتفل به المصريون في أعياد الربيع، وكانت العائلات الفرعونية تجتمع وتستمتع بالطبيعة، كما كانت تقدم العديد من الطقوس الدينية التي تتعلق بـ الخصوبة والاحتفاء بآلهتهم الخاصة بالفصول والتجدد، مثل إيزيس و أوزوريس، وكان المصريون يقومون بأعمال الزراعة بعد هذا العيد استعدادًا لموسم الحصاد.

التقاليد والعادات في شم النسيم 2025
شم النسيم لا يقتصر فقط على الاحتفال بقدوم فصل الربيع، بل يشمل أيضًا العديد من العادات والتقاليد التي ارتبطت به عبر الأجيال.
من أبرز هذه التقاليد:
السمك المملح (الفسيخ): وهو أحد الأطعمة الأساسية التي يحرص المصريون على تناولها في هذا اليوم، حيث كان الفراعنة يعتبرون أن هذا الطعام يرمز إلى خصوبة الأرض ووفرة المحاصيل.
الخضروات: حيث يتم تناول الخضروات الطازجة، مثل الخص و الفجل، وهي من المأكولات التي تُعبّر عن تجدد الحياة ونضوج الأرض.
التنزه والاحتفالات في الحدائق: يتجمع المصريون في هذا اليوم في الحدائق العامة والمتنزهات للاستمتاع بأجواء الربيع، وهي عادة ترجع إلى أيام الفراعنة الذين كانوا يقيمون احتفالات ضخمة في الطبيعة.
الزهور: كانت الزهور جزءًا من طقوس الاحتفال في العصور الفرعونية، حيث كان المصريون يزينون معابدهم ومنازلهم بها.

شم النسيم في العصر الحديث
مع مرور الوقت، لم يتغير كثير من طقوس الاحتفال بـ شم النسيم، بل استمرت هذه العادات والتقاليد حتى العصر الحديث.
ويُحتفل بهذا اليوم في مصر بشكل سنوي، حيث يجتمع المصريون في هذا اليوم للاستمتاع بالطبيعة وتناول الطعام المميز مثل الفسيخ والسلطات والخضروات الطازجة وتعتبر هذه المناسبة فرصة للتنزه في الحدائق العامة مثل حديقة الأزهر و حديقة الحيوان، وكذلك للاستمتاع بالمشاركة في الاحتفالات العائلية.
شم النسيم يعد عيدًا غير مرتبط بأي ديانة معينة، بل هو عيد شعبي مُتفق عليه من جميع فئات الشعب المصري بمختلف عقائدهم ويأتي في اليوم التالي مباشرة لعيد الفصح المسيحي، إذ أصبح شم النسيم عيدًا مؤممًا في مصر.
شم النسيم في الثقافات 2025
بينما يظل شم النسيم في مصر أحد الأعياد القومية المهمة، فإنه أصبح يومًا ذا صدى في بعض الدول العربية الأخرى. العديد من الجاليات المصرية في الدول العربية أو الغربية تواصل الاحتفال بـ شم النسيم وتُحيي التقاليد الفرعونية عبر تناول الأطعمة الخاصة والاحتفال بالربيع.

الجدير بالذكر أنه يعد شم النسيم عيدًا طويل الأمد في تاريخ مصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحضارة الفرعونية، حيث كان يمثل بداية جديدة للزراعة والفصول وهو يوم يحتفل فيه المصريون بالحياة والتجدد، ويستمر في الاحتفال به حتى يومنا هذا بأجواء مفعمة بالبهجة والسرور ويعكس شم النسيم روح الفرح والتجدد التي عاشها المصريون منذ آلاف السنين.
