أخبار عاجلة

أسبوع الآلام درب الفداء والتأمل في أقدس أيام السنة القبطية

أسبوع الآلام , تمثل هذه الأيام الفصل الخاتم، والذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقدسية وروحانية عالية. يعرف الأسبوع باسم “أسبوع البصخة”, وهو من أقدس المناسبات في التقويم الكنسي، حيث تعيش الكنيسة في أيامه لحظات الآ لام والرجاء، حزناً على صلب المسيح وفرحاً بقيامته. الكلمة “بصخة” تعني “عبور” بالآرامية، في إشارة إلى عبور شعب الله من العبودية إلى الحرية، كما يعبّر عن عبور البشرية من الموت إلى الحياة من خلال فداء المسيح.

 

esbo3 alaam

الطقوس القبطية وملامح العبادة في أسبوع الآلام

يعيش الأقباط في طقوس مميزة مليئة بالخشوع، تبدأ من سبت لعازر وتنتهي بـ سبت النور، مرورًا بـ أحد الشعانين، والجمعة العظيمة. خلال هذه الأيام ، تُغطّى الكنائس بالأقمشة السوداء، وتُضاء الشموع، ويُتلى الكتاب المقدس، وتُرتّل ألحان حزينة ذات طابع روحي عميق.

تنقسم الصلوات إلى عشر سواعي يوميًا: خمس نهارية وخمس ليلية، وتضم قراءات من النبوات، والمزامير، والإنجيل، والعظات، والألحان القبطية مثل “ثوك تي تي جوم” و”كيرياليسون”، وتُختتم بالبركة والصلاة الربانية.

وتُقرأ الأناجيل الأربعة على مدار الأيام، حيث خُصص لكل يوم إنجيل: الإثنين للقديس متى، الأربعاء لمرقس، الخميس للوقا، وليلة القيامة ليوحنا. وفي الجمعة العظيمة، تتلى صلوات طويلة تشمل مراحل المحاكمة والصلب والدفن.

 

أسبوع الآلام عبر العصور
أسبوع-الآلام-عبر-العصور

دلالات روحية واجتماعية على أسبوع الآلام عبر العصور

يُعدّ أكثر من مجرد ذكرى لأحداث ماضية، بل هو زمن للتأمل في مفهوم “الخلاص”. ويصفه الأنبا شنودة الثالث بأنه “أيام  مكرّسة للعبادة، فيه يتفرغ الناس للصلاة والتأمل، حتى أن الملوك والولاة كانوا يمنحون الموظفين عطلة لحضوره”.

وكان للأقباط طقوس اجتماعية في الماضي خلال هذه الفترة ، منها إغلاق المحال والأسواق، وتفرغ العائلات بالكامل للصلاة. كما أُطلق على الأيام أسماء رمزية تُجسد أحداثها: أربعاء أيوب، خميس العهد، والجمعة العظيمة. وتعد خيانة يهوذا، وتطهير الهيكل، والعشاء الأخير، والصليب، مشاهد محورية تُمثّل ذروة الصراع بين النور والظلمة.

 

esbo3 alam6

يُختتم بسبت النور، ليلة الفرح المنتظر، إيذاناً بقيامة الرب وانتصار الحياة على الموت.

ليس مجرد حدث في التاريخ، بل هو دعوة حية للغوص في عمق الإيمان وتجديد العهد مع الله، وهو لدى الأقباط بمثابة نافذة للعبور إلى المعنى الأسمى للحياة المسيحية: التضحية، المحبة، والرجاء في القيامة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اللواء حاتم باشات يشارك في احتفالات الأقباط بعيد القيامة: قوة الوطن في تلاحم نسيجه
التالى كيف تعيش الشكر في حياتك بهذة الأيام الصعبة